إن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية تؤكد على أن الشعب المصري لديه وعيٌ كاملٌ بما يدور حوله من أحداثٍ تشكل في مجملها تحدياتٍ خطيرةٍ تستوجب أن يصطف الجميع خلف الدولة؛ لنقول بلسانٍ مبينٍ للعالم بأسره لا مجال للتشكيك ولا طريق لشق الصف ولا محاولاتٍ لفت عضد اللحمة الوطنية، ولن تفلح الشائعات المغرضة لتقلل العزيمة أو لإضعاف الثقة؛ فنحن شعب مصر عازمون وماضون بسفينة الوطن لبر الأمان.
ونذكر بأن المشاركة في الانتخابات واجبٌ وطنيٌ لا جدال ولا مراء حوله؛ حيث تشير المشاركة الفاعلة إلى تأكيد المظهر الديمقراطي الذي يوضح للعالم كله أن الحراك الاجتماعي المصري من خلال الشعب يسير بخطى ثابتةٍ ومتوازنةٍ ومحسوبةٍ؛ ليستكمل الوطن مسيرته نحو البناء والتنمية والنهضة؛ فلا مزايدة حول خريطة الطريق التي تم التوافق عليها منذ بداية المشوار بعد ثورتي الإصلاح والتصحيح؛ لتحقق البلاد غاياتها العليا وفي مقدمتها الاستقرار والتنمية البشرية والمادية على حدٍ سواءٍ.
ونشير إلى أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية لمن لهم الحق الدستوري تُعد مهمةً قوميةً لا يستثنى منها أحدٌ؛ فالجميع يقع عليه المسئولية؛ فطريق الممارسة الديمقراطية يدشنه الشعب ومن خلاله يحصل على حقوقه كاملةً غير منقوصةٍ، وبوسيلته تتأصل الحريات المسئولة، وعبر المسار الديمقراطي يتم التداول السلمي للسلطة، ومصر من الدول التي لا يسمح شعبها بالتجاوز أو فرض الإرادة بالقوة؛ لأنه شعبٌ حرٌ أبيٌ لا يقبل الظلم ولا القهر ولا الهوان.
وبغض النظر عمن ننتخب ونختار؛ فخروج المصريين كعادتهم المشرفة يدحر أكاذيب الذين ينشرون الشائعات المغرضة عبر الفضائيات المسمومة ومواقع التواصل الاجتماعي المنفلتة، ومن ثم تعبر المشاركة عن حبٍ وانتماءٍ وولاءٍ للوطن، ورغبةٍ جامحةٍ في إثبات المكانة والكينونة وسيادة الدولة والتي تترجمها المشاركة السياسية من الجميع؛ فلا مجال للتراخي أو التقاعس؛ فالحدث جللٌ والموقف لا يحتمل التردد.
نعلم أن وجدان المصريين وضميرهم يقظٌ، ولديهم الشجاعة التامة في ثبات ذواتهم، ومواقفهم المشرفة ذات التاريخ الناصع، ولن يستطيع كائنٌ من كان أن يزايد على وعي هذا الشعب الأصيل؛ حيث إن انجذابه ومآله تجاه تراب الوطن مهما بلغ من معاناةٍ وتعرضٍ لتحدياتٍ وعاني من مشكلاتٍ وتحمل من صعوباتٍ، ومرجعية ذلك ثوابته وقيمه التي لا تقبل الرهان عليها؛ فلا يستطيع أن يزحزحه عنها سببٌ أو علةٌ.
لقد فطن المصريون إلى ما يحاك بهم مبكرًا، ومن ثم لم يتراخوا أو يتأخروا البتة عن نداء الوطن؛ فالجميع يدرك خطورة ما نمر به الآن وفي طالع الأيام؛ لذا فالوطن في احتياجٍ شديدٍ لمشاركةٍ عظمى من جل الشعب المصري؛ لنحقق آمال وطموحات وتطلعات الأجيال في الحاضر والمستقبل؛ فالجميع ينظر لمصر ويتربص بها الدوائر، وهناك من يدبر ويحيك لها في الليل بشكلٍ مستمرٍ ومتواصلٍ، ولا منجى من هذا وذاك إلا التضافر والاصطفاف خلف الدولة والذي تترجمه المشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وقد رأينا المصريين في ملاحم الاستحقاق الانتخابي يعشقون التجمع والتلاحم، يمسك الصغير بيد الكبير، والزوج بيد زوجته، والصديق بيد صديقه، في منظر مهيب يشير إلى المحبة والتوافق ووحدة الهدف والمسعى، ويؤكد على الحرص والمثابرة في المشاركة بعرس الديمقراطية التي هيأت الدولة له المناخ الداعم من أمنٍ وأمانٍ وتنظيمٍ وتنسيقٍ وتعاونٍ ونزاهةٍ وشفافيةٍ منقطعة النظير؛ ليتأكد للعالم بأن مصر بلدٌ ديمقراطيٌ حرٌ متماسكٌ لا مساس به وبمقدراته.
ونقول لأصحاب الأجندات والمآرب المغرضة التي تود النيل من مصر ومن ينوبون عنهم أن شعبنا واعيٍ ويدرك المناخ الملتهب على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وأن ما يواجهه العالم من تحدياتٍ أمنيةٍ واقتصاديةٍ سيجعل الشعب أكثر إصرارًا في ترابطه ووقوفه خلف دولته العظيمة التاريخ والجغرافيا؛ فحضارة الشعب لا تسمح لأن يعبث العابثون بأمنه القومي بكل أبعاده.
إن مصر الدولة العظيمة بشعبها ومؤسساتها الوطنية ومقدراتها وترابها الغالي في احتياجٍ لمن يقود مسيرتها نحو استكمال انجازاتها التي شارك فيها جميع المصريون في الخارج والداخل دون استثناءٍ؛ لتستكمل السفينة مسيرتها، وتصل لمبتغاها.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية والمخلصين لمصر أبدَ الدهر.