منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة شئون البلاد أخذ على عاتقة مسار النهضة والتنمية في صورتها المستدامة في ربوع البلاد؛ لكن أدركنا أن الرجل ذو نظرة بعيدة المدى؛ فقد كان لسيناء الحبيبة وضع خاص؛ إذ أن تنميتها من أولويات الأمن القومي المصري؛ نظرًا لوضعها الاستراتيجي المتميز والذي يتربص له الأعداء من كل حدب وصوب؛ فسخر لها الميزانية اللازمة لربطها المباشر والحيوي مع الوادي والدلتا، وفق مخطط يوصف بالمعجز في سيناريوهاته وآليات تنفيذه.
فمن أرض الفيروز وجغرافيتها الساحرة تستطيع أن تدشن تنمية سياحية وزراعية وصناعية وتجارية تنافسية؛ حيث تشكل مدخلًا وممرًا متميزًا ليس له مثيل في الشرق الأوسط؛ إذ تعد شبه جزيرة سيناء بوابة مصر الشرقية، ومن قبيل التذكير فإن سيناء الجزء المتميز من جمهورية مصر العربية الذي يتبع قارة آسيا جغرافيًّا، وتبلغ مساحتها حوالي 60088 كيلومتر مربع، وتمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجماليّة، يحدها شمالًا البحر الأبيض المتوسط وغربًا خليج السويس وقناة السويس، وشرقًا قطاع غزة وإسرائيل، وخليج العقبة، وجنوبًا البحر الأحمر، لذا تُعدٌ حلقة الوصل بين قارتيّ أفريقيا وآسيا.
إن ما حدث في الحقبة الماضية من تهميش وإضعاف لمسار التنمية في تلك القطعة الغالية جعل منها ملجٌأ للبؤر المنحرفة سواءً في التهريب بأنواعه أو للإرهاب الأسود بأشكاله المقيتة؛ لكن القائد الأعلى للقوات المسلحة راهن على المؤسسة العسكرية الجسورة لاستئصال كل صور الانحراف واستعادة الأرض الطاهرة كي تبدأ فيها تنمية حقيقية مذهلة في شتى المجالات في فترة زمنية قياسية، حولتها لعمران جاذب للسكان والعمل والاستثمار يتوافر فيها الحياة الكريمة والفرص المتعددة، ومن ثم تتضافر جهود القوات المسلحة مع قاطنيها في حماية الأمن القومي المصري بتلك الأرض المقدسة.
لقد حقق الرئيس عبد الفتاح السيسي حلم المصريين بأن ربط أرض الفيروز بواسطة الأنفاق فائقة التصميم والأمان مع الإسماعيلية وبورسعيد والسويس؛ بالإضافة لشبكة الطرق المبهرة والكباري المعلقة؛ حيث مكن ذلك مجتمعًا من تنفيذ مخطط التنمية في مسارات الزراعة والصناعة والتجمعات السكانية الصحية التي تقبل المزيد من التجمعات البشرية والتي تعد صمام أمن وأمان للمنطقة برمتها، كما تم استصلاح الأراضي ذات المساحات الشاسعة ووفرت لها البنية التحتية والفوقية التي خلقت فرص عمل مباشرة.
لم يكن يتوقع أحد حجم التنمية وسرعة تنفيذها على أرض الفيروز؛ فعندما نتحدث عن إنشاء نفق على سبيل المثال نضع له سنوات طوالًا للتنفيذ ناهيك عن إجراءات معقدة تسبق هذا الأمر؛ لكن قائد التنمية بالاستعانة بمؤسسات الدولة الوطنية وفي مقدمتها القوات المسلحة المصرية تم تدشين خمسة أنفاق جديدة أسفل قناة السويس، اختصرت الوقت وساهمت في الربط المباشر ولبٌت الاحتياجات، كما تم تطوير ميناء العريش؛ حيث ربطه المباشر بالموانئ المصرية ليصبح ميناءً عالميًا، بواسطته تصبح سيناء مركزًا تجاريًا وصناعيًا واستثماريًا يحقق دخلًا قوميًا هائلًا.
والحديث عن حجم وكم الإنجازات في أراضي سيناء يطول ويصعب تناوله؛ لكن لابد من ذكر محطة بحر البقر ذات المعالجة الثلاثية التي تروي مئات الأفدنة في شمال ووسط أرض سيناء الغالية، وقد حصلت هذه المحطة على لقب عالمي من موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، كونها أكبر محطة معالجة مياه في العالم؛ حيث تقع على بعد 10 كيلومترات جنوب أنفاق بورسعيد في سيناء على مساحة 155 فدان تقريبا؛ حيث يتم إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الزراعي والصناعي والصرف الصحي والتي سيتم تحويلها من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية أسفل قناة السويس وبعد المعالجة سيتم تصريفها في قناة الشيخ جابر.
إن سجل مرشحنا الرئاسي مشرف وإنجازاته ونجاحاته متوالية ولن تتوقف بمشيئة الله تعالى؛ فلديه رؤية طموحة يعمل على تحقيقها بصورة ممنهجة وفق استراتيجية واضحة المعالم، ويساعده في تحقيقها شعب صبور أخذ على عاتقه ميثاق النهضة والرقي؛ ليضع خطوطًا حمراء لكل من تسول له نفسه النيل من هذه البلاد المحفوظة بإذن ربها، ومن ثم لن تواجه منطقة في ربوع المحروسة تجاهلًا أو إهمالًا من قبل الدولة المصرية، بل ستشهد المرحلة القادمة المزيد من الإنجازات التي تحقق جودة الحياة لشعبنا العظيم.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة