تلك الصرخات والآلام والدماء والدمار، تؤكد أن المشهد في غزة يحتاج للقدرة الإلهية النافذة على البشر، فلا حدود للقدرة البشرية مهما بلغ بها العلم والتعامل أن تدرك تعقيدات القضية الوطنية في غزة، ووسائل التداخل فيها، فكل قدرة بشرية مهما أحاطت نفسها بالتقارير والمعلومات والأشخاص، هي قدرة قاصرة في تلك الحالات، التي تحسب فيها الخطوة بألف حساب وحساب، وكل الشواهد والسياقات قد تذهب بك لمسار، وتذهب أخرى لمسار مضاد تماما، فالقدرة البشرية قدرة قاصرة في قراءة تبعات القرار، لذلك فالحل الأمثل هو الخروج من حدود القدرة البشرية، لمجال القدرة الإلهية، التي لابد لها أن تتحقق، وتثبت تلك القدرة أنها الحل الحقيقى لتلك الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، وما بين حدود البشر وحدود المولى عز وجل تبقى هناك الأسباب التي تجعلنا نثق في القدرة الإلهية على حل الأمور وفق الأصلح للبشر.
وفى قطاع غزة سقط آلاف الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين، دون وازع من ضمير أو إنسانية ممن يتشدقون بالانسانية ويصدرونها للعالم، دون أن يشاهدوا الشهداء من الأطفال والنساء والعجائز، في مشهد يؤكد للجميع أن الإنسانية ماهى إلا شعارات يرفعها هؤلاء لتبرير تدخلهم في الدول والنقاش حول سيادتها، غير أنهم لايدركون أن تغافلهم عن تطبيق الإنسانية في حرب غزة، هو الطريق الذى هدم صنم الإنسانية المزعومة، وتلك أحد أهم تبعات ما يحدث في قطاع غزة، فهناك نتائج منطقية لما يجرى في القطاع، أولها صناعة تطرف كامل يتجاوز أضعاف ما سقط من شهداء، ثم صناعة وعى حقيقى ومفرزة حول الأفكار المسمومة التي كانوا يصدرونها للدول الأخرى بهدف تحقيق مصلحتهم، بالإضافة لجوهر القصة الأساسية، وهو أن أمريكا ومن تريد في كفة، و ماعداها في العالم في كفة آخرى، ويمكننا القول أنه لن ترضى علينا أمريكا وحليفتها، لأنهم يرغبون فقط في هدم كل من يحمل وجهة نظر مضادة لهما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة