لا نحتاج لمقدمة شعرية تترنم عشقا وولعا فى حب سيناء، لأنها تسكن القلوب، ولا نحتاج خرائط جغرافية لندلل على إنها أرض مصرية خالصة، لأنها منقوشة على جبين وجود الكون إنها مصرية، وإنما الهدف من الطرح تأكيد المؤكد، أن سيناء، مصرية، منذ أن هبط سيدنا أدم، على الأرض، وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بحراسة وعناية قوة سواعد جيش مصر العظيم، الذى يحرس ويدافع بجسارة عن الأرض، ولم يشتر يوما الحماية من أحد!
أرض الفيروز أيضا محصنة تحصينا حديديا، بعزيمة الشعب المصرى وعقيدته الراسخة والثابتة فى عدم التفريط فى حبة رمل واحدة، وليس شبرا من أراضيه، ويلتف بقوة حول قيادته السياسية بكل قوة للدفاع عن هذه العقيدة، ويقدم كل وسائل الدعم لجيش مصر للزود والاستبسال والتضحية عن كل شبر من الأراضى المصرية، ولا يمكن أن ننسى أن سيناء أرض محصنة بـ«رقية» دم خيرة شبابها من جنود وضباط الجيش والشرطة، والتى تعبق بها رمال سيناء، لذلك لا يستطيع غريب مستعمر كان أو طامع، أن يضع قدمه فوق حبة رمل من رمالها.
تأسيسا على ذلك، فإن سيناء لا يمكن أن تكون جزءا من صفقات من يتحدثون عنها، مهما كانت نوعية ومسمى هذه الصفقات، وأعلنتها الدولة المصرية على لسان رئيسها عبدالفتاح السيسى وبصوت عال فى استاد القاهرة الخميس الموافق 23 نوفمبر، وسط الآلاف من المصريين ومتابعة الملايين أمام شاشات القنوات التليفزيونية، داخليا وخارجيا، ضمن فعاليات احتفالية «تحيا مصر.. تحيا فلسطين» عندما قال نصا: «أؤكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضى قدما، فى مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطينى التاريخية، وقابضون على أمننا القومى المقدس، نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلين بقوة الحكمة، وحكمة القوة، نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس، وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك».
ثم انتقل للتحذير الواضح من مخطط تهجير الفلسطينيين، عندما قال: «إن تهجير الفلسطينيين بالنسبة لمصر خط أحمر ولن نسمح به».
قوة تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسى نابعة من إجماع شعبى، وإرادة جماهيرية تلتف حوله، لا تلين أمام عواصف وضغوط وأحداث فى أن سيناء لا يمكن أن تكون إمارة لفصيل أو تنظيم، ولن تكون حديقة خلفية يحاول الجيران أو دول إقليمية أو قوى دولية حل أزماتهم ومشاكلهم من خلالها، وستظل البوابة الشرقية الحامية للأمن القومى المصرى، وعلى العالم تحمل مسؤولياته أمام ما يحدث من مخطط وقح بتصفية القضية الفلسطينية وعملية التهجير القسرية للفلسطينيين.
ونحب أن نلفت الأنظار ونشير بشىء من الاحترام والتقدير للقيادة السياسية الواعية، التى أعطت الضوء الأخضر للقوات المسلحة بإنشاء مركز العمليات الدائم بقطاع تأمين شمال سيناء، وتجهيزه بهذه الكيفية الضخمة، ولم يكن القرار اعتباطا، ولكن كان قرارا مدروسا ومحوريا، لإدارة بسط ونفوذ الجيش المصرى، ومن خلفه الشرطة المدنية على شمال شرق مصر، وهو الجزء الأغلى، والأهم استراتيجيا، ويعتبر «ضربة معلم» بكل اللغات العسكرية والاستراتيجية.
وهو المركز الذى أدار العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» وسطر نجاحا مدهشا فى كيفية إدارة التكتيكات العسكرية والأمنية فى معركة جديدة لم تتعرف عليها الجيوش النظامية من قبل، وهى معركة مواجهة الإرهاب وخفافيش الظلام..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة