سجل طول من الإخفاقات علي صعيد السياسة الخارجية ، يلاحق الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ دخوله البيت الأبيض ، بداية من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان ، مروراً بتوريط الدول الأوروبية في تحالف داعم لأوكرانيا ، ما كان له أثراً بالغا علي اقتصاديات الدول الغربية نفسها جراء العقوبات التي لم تؤثر إلا قليلاً علي الاقتصاد الروسي ، ووصولاً إلى الدعم الفج لقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها المستمر علي قطاع غزة ، ما خلق حالة من الغضب المكتوم داخل المجتمع الأمريكي نفسي وفي أوساط النخبة الأمريكية ، وتبعه تحذيرات من داخل الحزب الديمقراطي ، من احتمالات تأثر تلك السياسات علي فرص بايدن في الفوز بولاية رئاسية ثانية ، في الانتخابات المقررة 2024.
شعبية هشة تفضحها الاستطلاعات
وفي تقرير لها ، قالت مجلة بولتيكو الأمريكية إن المخاوف تزداد بين الديمقراطيين حول موقف الرئيس جو بايدن قبل عام على موعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وأوضحت المجلة إلى أن هناك قلق جديد من أن دعمه لإسرائيل فى حربها على غزة قد أضعفه بين أجزاء رئيسية لقاعدة الحزب الشعبية.
وذهبت المجلة إلى القول بأن اتجاهات الأمريكيين تتحول بشكل سريع بشان الحرب، كما أن الكثير يمكن أن يتغير من الآن وحتى نوفمبر المقبل. لكنه مع استمرار عدوان إسرائيل على غزة، فإن الحزب الديمقراطى يزداد انقساما حول الحرب.
وتوقعت المجلة أن تشعل نتائج استطلاعات للراى أجرتها صحيفة نيويورك تايمز، وكشفت عنها أمس الأحد القلق بشكل أكبر بين الديمقراطيين بشأن التداعيات السياسية لتعامل بايدن مع الصراع. حيث أظهرت الاستطلاعات أن بايدن متخلف عن منافسه المتوقع دونالد ترامب فى خمس من ست ولايات رئيسية بين الناخبين المسجلين.
ووفقا للاستطلاعات، فإن ناخبى الولايات المتأرجحة لديهم انطباعات سيئة عن إدارة بايدن للاقتصاد، وهو أمر أكثر أهمية للناخبين من الشئون العالمية، وأيضا عمره. إلا أن السياسة الخارجية أيضا نقطة ضعف لبايدن. ويعتقد بعض الديمقراطيين أنها تفاقم من نقاط ضعف بايدن الأخرى، لاسيما بين الناخبين من الشباب وغير البيض.
ووجد استطلاع التايمز أن الناخبين المسجلين فى الولايات الرئيسية يثقون فى ترامب أكثر من بايدن بشأن إدارة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بفارق 11 نقطة مئوية.
سيناريوهات قاتمة لـ"اختبار الصناديق"
ونقلت بولتيكو عن جون ديلا فولب، مدير الاستطلاعات بمعهد السياسات التابع لكلية كينيدى بجامعة هارفارد، والذى قدم المشورة لحملة بايدن فى 2020، ولا يزال صوت خارجى موثوق به لدى البيت الأبيض: كيف لا يكون للحرب تأثير على الطريقة التى يفكر فيها الناس، خاصة الشباب الأمريكى، عن أنفسهم ورئيسهم والبلاد.
بدوره ، ذكر موقع إكسيوس الأمريكى، إنه لم يكن هناك قضية هددت بكسر التحالف الديمقراطى الهش للرئيس جو بايدن مثلما كانت إسرائيل وردها على عملية السابع من أكتوبر.
وأشار الموقع إلى أن الخلافات تتفشى ببطء، وإن كانت بشكل واضح، فى كل أنحاء الحزب الديمقراطى حول دعم بايدن لإسرائيل، كما ظهر الأمر بشكل أكبر فى احتجاجات الطلاب أو التصريحات العرضية من قبل بعض المسئولين المنتخبين.
وتابع التقرير: الديمقراطيون المؤيدون للفلسطينيين غاضبون من ارتفاع عدد الشهداء فى قطاع غزة، وهو الامر الذى أصبح ممكنا بسبب موقف بايدن، فى حين أن بعض اليهود الليبراليين غاضبون من أن العديد من الديمقراطيين التقدميين لم يغضبهم ما أحدث لأقاربهم فى إسرائيل فى عملية طوفان الأقصى، ويهدد بعضهم بترك الحزب.
ويتفاقم التوتر فى إدارة بايدن وحملته السياسية، كما أنها تزداد انقساما. فقد وقع نحو 20% من موظفى اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى على خطاب يطلب من رئيس اللجنة المطالبة بوقف إطلاق النار. كما أن مسئولا بالشئون الخارجية بوزارة العدل أرسل رسالة بريد إلكترونى داخلية هائلة لتنظيم رسالة معارضة على سياسة الإدارة صوب إسرائيل، وقال على السوشيال ميديا إن بايدن متواطئ فى الإبادة الجماعية فى غزة.
ويزداد الانقسام حدة بين الديمقراطيين فى الكونجرس. فيوما بعد يوم يوجه مزيد من أعضاء مجلس النواب من الديمقراطيين انتقادات لإسرائيل لتوسيعها عمليتها البرية، ويطالبون بوقف إطلاق النار.
كما أن خمسة على الأقل من مجموعة الديمقراطين الليبراليين بمجلس النواب سيواجهون على الأرجح منافسين فى السباقات التمهيدية فى دوائرهم الانتخابية بعد انتقادهم للمساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وهم إلهان عمر ورشيدة طليب وكورى بوش وسومر لى وجمال بومان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة