تطرق عدد من الخبراء الفلسطينيين إلى خطورة المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطابه، مساء الخميس، والذى وجه فيه رسائل حاسمة رافضة لمشروع تهجير الفلسطينيين وتحديدا سكان غزة إلى خارج أراضيهم.
بدوره، المتحدث باسم حركة "فتح"، وعضو مجلسها الثوري، الدكتور جمال نزال، أن الدولة المصرية رفضت بيع أمنها وكرامتها ولم تستلم لأي إغراءات أو ضغوط للتماشى مع مخططات الجانب الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من أرضه وتصدير مشكلة للجانب المصرى.
الرئيس عبد الفتاح السيسى
وأوضح الدكتور جمال نزال في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الدولة المصرية هي الحضن الدافئ والحصن المنيع لتطلعات الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مصر والدولة العربية تقف إلى جانب الفلسطينيين الذي يمتلكون رصيدا حضاريا كبيرا ومتجذرون في تاريخهم، مضيفا: لنا عزوة قومية حصينه ومصر جدارها المنيع.
بدوره، أكد الدكتور حسن عصفور، وزير شئون المفاوضات الفلسطينية الأسبق، أن الجملة الرئيسية والأخطر في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي هي تعرض قضية فلسطين لمنحنى شديد الخطورة، داعيا القيادة الفلسطينية والأردنية إلى التشاور مع مصر سريعا حول هذا الأمر، موضحا أن تحذيرات الرئيس السيسي اليوم حول ما تتعرض له القضية الفلسطينية أمر شديد الخطورة ولم يقال منذ سنوات، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مستند في حديثه إلى رؤية محددة، لافتا إلى التصريحات الصادرة عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالخصوص هي أكد على أن المملكة ومصر في خندق واحد.
وأكد الدكتور حسن عصفور أن أخطر ما تحدث به الرئيس السيسي اليوم هو مشروع تصفية القضية الفلسطينية، فضلا عن الإشارة لوجود مخطط تفريغ قطاع غزة من السكان إلى الخارج، لافتا إلى أن الاحتلال يتحرك لتفريغ 65% من سكان القطاع في محاولة لطمس معالم القضية الفلسطينية.
الرئيس عبد الفتاح السيسى
وتطرقت إلى الأخطار التي واجهت القضية الفلسطينية رغم المكتسبات التي تحققت من الثورة في ستينيات القرن الماضي وتشكيل منظمة التحرير، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من تصفية القضية تمت باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات عقب تفعيل اتفاق أوسلو الموقع في تسعينيات القرن الماضي.
ولفت الدكتور حسن عصفور إلى الموقف الذي تحدث عنه الرئيس السيسي اليوم خطير جدا، داعيا إلى ضرورة بحث ودراسة ما تحدث به الرئيس المصري والتشاور مع الدولة المصرية حول هذا الأمر بأسرع وقت، مؤكدا على أهمية عقد قمة مصرية مصغرة بين مصر والأردن وفلسطين للتصدي لهذا المشروع الخطير الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعطى إشارة البدء لانطلاق قافلة جديدة من المساعدات إلى قطاع غزة، قائلا خلال مؤتمر "تحيا مصر .. استجابة شعب" لدعم الشعب الفلسطيني: "على بركة الله.. على بركة الله.. قافلة مصر إن شاء الله تصل إلى أشقائنا في فلسطين لقطاع غزة تخفف عنهم ما أمكن.. شكرا جزيلا".
وأكد الرئيس السيسي خلال كلمة له أن قراره كان حاسما وهو ذات قرار مصر دولة وشعبا بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين وفي ريادة العمل من أجلهم ، ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها.
وشدد الرئيس السيسي خلال كلمته على أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن يسمح به، مشيرا إلى أنه إذا ترك الفلسطينيون أرضهم لن يستطيعوا العودة مرة أخرى، وأكد الرئيس السيسى أن معبر رفح تم قصفة 4 مرات من قبل القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطينى، مضيفا أن مصر لم تغلق المعبر أبدا".
وتابع الرئيس السيسى: "لقد كان قرارى حاسما، وهو ذاته قرار مصر - دولة وشعبا - بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء فى فلسطين، وفى ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ فى وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى على مدار سبعة عقود وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هى الأساس، فى دعم نضال الشعب الفلسطينى الشقيق".
وأضاف الرئيس السيسى، أن الدولة كثفت اتصالاتها الدولية، مع القادة والمسئولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع الموقف المصرى الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريا، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومى لدولنا، مضيفًا: "وهنا أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التى أكدت على دعمها للموقف المصرى، ورفضها لأى محاولات بهذا الشـأن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة