"القسام" طالب الأزهر.. قاوم الفرنسيين في بلده سوريا ومات على أرض فلسطين

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023 04:00 ص
"القسام" طالب الأزهر.. قاوم الفرنسيين في بلده سوريا ومات على أرض فلسطين عز الدين القسام
فاطمة محفوظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قدم تليفزيون اليوم السابع، تقرير عن  ذكرى استشهاد رجل الدين السوري عز الدين القسام، الذي كان ومازال رمزاً للكفاح المسلح ضد سلطات الانتداب البريطاني واليهود القادمين إلى فلسطين في القرن الماضي وعادت شخصيته وسيرته إلى دائرة الاهتمام والأضواء مع الحرب الحالية.

 اسمه الحقيقي، محمد عز الدين بن عبد القادر بن مصطفى بن يوسف بن محمد القسام، ولد القسام في بلدة جبلة السورية جنوب مدينة اللاذقية الساحلية عام 1882، تلقى تعليمه على يد والده رجل الدين عبد القادر القسام الذي كان يتولى إمامة مسجد المنصوري في البلدة الساحلية السورية، ثم انتقل في الرابعة عشرة من عمره إلى القاهرة، لإكمال دراسته في الأزهر، وبعد عقد من الزمن عاد إلى بلدته عام 1906 ليُدّرس في كتاب والده بجبلة وعُين إماماً وخطيبا في مسجد إبراهيم بن أدهم، وعندما غزا الجيش الإيطالي ليبيا في عام 1911، صعد الشيخ القسام إلى منبر مسجد المنصوري، داعياً إلى الجهاد.

القسام شكل مجموعة صغيرة مسلحة لمحاربة الفرنسيين بعد احتلالهم سوريا، وانضم إلى مجموعة عمر البيطار التي تقوم بعمليات عسكرية ضد قوات الاستعمار الفرنسي في جبال صهيون ما بين عام 1919 و1921 في محافظة اللاذقية، وبعد أشهر من فرض الانتداب الفرنسي على سوريا، صدرت مذكرة اعتقال بحقه، مما اضطره إلى الفرار إلى حيفا في عام 1921م ، واستقر عز الدين القسام في مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا، الذي كان يأوي الفلاحين الفقراء الذين نزحوا من قراهم بسبب الأوضاع الاقتصادية، نشط القسام بينهم في محاولة لتعليمهم ومكافحة الأمية التي كانت منتشرة عبر تقديم دروس ليلية لهم.

انضم القسام إلى المدرسة الإسلامية في حيفا ثم جمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيساً للجمعية في العام 1926م، وقام القسام بالتدريس في مدرسة البرج ومسجد الاستقلال في حيفا، وفي العام 1928، التحق بالمحكمة الشرعية أثناء تأسيسه وترأسه جماعة تسمى "الشباب المسلمين" في فلسطين، فكانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين تزداد بشكل سريع ، حيث ارتفع عدد اليهود في فلسطين من 175138 في عام 1931 إلى 355157 في عام 1935، وقبل أن يدعو القسام إلى حمل السلاح، ظهرت مجموعات مسلحة تشن عمليات عسكرية ضد المنشآت البريطانية واليهودية في فلسطين، بزعامة أحمد طافش، واستفاد القسام من تجربة جماعة "الكف الأخضر" حيث استعان ببعض أفرادها لتشكيل خلايا نائمة وناشطة في مدن وبلدات متعددة، حمل التنظيم الجديد اسم "الكف الأسود".

نفذ مقاتلو "الكف الأسود" أول عملية لهم في 1931م، حيث استهدفوا ضرب مركبة تقل مسلحين يهوداً في طريق ياجور قضاء حيفا، وكانت استراتيجية التنظيم تنفيذ عمليات ضد الأهداف اليهودية والبريطانية متباعدة زمانياً ومكانياً، فكانت العملية الثانية في الصيف، والثالثة مع بداية الشتاء من العام نفسه، وفي أواخر العام 1935، أعلن القسام في خطبة علنية في جامع الاستقلال عن بدء العمل العسكري ضد القوات البريطانية. إعلان القسام عن بدء مرحلة "الجهاد" أتى رغم عدم استكمال كل الاستعدادات المطلوبة، توجه القسام مع 11 شخصا من إلى قرية يعبد الواقعة بين مدينتي جنين ونابلس، فاكتشفت القوات البريطانية مكان المجموعة وتوجهت قوة كبيرة إلى هناك وحاصرتهم فدارت بين الجانبين معركة غير متكافئة استمرت لمدة 6 ساعات تقريبًا، وقد قتل القسام حينها مع ثلاثة من مجموعته في الاشتباك، وتم نقل الجثامين الشهداء إلى جنين، ثم أرسلت إلى حيفا ليستلمها ذووهم، وفي 21 نوفمبر تشرين الثاني من عام 1935 جرت مراسم دفن الثلاثة حيث انطلقت الجنازات من بيت القسام الذي كان يقع خارج البلدة إلى مقبرة قرية بلد الشيخ مباشرة دون المرور بمدينة حيفا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة