تتناول سلسلة حلقات "حكايات من غزة" التي يقدمها "اليوم السابع" من قطاع غزة لرصد الجرائم الإسرائيلية، قصة سيدة فلسطينية فقدت 6 أبناء وأحفاد خلال قصف للعدوان الإسرائيلي وفقدانها لحوالي 12 شخص من أسرتها تحت الأنقاض منهم ابنتها وحفيدتها التي يبلغ عمرها ثلاثة أشهر، وهي السيدة الفلسطينية الصامدة والصابرة والتي يمكن أن نلقبها بـ"خنساء غزة".
وتحدثت إلينا السيدة كريمة إبراهيم وهي مدرسة متقاعدة في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عما حدث معهم من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي طالبهم بإخلاء منزلهم تمهيدا لقصفه، مضيفة: انتقلت رفقة أولادي وأحفادي لنعيش في منزل آخر ورغم ذلك قصفوا المنزل المتواجدين فيه والمنازل المجاورة له .. استشهد ستة أفراد من أسرتي منهم ابني الكبير (مدرس) وابنته وعدد من أحفادي وتعاني زوجة ابني الذي ارتقى لإصابات وكاد الأطباء أن يبتروا يدها وقدمها وأطفالها لا يتوقفون عن البكاء.
احمد شكرى حماد
وتضيف السيدة الفلسطينية في حديثها لـ"اليوم السابع": لدي ابنة وحفيدة عمرها ثلاثة أشهر لا زالوا تحت الأنقاض ولم يتوصلوا لهن حتى الآن .. جيش الاحتلال الاسرائيلي أباد العقار بشكل كامل .. لدي 12 فرد من عائلي تحت الأنقاض حتى اللحظة .. نطالب المجتمع الدولي ومصر والعرب التدخل والنظر لنا نظرة عطف إلى غزة .. القصف عنيف وجرائم ومجازر وقصف بيوت مدنية .. نعاني من عدم توافر الطعام أو الشراب أو الوقود أو الكهرباء.
وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة لـ 9488 شهيد بينهم 3900 طفل و2500 سيدة، بالإضافة استشهاد 150 من الطواقم الطبية وتدمير 57 سيارة إسعاف، تعمد الاحتلال استهداف 105 من المؤسسات الصحية وأخرج 16 مستشفى عن الخدمة، بحسب بيان صادر عن الصحة الفلسطينية في غزة.
وتصف السيدة الفلسطينية المشهد داخل المستشفيات في غزة قائلة: المستشفيات معدمة والجثث فوق بعضها .. أناس بترت أيديها وقدميها .. أسر كاملة تم محوها من السجل المدني .. أتمنى أن تتدخل الشقيقة مصر كي تنقذنا .. أنا سيدة عمري 60 سنة لا استطع التحرك وغير قادرة على المشي .. أتمنى الشهادة في أقرب وقت ممكن كي لا أصاب بحسرة على أولادي الذين ارتقوا.
مصطفى شكرى حماد
فيما تحدث إلينا شقيق خنساء غزة وهو الأكاديمي الدكتور محمد حماد المحاضر في جامعة الأقصى، والذى روي لنا قصة استشهاد ستة أفراد من عائلة شقيقته، مشيرا إلى أن الأوضاع في غزة غير إنسانية بعد مرور أكثر من 29 يوما من القصف المتواصل من طيران الاحتلال و"حالة من الهلع والخوف على أطفالنا ونساؤنا"، موضحا أنه كمحاضر جامعي كان يطالب طلابه بالصبر والصمود ويزرع بداخلهم الشجاعة.
دمار المنازل في غزة
ويصف الأكاديمي الفلسطيني منازل غزة بالفارغة التي تسكنها الأشباح مع انقطاع الكهرباء والإنترنت مع شح للمياه الصالحة للشرب التي توزع بـ"جالونات"، مؤكدا أنه يشعر بألم شديد لاستشهاد ستة أبناء وأحفاد لشقيقته وتسجيل عدد كبير من المصابين، موضحا أن طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف المنزل الذي ظنت شقيقته وأبناءها وأحفادها أنه آمن إلا أنه قصف من طيران الاحتلال الذي يقصف الأهداف المدنية في غزة.
الشهيد الطفل محمد
الدكتور محمد حماد
وتابع الدكتور محمد حماد في حديثه لـ"اليوم السابع": حزنت عندما رأيت طبقات المنزل تتراكم فوق بعضها ولا تعرف هل تم إنقاذهم أم استشهدوا .. صرخت على الناس بأن يساعدونا وجلست فوق الركام لعلي أجد شيئا وفعلا وجدت شيئا وحيدا وهو "فردة حذاء" الطفل الجميل محمد... بكيت بحرارة لأنه طالما وجدت حذائه فهو استشهد وغير موجود، مضيفا: المؤلم أني شاهدت زملاء أكاديميين ونحن طبقة لسنا منعزلين لكن الإنسان يكون بداخله نوع من الخصوصية .. الأكاديميون يعيشون ظروف صعبة وقاسية بسبب انقطاع الرواتب وإغلاق البنوك .. على المستوى الشخصي والإنساني أشعر بحزن شديد نتيجة ما أراه من خذلان لنا .. نحتاج لمساندة بكافة الأشكال وكل السبل المتاحة .. الدعاء شكل من أشكال تبرئة الذمة نحتاج لتدخل عاجل ينقذنا بشكل فوري.
وحول الوضع الصحي في غزة: المشهد الذى أراه هو وصول عشرات من المرضى على دفعات منهم عدد كبير فقد أطرافه .. المحزن في الأمر أن يكون القصف بشكل متتالي لمربعات سكنية فتجد 10 شهداء على سرير واحد بجانبهم جرحى.. رأيت بعيني بعض الأطباء وممرضين وممرضات يبكون لأنهم إنسانيا عاجزين أمام مئات المصابين المتكدسين في مستشفيات غزة.
ودمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 16 مستشفى وحوالي 32 مركزا صحيا في ظل القصف الإسرائيلي العنيف والمكثف على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.