تزداد حدة الغضب والاستياء داخل إدارة الرئيس جو بايدن بسبب حرب إسرائيل على غزة، ونقلت شبكة "سى أن إن" الأمريكية عن كبار مسئولى الإدارة الأمريكية قولهم أنه بعد مرور شهر على حرب إسرائيل على غزة، فإن هناك جوانب من العمليات العسكرية لتل أبيب لا يستطيعون الدفاع عنها ببساطة، بينما تتزايد دعوات تأييد الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين موظفى الحكومة، فى حين أن آخرين يشعرون بذهول من الصور المستمرة لقتل المدنيين الفلسطينيين بسبب القصف الجوى الإسرائيلى.
ونقلت الشبكة عن أحد مسئولى الإدارة رفيعى المستوى قوله أن الحرب خلقت قلقا أخلاقيا هائلا، لكن لا أحد يمكنه أن يقول هذا لأننا نعمل جميعا وفقا لرغبة الرئيس وهو مشارك فى كل شىء.
وخلال هذا الأسبوع، ظهر انقساما بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مستقبل غزة بعد أن أشار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فى مقابلة إلى أن إسرائيل ستتحمل مسئولية الأمن فى غزة لفترة غير محددة. وكرر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن معارضة الولايات المتحدة لأى احتلال جيد لقطاع غزة، لكن أشار إلى أنه قد يكون هناك فترة انتقالية فى نهاية الصراع.
وقالت "سى أن إن" إنه حتى فى ظل هذا الانقسام، فإن لا ينذر بانفصال أكبر بين الحليفين. فحتى فى الوقت الذى تواجه فيه إدارة بايدن غضبا متزايدا داخل صفوفها واندلاع الغضب غلى العلن واحتاجات وإدانة متزايدة بين حلفائها العالميين، فإن لا تبد أى علامة تذكر على النأى بنفسها علنا عن نتنياهو، أو التعبير عن أى نوع من الإدانة للهجوم الإسرائيلى على غزة.
وجاءت بعض أعنف الردود من داخل الخارجية الأمريكية، حيث استقال مسئول علنا الشهر الماضى بسبب نهج بايدن إزاء الصراع. وفى أماكن أخرى من الإدارة، يشعر بالمسئولون بالغضب بهدوء مع تزايد عدد القتلى المدنيين.
ولم يكن من الصعب رؤية المشاعر المتفجرة، فقد واجه الرئيس بايدن متظاهر يدعو إلى وقف إطلاق النار خلال فعالية خاصة لجمع التبرعات. وأصبحت الاجتجاجات المؤيدة لفلسطين تحدث بشكل يومى قرب البيت الابيض. كما أن أحد المداخل قرب البيت الأبيض تم تغطيتها بمادة حمراء ترمز إلى الد، وكلمات مثل " إبادة جو".
نظم أكثر من 100 من العاملين فى الكونجرس الأمريكى وقفه احتجاجية أمام مبنى الكابيتول، مساء الأربعاء، ودعوا أعضاء الكونجرس إلى دعم وقف إطلاق النار فى حرب إسرائيل المستمرة على قطاع غزة.
وقال البيان الرسمى للمجموعة المنظمة للوقفة "عاملون بالكونجرس من أجل وقف إطلاق النار": إننا موظفو الكونجرس بالكابيتول، ولم نعد نشعر بالارتياح إزاء التزام الصمت، فقد روعنا هجمات السابع من أكتوبر على المدنيين الإسرائيليين، ويروعنا الرد الطاغى للحكومة الإسرائيلية التى قتلت الآلاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء فى غزة.
وقرأ أعضاء المجموعة البيان بصوت مرتفع خلال الوقفة الاحتجاجية، التى استمرت ما بين 10 إلى 15 دقيقة، قبل أن يغادروا بسلام بطلب من شرطة الكابيتول.
وتابع البيان: أن ناخبينا يطالبون بوقف إطلاق النار، ونحن الموظفون نلبى نداءاتهم. معظم رؤسائنا فى الكابيتول لا يستمعون للأشخاص الذين يمثلونهم، ونطالب قادتنا بالتحدث والدعوة إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن والوقف الفورى للتصعيد الآن.
وفى مقابلة مع ذا هيل، قال أحد منظمى الوقفة الاحتجاجية، الذى رفض الكشف عن هويته لأنه يعمل مع عضو لم يدعو إلى وقف إطلاق النار، إن أكثر من 100 موظف يعملون بما بين 40 إلى 50 مكتب حضروا الوقفة. وقال المنظم أن المجموعة غير حزبية وتشمل موظفين فى مجلسى الشيوخ والنواب.
وعلى الرغم مما قاله المسئولون الأمريكيون بأن الحكومة الإسرائيلية اعادت تحديد هجومها، إلا أن الإحباط يتزايد داخل الغدارة مع قيام إسرائيل بطرق مختلفة برفض الدعوات الأمريكية للحد من وفيات المدنيين وفرض توقفات إنسانية ووقف العنف المتزايد فى الضفة الغربية ووضع خطط طويلة المدى لغزة. وهذه الحقيقة تعمق مأزق واشنطن، كما تقول سى أن إن، فى الوقت الذى تعمل فيه على دعم تل أبيب مع احتواء ردود الفعل الدولية المتزايدة.