في الوقت الذي تلتفت فيه أنظار العالم إلى قطاع غزة، والعدوان الإسرائيلي الوحشي عليه، تعود مجددا الأوضاع في أوكرانيا للظهور مرة أخرى، بشكل تدريجي مع بزوغ جبهات جديدة للقتال.
أعلنت أوكرانيا، أن الروس يواصلون هجماتهم على مدينة أفدييفكا الواقعة في شرق البلاد والتي باتت من أهم النقاط الساخنة على الجبهة، حيث أحرز الجيش الروسي تقدّماً خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب مدوّنين مؤيّدين للكرملين.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندري كوفاليوف للتلفزيون الوطني، إنّ القوات الروسية تواصل شنّ هجمات حول أفدييفكا، من دون إضافة ما إذا تمّ صدّ الهجمات أو لا.
ومنذ أكثر من شهر، واجهت هذه المدينة الصناعية شبه المحاصرة هجمات متواصلة من القوات الروسية. ووقعت لفترة وجيزة في أيدي الانفصاليين الموالين لروسيا، وأصبحت منذ ذلك الحين بمثابة خطّ المواجهة في هذه المنطقة، كما أنها اصبحت رمزا للمقاومة الأوكرانية.
وذكرت قناة "ريبار" المقرّبة من الجيش الروسي، أنّ الجنود الروس سيطروا على "منطقة صناعية جنوب غرب أفدييفكا".
وأضافت القناة التي تفيد أيضاً بوجود "قتال عنيف" على الجانب الشمالي من المدينة بالقرب من مصنع فحم الكوك، أنّ هذه المنطقة الصناعية تقع "على المرتفعات... ما يسهّل الهجوم المستقبلي على أفدييفكا".
من جهته، تحدّث معهد دراسات الحرب الذي يتخذ في الولايات المتحدة مقرّاً، عن "تقدّم مؤكّد" للروس في شمال غرب وجنوب شرق أفدييفكا.
وأضاف المعهد أنّ الأوكرانيين "واصلوا هجومهم المضاد" في المنطقة، من دون تحقيق "تقدّم معلن أو مؤكد".
ويشنّ الجيش الأوكراني منذ يونيو هجوماً مضاداً صعباً جداً في الشرق والجنوب، فيما اصطدم بخطوط الدفاع الروسية القوية.
وعلى الجبهة الجنوبية، أكد المتحدث باسم الجيش الأوكراني اندري كوفاليوف أنّ قوات كييف صامدة في بلدة روبوتيني التي أدّى تحريرها في نهاية أغسطس إلى زيادة الآمال في تحقيق انفراجة.
وحول خيرسون، تُركّز قوات موسكو "على الدفاع" وتحاول "طرد" الأوكرانيين من الضفة المحتلّة لنهر دنيبرو، حيث تقول كييف إنّها حصلت على مواقع، وفقاً لأندري كوفاليوف.
ويمكن أن يشكّل ترسيخ المواقع الأوكرانية على هذا الجانب من نهر دنيبرو، والذي أكّده مدوّنون روس متخصّصون وخبراء عسكريون، أكبر تقدّم للجيش الأوكراني منذ عدّة أشهر.
وكان اختتم وزراء خارجية حلف شمال الأطلسى (ناتو) اجتماعات استمرت على مدى يومين فى العاصمة البلجيكية بروكسل وتناولت سبل دعم أوكرانيا والاستعدادات لقمة واشنطن والتحديات الأمنية الملحة، بما يتضمن منطقة غرب البلقان والجوار الجنوبى لحلف شمال الأطلنطى.
وفى مؤتمر صحفى للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج -عقب اجتماعات وزراء الخارجية- أعلن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج أن مجلس الناتو-أوكرانيا اجتمع على مستوى وزراء الخارجية للمرة الأولى، وانضم إليه وزير الخارجية الأوكرانى دميترو كوليبا.
وقال ستولتنبرج إن الحلفاء وافقوا على برنامج عمل طموح للعام المقبل، يغطى أمن الطاقة والابتكار وقابلية التشغيل البيني، مضيفا أن الحلف يعمل حاليا على تحويل حزمة المساعدة الشاملة إلى برنامج مساعدة متعدد السنوات، بهدف مساعدة أوكرانيا على الانتقال من الحقبة السوفيتية إلى معدات ومعايير الناتو وجعل قواتهم قابلة للتشغيل المتبادل بشكل كامل مع قوات الحلف.
وأضاف أن الوزراء ناقشوا طريق أوكرانيا نحو الحصول على عضوية الناتو وقدموا توصيات بشأن الإصلاحات ذات الأولوية فى أوكرانيا، والتى تشمل مكافحة الفساد، وتعزيز سيادة القانون، ودعم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات.
وقال الأمين العام إن أوكرانيا انتصرت العام الماضي، وواصلت العام الحالى إلحاق خسائر فادحة بروسيا، والأهم من ذلك، أن أوكرانيا انتصرت كدولة ديمقراطية مستقلة ذات سيادة. وهذا إنجاز كبير وفوز عظيم، على حد وصفه.
وشدد ستولتنبرج أن "أوكرانيا أصبحت أقرب إلى حلف شمال الأطلنطى من أى وقت مضى"، مضيفا "سنواصل دعمها فى طريق العضوية".
وبالنسبة إلى الوضع على الأرض، أكد ستولتنبرج على التقدم الكبير الذى أحرزته أوكرانيا العام الجاري، سواء على الأرض أو فى البحر الأسود، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن روسيا تفقد نفوذها السياسى فى جوارها القريب، وتكبدت أكثر من 300 ألف ضحية وفقدت جزءًا كبيرًا من قواتها التقليدية، إضافة إلى أنها تتعرض لضغوط اقتصادية هائلة.
وقال إن روسيا أصبحت حاليا "أضعف سياسيا وعسكريا واقتصاديا... عاما بعد عام، ترهن موسكو مستقبلها لبكين"، وخلص إلى أن "ذلك يؤكد خطأ بوتين الاستراتيجى فى الهجوم على أوكرانيا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة