فى جولة إخبارية جديدة من خارج الحدود، نقل الزميل محمد جمال لحضراتكم تداعيات مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلى العدوان على الأراضى الفلسطينية وارتكاب المجازر تجاه الفلسطينيين العزل، وتحذيرات أمريكا لنتنياهو من استمرار تلك المجازر.
استعرضت التغطية تزايد دعوات الولايات المتحدة للهدنة الإنسانية فى غزة وسط الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع وسط غضب عالمي بشأن حجم المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون هناك والجرائم التي ترتكب في حق الأطفال.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار مساعديه الدبلوماسيين والعسكريين إسرائيل من أنه سيصبح من الصعب عليها تحقيق أهدافها العسكرية وسط ما يحدث من أزمة إنسانية غير مسبوقة، وقد أكد بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ووزير الدفاع الجنرال لويد أوستن على هذه القضية صراحة فى المحادثات الخاصة الأخيرة مع الإسرائيليين، وأخبروهم أن تآكل الدعم سيكون له عواقب استراتيجية وخيمة لعمليات الجيش الإسرائيلي ضد المقاومة.
وخلف الكواليس، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن الوقت المتاح لإسرائيل محدود لمحاولة تحقيق هدفها المعلن المتمثل في القضاء على المقاومة الفلسطينية في عملياتها الحالية قبل أن تصل الضجة حول المعاناة الإنسانية والخسائر في صفوف المدنيين والدعوات إلى وقف إطلاق النار لنقطة التحول.
وذكرت شبكة سي ان ان، أن هناك اعتراف داخل إدارة بايدن بأن تلك اللحظة قد تأتي بسرعة، ويعتقد بعض المستشارين المقربين للرئيس الأمريكي أنه لم يتبق سوى أسابيع، وليس أشهر، قبل أن يصبح رفض الضغوط على الحكومة الأمريكية للدعوة علنًا لوقف إطلاق النار أمرًا لا يمكن الدفاع عنه.
في الوقت نفسه لم تظهر أى مؤشرات على أن الهجوم الإسرائيلي يتباطأ حيث أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، أنه يحاصر مدينة غزة ويعمق عملياته هناك. وبالفعل رصدت الشبكة الأمريكية أن سماء شمال غزة مضاءة بالقنابل المضيئة والانفجارات مع اشتداد القصف في وقت متأخر من ليلة الخميس.
وقال مصدران مطلعان إن ما أثار استياء بايدن وفريق الأمن القومي بشكل خاص هو الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع التي استهدفت مخيماً للاجئين فى شمال غزة، مما أدى إلى مشاهد بشعة من الدمار والوفيات بين المدنيين وقال أحد المصادر: "الرئيس بايدن لم يعجبه هذا على الإطلاق".
وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة: "المشكلة بالنسبة لإسرائيل هي أن الانتقادات أصبحت أعلى، ليس فقط بين منتقديها، ولكن من أفضل أصدقائها".
وزعم المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي كولونيل جوناثان كونريكوس أن الغارة كانت تستهدف قائد في المقاومة الفلسطينية مختبئ في انفاق تحت الأرض وانه عندما انهار المجمع الذي كان فيه من المحتمل أن يكون أدى لانهيار المباني القريبة
وبالفعل، أغلقت الاحتجاجات الشوارع في العواصم الغربية، وأعاقت حملة خاصة لجمع التبرعات حضرها بايدن يوم الأربعاء في مينيسوتا، وصرخ أحد الحضور: "باعتبارى حاخامًا، أحتاج منك أن تدعو إلى وقف إطلاق النار الآن".
ورد بايدن بتوجيه دعوة صريحة إلى وقف القتال قائلا:"أعتقد أننا بحاجة إلى وقفة"، مضيفاً لاحقاً عندما ضغط عليه المتظاهر: "الوقفة تعني إعطاء الوقت لإخراج الأسرى".
ووفقا لمسئولين في الإدارة، أخبر بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الصور المتواصلة للنساء والأطفال الفلسطينيين الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض يمكن أن تبدأ في تضييق قدرة إسرائيل على المضي قدمًا في عمليتها الحالية.
وفي محادثاته مع نتنياهو، حذر بايدن من أن المجتمع الدولي سيحكم على إسرائيل بقسوة إذا لم تتخذ خطوات لتخفيف المعاناة الإنسانية بشكل كبير وتقليل الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين.
ولا يقتصر ذلك على عملية الجيش الإسرائيلي في غزة فقط، ففي مكالمة هاتفية مع نتنياهو، أخبر بايدن رئيس الوزراء أنه يشعر بالقلق إزاء تصاعد أعمال العنف ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية وشدد على أن الهجمات يجب ان تتوقف.
كما كثف بايدن وكبار مسؤولي الأمن القومي دعواتهم لوقف القتال لأسباب إنسانية للسماح للرهائن بالخروج من غزة وتدفق المساعدات.
وبحسب التقرير، فترات التوقف هذه التي يقول المسؤولون الأمريكيون إنها مختلفة تمامًا عن وقف إطلاق النار ومحلية النطاق ومحدودة المدة هي واحدة من عدة قضايا محددة ضغط كبار المسؤولين الأمريكيين على إسرائيل بشأنها في الأيام الأخيرة مع تصاعد الغضب بشأن معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وتشمل الأمور الأخرى الحفاظ على الاتصال الهاتفي والإنترنت في القطاع، والسماح بدخول الوقود والمياه إلى غزة والحد من العنف المتصاعد في الضفة الغربية، وقال الجيش الإسرائيلي إن هناك إمدادات وقود في غزة تحت سيطرة المقاومة ولا يتم توزيعها لأغراض إنسانية، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن.
وخلال مكالماتهما الهاتفية العشرة، ضغط بايدن على نتنياهو بشأن نقاط وبنود عمل محددة، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات المسموح بها إلى غزة بشكل كبير، وتسهيل مغادرة الرعايا الأجانب من غزة والحد من عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة