إن المتابع والمشاهد لإقبال المصريين في الخارج على لجان التصويت يستشعر بالفخر، ويتيقن أن المصريين لديهم إرادة في تعضيد الاستقرار وأنهم شركاء في صناعة المستقبل؛ حيث إن حرصهم نابع من وطنيتهم وحبهم وعشقهم لتراب الوطن؛ برغم استقراراهم في الدول العربية أو الأجنبية وانشغالهم بأعمالهم وحياتهم الخاصة؛ إلا أن مصر في القلب أينما كانوا.
ونستقرئ من تلك المشاركة الكبيرة التي أسعدت الجميع في الداخل المصري أن رسالة المصريين في الخارج تتحدث بلغة البيان وتؤكد على الشعب المصري العظيم أن سلامة الوطن والوعي بأهمية مقدراته ومؤسساته وتماسكه ووحدة أراضيه والمشاركة في صناعة واتخاذ القرار السياسي يحتم المشاركة في ملحمة الانتخابات الرئاسية المصرية الحالية؛ كونها ترسم مستقبل البلاد نحو مسار النهضة واستكمال الإنجازات.
وفي وقوف الناخبين بالعديد من الدول العربية والأجنبية والاحتشاد أمام السفارات ولجان الانتخاب دلالة فحواها تشير إلى عزيمة الدولة تجاه المسار الديمقراطي النزيه الذي يتسم بالشفافية ويعكس العزيمة تجاه الحفاظ على كيان الدولة واستقرارها في شتى المجالات ومقدرتها على مواصلة التنمية المستدامة في أبعادها المتعددة بجميع قطاعات الدولة وربوعها، ومن ثم الحفاظ على المكتسبات التي تحققت على أرض الواقع عبر عِقْدٍ من الزمان على يد القيادة السياسية الحكيمة.
وفي السياق ذاته، وبلسان الحال يؤكد أن ما يروج له المغرضون من أصحاب الأجندات والمآرب من جماعات الظلام ومن ينتسبون إليها ومن يبدون تعاطفًا نحوهم بأن مصر ماضية نحو مستقبل مشرق؛ فلا مجال لتوقف أو هدر في الوقت أو تراجع للخلف؛ فالعزيمة ماضية نحو النهضة ومزيد من التماسك والترابط المجتمعي.
إننا نتحدث عن مؤشر إيجابي للوعي المصري تترجمه حجم المشاركة المشرفة للمصريين بالخارج؛ حيث إدراك أهمية الانتخابات الرئاسية التي تساعد في استقرار الوطن وتعكس أهمية النظام الديمقراطي التي انتهجته الدولة المصرية بفضل قيادتها السياسية التي وفرت المناخ الداعم للديمقراطية بالدولة المصرية لشعب عظيم يقدر قيمة الوطن ويسارع بتقديم كل ما يملك بغية رقيه وازدهاره.
وقد بدى إصرار المشاركة الانتخابية للمصريين في الخارج متمثلة في تحملهم عناء التنقل من مسافات كبيرة تجاه أماكن الاقتراع إيمانًا منهم بأهمية المشاركة وترجمة عملية لما يجيش في صدورهم من حب وتقدير للدولة وقيادتها المخلصة؛ لتعبر عن رأيها بكل وضوح وشفافية؛ بغض النظر عن التعب والتكلفة المادية والمجهود المبذول؛ فالمقابل هو بقاء الوطن الحر الذي يملك الوجدان ويملئ القلوب والعقول حبً وتقديرً.
وحرصًا من الدولة ومؤسساتها وقيادتها السياسية تم تجهيز مقار الانتخابات في جميع الدول التي يتواجد بها المصريون؛ بغية استيفاء الاستحقاق الانتخابي المهم؛ حيث إدراكهم بأهمية المنصب الرئاسي والذي بواسطته تستكمل الدولة وفق خطتها الاستراتيجية مسارها النهضوي، وفي ضوء الفكر الرئاسي المستنير يتم توفير سبل المعيشة الكريمة للمواطنين في وطن هو الباقي.
إن الدور الفاعل لمشاركة المصريين في الخارج يؤكد سلامة المسار الديمقراطي الذي تنتهجه الدولة المصرية العظيمة في هذا الاستحقاق الانتخابي المهم، والذي يدشن الطريق نحو استكمال الجمهورية الجديدة، كما يعضد الحفاظ على الاستحقاق الدستوري من خلال التعبير عن إرادتهم الحرة عبر صناديق الاقتراع، وبدون مزايد فهو حق وواجب وطني يكفله الدستور.
إن المصريين في الداخل والخارج يقدرون ويثمنون الجهود التي قامت بها وزارة الخارجية والهيئة الوطنية للانتخابات؛ حيث تم توفير كل ما يلزم من مستلزمات ودعم لوجستي لإنجاح العملية الانتخابية في الخارج؛ لتتحقق الغاية المنشودة من هذا العرس الديمقراطي على مشاهد وأنظار العالم بأسره؛ فمصر دولة عظيمة صاحبة تاريخ وشعبها العظيم قادر على صيانتها في ظل قيادة سياسية رشيدة ومؤسسات وطنية مخلصة تعلى من قدر البلاد والعباد.
وبكل ثقة نقول إن الدولة المصرية سوف تعبر إلى المسار الذي يحقق للمواطن المصري في الداخل والخارج كرامته؛ ليحيا حياة كريمة تكفل للأجيال الحالية والمستقبلية حقوقهم غير منقوصة، ولا يسعنا إلا أن نتقدم بتحية تحمل التقدير والامتنان والشكر والإجلال لجميع المصريين بالخارج الذي شاركوا ويشاركوا في الانتخابات الرئاسية (2024م).
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.