تتصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف مدنية في شمال ووسط غزة بهدف إجبار أبناء الشعب الفلسطيني على النزوح جنوبا، بهدف تقسيم قطاع غزة إلى قسمين الأول شمالي والثاني جنوبي بهدف تفتيت ما يمكن تفتيته وتقسيمه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يطرح سؤال حول مستقبل غزة بعد توقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي.
تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي القضاء على حكم الفصائل الفلسطينية داخل غزة خاصة حركة حماس حيث تخطط للقضاء على القدرات العسكرية لها، والعمل على نزع السيطرة التي تفرضها حماس على غزة عسكريا وسياسيا واجتماعيا داخل غزة.
عادت أصوات غربية إلى طرح مخطط خبيث يهدف إلى استبعاد غزة من سيناريو حل الدولتين وتخطط لاستبعاد حركة حماس من المشهد وإقصاءه وهو يصعب تحقيقه لأن الحركة جزء من المكونات الفلسطينية، وحال نفذت هذه الدول خطتها الخبيثة سيتم تصفية القضية الفلسطينية بشكل تام ولن يكون سيناريو حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 ممكنا مع فصل غزة عن الضفة الغربية، بالإضافة إلى عدم اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بأي حقوق لأبناء الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية.
وترفض الدولة المصرية والسلطة الفلسطينية سياسة الأمر الواقع بحكم قطاع غزة، لأن ذلك يهدف لفصل القطاع بشكل كامل عن جسد الدولة الفلسطينية التي تأمل الشعوب العربية خاصة الشعب الفلسطيني في إقامتها على أساس مبدأ حل الدولتين، وأعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن المرحلة الثالثة من عملياتها العسكرية في غزة ستعمل خلالها على رفع يدها عن غزة بشكل كامل ولن تسمح بدخول أي حافلات تحمل أية مساعدات من المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال، مما سيؤدي لتعرض مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين لعقاب جماعي.
وأكد مراقبون أن أفضل الحلول التي يمكن التوصل إليها حول العودة للرؤية المصرية الصائبة التي تهدف لتوحيد الصف الفلسطيني وإيجاد حل سياسي للصراع الداخلي الفلسطيني على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة غزة وفق رؤية وطنية فلسطينية بعيدا عن أي مشاريع خارجية ترغب أطراف أوروبية في تطبيقها بإيعاز من حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المراقبون أن غزة تحتاج في هذه اللحظات إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات والعمل على وقف سياسة الإبادة الجماعية والتهجير الذي تنفذه حكومة تل أبيب، موضحين أن إدارة القطاع لابد أن تتم بشكل انتقالي وتدريجي عبر عملية سياسية وطنية فلسطينية بضمانات عربية ودولية، ويحتاج القطاع خلال الفترة المقبلة لإعادة إعمار بمليارات الدولارات.
ولفت المراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي يغفل حقيقة هامة للغاية وهي عدم قدرته على القضاء على أي فصيل فلسطيني يقاوم إسرائيل حتى لو تمكنت من القضاء على الفصائل في غزة لأن فكرة المقاومة متواجدة داخل عقل وقلب كل فلسطيني ومن الممكن أن تظهر فصائل أخرى في الضفة الغربية مثل عرين الأسود وكتيبة جنين ووكر الصقور الذي ظهر مؤخرا في مدينة طولكرم خلال الأشهر الماضية.
تعتبر مصر أحد أبرز الوسطاء القادرين على ضبط المشهد الفلسطيني حيث استضافت القاهرة عدة اجتماعات للفصائل الفلسطينية خلال السنوات الماضية بهدف مناقشة مستقبل فلسطين بعيدا عن التصعيد بين المكونات الفلسطينية سياسيا أو إعلاميا، مستندة على اعتبارات أبرزها أن مصر هي جهة التفاوض الوحيدة من حركة حماس، وتتولى في مرحة لاحقة وساطة لصفقة تبادل للأسرى مثلما نجحت في إنجاز صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مع أكثر من 1000 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال.
وترفض الدولة المصرية أي أفكار أو أطروحات غربية مشوشة تهدف إلى إدارة قطاع غزة وفق نظام خاص بعيدا عن الرؤية الوطنية الفلسطينية لأن ذلك يعد بداية لفصل غزة بشكل كامل عن الجسد الفلسطيني مما يقوض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق حدود 4 يونيو عام 1967.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة