بث تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة من إعداد الزميل محمود رضا الزاملي وتقديم الزميل محمد أبو ليلة، حول ازدواجية الخطاب الغربى بين غزة وأوكرانيا، حيث وضحة إن الحرب الدائرة فى قطاع غزة بمثابة كارثة لأوكرانيا بعد أن تحولت التغطية الإخبارية والاهتمام العام فى الغرب بعيدا عن الحرب الروسية ما أجبر الغرب على تحويل أجزاء من امداداتهم العسكرية من أوكرانيا إلى إسرائيل وهو ما فعلته الولايات المتحدة.
واستعرضت التغطية تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضى من "حرب طويلة وصعبة مقبلة"، الأمر الذى قد يمنح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين حافز إضافى لإطالة أمد الحرب فى أوكرانيا، مراهنا على تراجع اهتمام الغرب بتسليح كييف أو قدرته على ذلك مع مرور الوقت.
وقالت فورين بوليسى إن المشكلة الأكثر ضرراً بالنسبة لأوكرانيا هى اتهامات النفاق التى يوجهها المراقبون وصناع السياسات من مختلف أنحاء الجنوب العالمى إلى الغرب، حيث رأى الكثيرون حول العالم منذ فترة طويلة معايير مزدوجة فى الغرب يدين الاحتلال غير القانونى فى أوكرانيا بينما يقف أيضًا بقوة خلف إسرائيل، التى احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967 وتحتفظ بالمستوطنات فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وهى خطوات تعتبر غير قانونية من قبل معظم المجتمع الدولى وتفرض إسرائيل أيضًا حصارًا بريًا وجويًا وبحريًا على قطاع غزة منذ عام 2007.
وبينما سارعت الحكومات الغربية إلى إدانة روسيا لانتهاكها القانون الدولى عندما شنت غزواً واسع النطاق لأوكرانيا فى فبراير 2022، يقول المراقبون فى العالم النامى أن الغرب كان أكثر تردداً فى إدانة إسرائيل بالقوة سواء بسبب احتلالها الدائم أو بسبب استمرارها ولم تفعل ما يكفى لمنع مقتل آلاف المدنيين فى هجومها المستمر على غزة.
وقد نددت العواصم الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، هجوم المقاومة المباغت وشددت على حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، ولكنهم اختاروا حتى الآن عدم ممارسة الكثير من الضغوط على إسرائيل لحملها على تبنى وقف إطلاق النار حتى مع تزايد الخسائر فى صفوف المدنيين بسبب القصف الإسرائيلى وتفاقم الأوضاع الإنسانية فى غزة.
أثبت هذا التناقض الملحوظ أنه مدمر بشكل خاص للمزاعم الغربية بشأن "النظام القائم على القواعد" - وهى العبارة المركزية التى يستشهد بها زعماء أوروبا والولايات المتحدة لحشد الدعم لحرب أوكرانيا ضد روسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة