كل خطوة لتمديد الهدنة فى غزة، نتيجة لعمل متواصل لمؤسسات الدولة المصرية، وبالرغم من التصريحات الاستعراضية لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، وإعلانهما استئناف الحرب، فإن كل المؤشرات تدفع نحو هدنة أطول، ومن الواضح أن قضية المحتجزين تتم من قبل الجانب الفلسطينى والمقاومة، بشكل يمكن أن يضمن تطويل مدة التبادل، بينما يسمح بمزيد من الوقت، خاصة مع استمرار الجهود المصرية على كل المستويات، ومن خلال قنوات متعددة بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر، وأطراف أخرى تمهد ربما لإطالة الهدنة بشكل يتيح إمكانية التوصل إلى وقف العدوان، وما يظهر على السطح يتجاوز كثيرا ما يحدث خلف الأبواب، حيث يمكن أن تمثل الهدنة خطوة تمهد لاتفاقات أكثر اتساعا تفتح المجال لوقف العدوان والانتقال إلى صيغة أكثر توازنا.
كانت الجهود المصرية والقطرية قد أثمرت عن إطلاق محتجزتين أمريكيتين عبر معبر رفح، مقدمة لاتفاقات الهدنة الحالية، كما أن جهود مصر التى استمرت على كل المحاور انعكست فى تأثيرات متصاعدة على الموقف الدولى خاصة المعسكر الداعم للاحتلال، ونمو رأى عام أكثر رفضا للعدوان واستهداف المدنيين، وبجانب الدعم الإنسانى والإغاثة لسكان القطاع تستمر خطوط الاتصال مع كل الأطراف، والتى نجحت فى تبادل المحتجزين مع أسرى فلسطينيين، أما الشق الآخر والأهم فهو السعى لوقف العدوان، وهو ما يجرى بدقة وعمل متواصل من كل المؤسسات المصرية، والتى نجحت مع الولايات المتحدة وقطر وبعض الأطراف الأمنية الإسرائيلية فى تحقيق نتائج، يمكن أن تكون قاعدة لبناء طريق الاستقرار.
وتحرص مصر منذ اللحظات الأولى على التحرك فى كل الاتجاهات والتواصل مع أطراف متقاطعة ومتشابكة، وتعمل القاهرة بدقة على خطوط متقاطعة ليست بين طرفين نقيضين فقط، الاحتلال والفلسطينيين، ولكن أيضا ضمن تحالفات وأطراف لكل منها أهداف ومصالح، ووقفت مصر ضد أى مخططات تبتعد عن حل الدولتين، ووضعت خطوطا حمراء واضحة ضد أى محاولة لتمييع الحلول، وتعمل مصر داخل الجانب الفلسطينى الذى يتضمن تضاريس وتشابكات متعددة الجوانب، وهو نفس الأمر داخل إسرائيل، حيث تتعدد الأطراف والأهداف.
ويمكن توقع تحقيق أهداف، ومبادرات يجرى التواصل بشأنها، من خلال المؤسسات المصرية، وبتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، يمكن أن تسفر عن مبادرة مثلما جرى فى عام 2021، حيث كانت المبادرة المصرية هى الطريق لوقف العدوان، والسير نحو وقف نهائى للعدوان، وهذه المبادرات تتم بناء على معلومات، وقراءة فى ملفات القدرة لدى كل طرف، وهو أمر صعب، وتحدٍ على أكثر من جبهة، ومدى استعداد كل طرف لقبول العرض، وهناك بالفعل مؤشرات تدفع الكثير من المحللين لتوقع توقف العدوان، وقبول وضع ما قبل 7 أكتوبر، وبالطبع فإننا أمام واقع يختلف اليوم، مع تمسك كل طرف بما تحقق.
ومن البداية تمسك الرئيس عبدالفتاح السيسى، بموقف رافض لاستهداف وقتل وترويع المدنيين وسياسات العقاب الجماعى لأهالى غزة، ورفض حاسم للتهجير القسرى، ودعا منذ قمة القاهرة إلى الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار، وهو أمر أصبح ممكنا فى ظل ما يجرى، ومع موقف دولى نجحت مصر فى تعديل كثير منه، وما يجرى الآن يشير إلى جهد مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر وأطراف داخل دولة الاحتلال ومع الأطراف الفلسطينية، يمكن أن ينتهى إلى توازن ينهى العدوان، ويتيح فرصة لسلام قد يبدو صعبا لكنه ممكن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة