ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن الولايات المتحدة حرصت خلال زيارتين مفاجئتين لوزير خارجيتها أنتونى بلينكن، إلى الضفة الغربية والعراق، على طمأنة حلفائها فى الشرق الأوسط بأنها ستعمل على الحيلولة دون انتشار الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ومساعدة المدنيين الفلسطينيين العالقين فى الأزمة الإنسانية التى تتكشف يوما بعد يوم، فى الوقت الذى تتعرض فيه إدارة الرئيس جو بايدن لضغوط لضمان التوصل إلى هدنة فى القتال وتخفيف التوترات الإقليمية.
وأضافت الصحيفة - فى تقرير عبر موقعها الإلكترونى، اليوم الاثنين، أن هذه المحطات غير المعلنة، أولا إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، ثم إلى العاصمة العراقية بغداد، جاءت فى أعقاب قمة القادة العرب التى عقدت يوم السبت فى الأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجولة الإقليمية الخاطفة التى يقوم بها وزير الخارجية الأمريكى تأتى فى لحظة معقدة ومليئة بالغضب بالنسبة للشرق الأوسط، إذ تسعى إدارة بايدن التنقل بين دعمها لما وصفته الصحيفة بـ"حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها" وبين الحلفاء العرب الذين يدعون إلى وقف القتال، فيما تمثل هذه الجولة جهودا للتوصل إلى سبل استعادة الهدوء والاستقرار فى غزة بعد الحرب، مع معالجة مخاطر حرب إقليمية يمكن أن تعرض حياة المزيد من الأمريكيين للخطر.
وفى حديثه للصحفيين فى بغداد قبل مغادرته.. قال بلينكن: "نحن نعمل بجد للتأكد من أن الصراع لا يتصاعد ولا يمتد إلى أماكن أخرى، سواء كان هنا أو فى أى مكان آخر فى المنطقة".
وفى رام الله.. التقى بلينكن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأعرب عن أمله فى أن يتمكن الفلسطينيون من الاضطلاع بدور فى مستقبل غزة بعد الحرب، وفقا لمسؤول كبير فى وزارة الخارجية.
من جانبه.. دعا عباس إلى وقف فورى لإطلاق النار ووقف القصف الإسرائيلى لغزة، بينما قال مسؤولو الصحة المحليون فى غزة أن عدد القتلى من الأطفال وحدهم منذ بدء الصراع فى الشهر الماضى تجاوز 4 آلاف طفل.
وقال عباس- بعد لقائه بلينكن- "لا توجد كلمات لوصف الإبادة الجماعية والدمار الذى يواجهه شعبنا الفلسطينى فى غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، دون أى اعتبار للقانون الدولي".
وفى بغداد فى وقت لاحق من ذلك اليوم.. التقى بلينكن برئيس الوزراء محمد السودانى، حيث شهد العراق بالفعل تصاعدا كبيرا فى أعمال العنف خلال الشهر الماضى، مع وقوع عدة هجمات على منشآت أمريكية فى حوادث أدت إلى إصابة أفراد الخدمة الأمريكية.
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول أن القلق ينتاب زعماء الولايات المتحدة والعرب وغيرهم من أن الاضطرابات الناجمة عن القتال فى غزة سوف تنتشر فى جميع أنحاء المنطقة وتفاقم الأزمة، ومع استمرار ارتفاع عدد القتلى المدنيين فى غزة، يؤدى ذلك إلى تأجيج الغضب والاستياء فى جميع أنحاء المنطقة، حيث تواجه إدارة بايدن معضلة متزايدة وهى أنه: يتم صب الكثير من الغضب على الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل حتى فى الوقت الذى يحاول فيه المسؤولون الأمريكيون الحصول على ما تشتد الحاجة إليه المساعدات إلى غزة (على حد وصفها).
ويوم الجمعة، التقى بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأعضاء آخرين فى حكومته، فى محاولة للضغط عليهم؛ للنظر فى هدنة إنسانية لتمهيد الطريق لمزيد من المساعدات فى غزة والسماح للأجانب والفلسطينيين المصابين للخروج.
ويقول المسؤولون الأمريكيون أيضا أن التوقف المؤقت قد يسمح لدول بإحراز تقدم فى المحادثات لإطلاق سراح المحتجزين الذين تحتجزهم الفصائل الفلسطينية.
