التقى الكاتب السويدى الشهير توماس إريكسون بطلبة المدارس فى جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولى للكتاب 2023، استعرض خلالها كتابه الشهير "محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشرى"، وسط تفاعل كبير من الطلبة الذين أبدوا سعادتهم بلقاء الكاتب المعروف.
وقال إريكسون فى بداية حديثه: أنا سعيد جداً بوجودى اليوم فى هذا الحدث العالمى الكبير، وبالرغم من أنها زيارتى الأولى لإمارة الشارقة، إلا أنها لن تكون بالتأكيد الزيارة الأخيرة، مشيرًا إلى أن كتابه الذى لقى رواجاً كبيراً لا يتحدّث بالتأكيد عن الحمقى كما يبدو من العنوان، لكنه يتناول استكشاف طرق التعامل مع مختلف المواقف وفئات الناس المحيطة بنا، وأن فكرته كانت أثناء وجوده فى المدرسة الثانوية، عندما لاحظ لأول مرة أنه يكون متوافقا مع بعض الأشخاص أفضل من البعض الآخر، وكان من السهل التحدث مع بعض أصدقائه، أما مع البعض الآخرين، فكان كل شىء يسير بشكل خاطئ.
الطلاب في معرض الشارقة للكتاب 2023
وأضاف السلوك البشري في معظمه، معقد وغامض، وفي بعض الحالات، يصعب فهم الأشخاص من حولنا، لأن فهم السلوك الإنساني مهمة لا تنتهي أبدًا، وهو مسعى لا نهاية له لمعرفة ما يقبع وراء خيارات الشخص من أسباب ومسببات، ولكون الفرد في هذه الحياة بطبيعة الحال يكون محاطاً بالعديد من الفئات فلا بد من معرفة الأساليب المثلى للتعامل معهم، وهذه فكرة كتابي بحيث أنني إذا كان لدى القدرة على مساعدة الناس من خلال أفكاري فهذا بالتأكيد سيكون شيئاً جيداً للغاية.
ولفت إلى أن البشر في هذه الدنيا ليسوا مختلفين بطبعهم، إنما الاختلاف يكمن في الثقافات، وليس من الضروري أن يكون هذا العالم عبارة عن مكان جميل طوال الوقت، ولهذا السبب فإن طريقة تعاملنا مع المحيطين بنا هي ما تحدد كيف سيكون العالم بالنسبة لنا، والسؤال الذي لا بد من طرحه باستمرار هو من هم الناس الذين أحيط نفسي بهم؟ وهو سؤال في غاية الأهمية لأننا نتأثر بهم بشكل أو بآخر.
وحول ضرورة التغيير في السلوك البشري، أشار إريكسون أن هناك فرقاً بين التغيير والتكيف، وبوجهة نظره فهو يعتبر التكيف هو الأهم، مع ضرورة معرفة كيفية هذا التكيف ولماذا يجب أن نتكيف.
توماس إريكسون في معرض الشارقة للكتاب 2023
واختتم إريكسون حديثه قائلا: إن كتابه يبحث عن حياة اجتماعية وعملية أكثر سهولة وسلاسة من خلال تناول الأنماط المختلفة للبشر، وكيف يفهم الشخص نفسه ويفهم الآخرين كذلك، ليتمكن فى النهاية من التعامل مع من حوله بشكل أفضل وأكثر فاعلية مؤكداً أنه لا يوجد نظام مثالي ولا بد من منح الناس حرية توظيف إمكاناتهم وقدراتهم وعدم إجبارهم بالقوة على طريقة تعامل ما، موجهًا نصيحة للطلبة بضرورة عدم التعامل في الحياة على أنهم مجموعة متشابه يقلدون بعضهم بعضاً، بل لا بد من التركيز على الفوارق الفردية التي تعتبر طريقاً للتميز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة