- الإجرام الإسرائيلى يصل أقصى مدى بالتهديد النووى ضد غزة
- الرئيس السيسى يتمسك بخطوط مصر الحمراء ضد تصفية القضية أو تهديد الأمن القومى والدولة الفلسطينية
- مأزق نتنياهو يصيب جيش الاحتلال بحمى الانتقام.. ونائبة ديمقراطية تتهم بايدن بدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين
بعد شهر من القصف الهيستيرى، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وحكومته المتطرفة، حرب الإبادة ضد غزة، ويواصلون قتل الأطفال والنساء، بشكل تجاوز كل مزاعم الدفاع عن النفس، وكل يوم تتزايد الحمى الانتقامية فى اتجاه الإبادة، وارتكاب جرائم حرب، رهانا على حماية أمريكية للاحتلال ودعم متواصل، بالمال والسلاح، وأيضا بوقف أى قرارات إدانة أو وقف إطلاق نار، بشكل يجعل استمرار العدوان طريقا لاتساع الصراع، بما قد يهدد السلم والأمن الدوليين، فى حال دخول أطراف أخرى فى هذه الحرب، وهو ما حذرت منه مصر، أكثر من مرة.
استراتيجيا، لم يحقق بنيامين نتنياهو، أى أهداف مما أعلنه، بعد عمليات المقاومة فى 7 أكتوبر، وبدت تصريحاته التى يلقيها حول إبادة - أو استهداف الفصائل - مجرد تصريحات للاستهلاك، وللهروب إلى الأمام، خاصة مع ما يرد من تقارير تشير إلى عجزه عن استكمال الاجتياح البرى، بسبب الخسائر التى يواجهها جيش الاحتلال.
نتنياهو تحدث - أكثر من مرة - عن أن الحرب طويلة وصعبة وهدفها تحقيق الأمن، بينما الظاهر هو تصاعد الغضب بالداخل، بعد العجز عن إطلاق المحتجزين، وأيضا عن فشله فى التوصل إلى أى اتفاقات تساعد فى إطلاق سراح المحتجزين، بل إن القصف - حسبما أعلنت الفصائل - أدى لمقتل أعداد من المحتجزين، ما يضاعف من أزمة رئيس وزراء الكيان.
الشاهد أن إسرائيل تواجه خسائر كبيرة، تعوضها الولايات المتحدة بتقديم الدعم الكامل، وهو ما انعكس فى الاعتراضات داخل الولايات المتحدة، والتى تتزايد داخل الكونجرس، بجانب تراجع شعبية جو بايدن، وقد نشرت نائبة الكونجرس الأمريكية رشيدة طليب فيديو اتهمت فيه الرئيس جو بايدن بدعم الإبادة الجماعية للفلسطينيين.وكتبت: «لقد دعم جو بايدن الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، الشعب الأمريكى لن ينسى، بايدن، ادعم وقف إطلاق النار الآن، وإلا لا تعتمد علينا فى 2024!»، وقالت «نيويورك تايمز»، إن «طليب» كانت فى مقدمة مجموعة من النواب الذين انتقدوا دعم بايدن لإسرائيل منذ 7 أكتوبر، واعتبرت «نيويورك تايمز» أن اتهام بايدن بدعم الإبادة الجماعية يمثل «الانتقاد غير العادى للرئيس من جانب أحد نواب حزبه»، وذهبت الصحيفة إلى القول بأن اللغة المستخدمة فى الخطاب تهدد بتوسيع الخلافات داخل الحزب الديمقراطى حول الصراع الحالى، حيث يتبادل أنصار فلسطين وأنصار إسرائيل الاتهامات بالتعصب.
ويواجه بايدن ضغوطا هائلة من التيارات المتناقضة فى الحزب مع سعيه لمساندة إسرائيل، بجانب ردود فعل من الدول العربية وحلفاء أمريكا ضد استمرار دعم جرائم الحرب التى يرتكبها الاحتلال، والتظاهرات التى تجتاح أمريكا وأوروبا، وتتهم النظام والقانون الدولى بالخضوع لإسرائيل والاحتلال، الذى يشن حرب إبادة على غزة.
التهديد النووى
ولم يكتف وزراء حكومة نتنياهو المتطرفة بحرب الإبادة على غزة، وبجانب جرائم الحرب، يخرج وزراء وأطباء ينتمون للكيان المحتل ليطالبوا بالمزيد من الإبادة، ومنهم الوزير فى حكومة نتنياهو، عميحاى إلياهو، الذى يطالب بإلقاء قنبلة نووية على غزة، فى تصريح لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أكده فى تصريح إذاعى له، كما وقع عدد من الأطباء فى إسرائيل على وثيقة يطالبون فيها بقصف المستشفيات بزعم أنها تأوى المقاومة، وهنا يبدو أن التطرف والهيستيريا أصابا قطاعات عريضة من المجتمع الإسرائيلى، لدرجة أنهم يبذلون كل جهد لتصفية الفلسطينيين وقتل المدنيين دون تفرقة ولا استثناء.
وهو أمر ثبتت استحالته على مدار عقود، وعجز الكيان العبرى عن تحقيق أى نوع من الأمن أو البقاء بعيدا عن الأيدى الفلسطينية والتمسك بالأرض، وهو أمر لا يمكن تحقيقه الآن، لكنه كاشف أيضا عن أن نتنياهو وحكومته المتطرفة، يمثلان أكثر الأنواع دموية فى هذا الكيان، ويجدد سوابق أخرى تثبت أن إسرائيل لم تتوقف عن ارتكاب جرائم حرب متوالية، وبحسب تقرير توثيقى للزميلة إسراء أحمد فؤاد بـ«اليوم السابع»، وفى الفترة من 27 ديسمبر 2008 وحتى 18 يناير 2009، أثناء عملية «الرصاص المصبوب» ضد غزة، أطلق الجيش الإسرائيلى نحو 200 ذخيرة فوسفور أبيض على سكان غزة، وخلال عدوان أكتوبر 2023، استخدم السلاح نفسه فى لبنان وغزة فى 10 و11 أكتوبر 2023 على التوالى، بحسب منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وأشارت تقارير سابقة لمنظمة العفو الدولية، إلى أنه بات من الصعب على منظمات حقوق الإنسان توثيق الانتهاكات وجرائم الحرب ضد المدنيين فى غزة، وذلك بسبب تعمد الاحتلال الإسرائيلى قطع الاتصالات الليلة الماضية خلال القصف العنيف الذى يشنه على القطاع منذ نحو 22 يوما، لطمس الأدلة ومنع توثيق جرائم الحرب ضد المدنيين.
مصر فى مواجهة العدوان
وفى مواجهة هذا العدوان، تواصل مصر جهودها فى إدانة جرائم إسرائيل، واستمرار المساعى لإدخال المساعدات وعلاج الجرحى، والسعى لوقف إطلاق النار، بالتواصل مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، لم تتوقف خطوات الدولة المصرية فى مواجهة الأزمة بكل السبل، وطرح خطاب واضح يضع كل الأطراف الإقليمية والدولية أمام مسؤولياتها، وتمسك الرئيس عبدالفتاح السيسى برفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة حل أساس القضية وإقامة الدولة الفلسطينية، وخلال اجتماع وزراء الخارجية بالأردن، والمؤتمر الصحفى مع وزير خارجية أمريكا أنتونى بلينكن، أكد سامح شكرى وزير الخارجية، اتفاقه مع وزراء خارجية: «الأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر»، وأمين سر منظمة التحرير، على أن سياسة العقاب الجماعى، واستهداف إسرائيل للمدنيين، والأبرياء، والمنشآت المدنية، والطبية، وفرق الإنقاذ، ومحاولات التهجير القسرى للفلسطينيين من أرضهم، لا يمكن أن تكون دفاعا شرعيا عن النفس بأى حال، مؤكدا الرفض العربى للعدوان.
من جهته تحدث «بلينكن» عن حماية المدنيين، وثمن موقف مصر من إدخال المساعدات، والسعى لوقف إطلاق النار من دون التراجع عن دعم إسرائيل.
وإذا كان العدوان يقترب من نهايته بحكم الفشل والمأزق الذى يعيشه رئيس الوزراء الإسرائيلى، ومؤشرات بأن أمريكا تنصحه بوقف الاجتياح البرى، بسبب الخسائر وحجم الدمار، فإن مصر تواصل جهدها لوقف العدوان، وتتحدث الكثير من تقارير الصحافة الغربية عن الدور المصرى لحل الأزمة الحالية فى قطاع غزة، والعالم بالفعل لا يستطيع إنهاء الحرب الحالية دون مصر، مصر خاضت - ولا تزال - حروبا سياسية ودبلوماسية وأمنية، من استمرار إدخال المساعدات وزيادتها، والدفع نحو وقف إطلاق النار، وهو دور ساهم فى تغيير وجهات النظر بين الدول الداعمة للعدوان والاحتلال، وأكدت القاهرة دائما رفض تصفية القضية الفلسطينية ووضعت خطوطا حمراء فيما يخص نقل أهالى قطاع غزة إلى سيناء، أو الأردن، أو إلى أى دولة، وسارعت إلى عقد قمة القاهرة للسلام بمشاركة دولية كبيرة، وحذرت مبكرا من اتساع الصراع إقليميا أو دوليا، ويتمسك الرئيس السيسى - منذ اللحظة الأولى - بتأكيد مسار حل القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين، وبقدرة مصر على التواصل مع كل الأطراف سياسيا ودبلوماسيا وأمنيا، والتعامل باحترافية مع كل الملفات الشائكة فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة