الخراب والدمار والقتل وإسالة الدماء، على ميزان الإنسانية، واحد، فما يحدث فى غزة من تصفية بشرية وحشية وبربرية سواء بالقتل أو التهجير القسرى، مرفوض ومدان بشدة، والقتل والخراب فى رام الله، مرفوض ومدان أيضا، والقتل والخراب والدمار فى سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق والصومال، وغيرها من الدول، مرفوض ومدان بشدة، ولا يمكن لإنسان أن يقبله أو يجد له مبررا واحدا، تحت أى عنوان أو شعار، وفى أى عقيدة.
ومن هذا المنطلق فإن التعاطف والتضامن والدفاع عن الأشقاء فى غزة، ورفض القتل وإدانة الخراب والدمار والتهجير القسرى، فقه الإنسانية، وإذا اعتبرنا أن دماء غزة مقدسة، فإن كل الدماء التى تسيل على كل بقعة من فلسطين والأراضى العربية فهى أيضا مقدسة، وإذا قررت أن تصنف الدماء، فتضفى القدسية على دماء بعينها من باب الانتماء لنفس الفصيل أو الجماعة أو التنظيم، بينما تنتزعه من باقى الدماء وتعتبرها أقل منزلة ومستباحة، فأنت أعمى البصيرة ومنحاز لمصلحة أيديولوجية ضيقة ووضعها فوق الانتماء للوطن!
جماعة الإخوان الإرهابية حاضرة فى مشهد بث الفرقة، ونشر الفتنة، وكأنها المالكة الحصرية فى منح القدسية وصكوك الشرعية وشيطنة المخالفين والمعارضين لها، فتضفى القدسية على دماء الفلسطينيين فى غزة، بينما تستبيحها فى رام الله، وترى دماء الباكستانى وعضو فى الجماعة، أعلى منزلة من دماء المصرى المسلم وليس عضوا فى صفوف الجماعة.
الحقيقة الناصعة والتى تؤكدها الأحداث والوقائع المفصلية فى الماضى والحاضر، أن الأمة الإسلامية على كثرة ما خرج فيها من فرق وتيارات منحرفة، لم تخرج جماعةً أضل من جماعة الإخوان الإرهابية، فالدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم، والنفاق صناعتهم، والقتل هوايتهم، والإرهاب طريقتهم، والشباب ضحيتهم، وإبليس قدوتهم، وتمزيق الأوطان هدفهم، والسياسة غايتهم.
قرابة قرن من الزمن، وفيروس الإخوان ينخر فى جسد الأمة الإسلامية بشكل عام، وأجساد المصريين، بشكل خاص، وأعراضه، الإرهاب والقتل والكذب وتحريف الكلم، وتزييف الحقائق، والمتاجرة بآلام الناس، والاستثمار فى الدم، وقلة الأدب وتدشين السفالة والانحطاط، وازدواج المعايير، والفجر فى الخصومة!
نعم، فيروس الإخوان القاتل ينتشر فى زمن الفوضى، وينقرض فى زمن الاستقرار، ونشر الأمن والأمان، وإعلاء شأن دولة القانون، لإدراك الجماعة أن لديها قصورا شديدا فى التعليم والثقافة والموهبة، وأن كبيرها يحمل ألقابا ورقية مزورة من عينة الدكتور، ولا نعرف تخصصه على وجه الدقة، لذلك لا يستطيعون المنافسة العلمية، وإظهار القدرات والفروق الفردية فى مسابقات اختيار من يشغل الوظائف المهمة، فيلجأون للدوشة لتقنين الأوضاع.
تصنيفات الجماعة، وإضفاء القدسية على مشروعها الطامح إلى أستاذية العالم، أى حكم العالم، وعدم الاعتراف بالأوطان والانتماء، وأن الوطن فى أدبياتهم مجرد حفنة من تراب عفن، والتعامل على أن الجماعة وأعضاءها «شعب الله المختار»، بينما باقى البشر من غير المنتمين لهم، مجرد خدام لهم، فإنه ليس غريبا على مثل هذه الجماعة أن تضفى القدسية على دماء بعينها، وتعتبر باقى الدماء مستباحة، وعادية!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة