محاكمة استمرت لمدة شهر، جراء اتهام الملك الفرنسي لويس السادس عشر بالخيانة، إذ بدأت الإجراءات الرسمية لمحاسبة الملك في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر من عام 1792م، أمام أعضاء المؤتمر الوطنى جميعا، وصدر الحكم بها إعدام الملك على يد الثوار الفرنسيين باستخدام المقصلة.
الملك لويس السادس عشر "23 أغسطس 1754 - 21 يناير 1793" آخر ملوك فرنسا قبل الثورة الفرنسية، فى عهده قامت الثورة الفرنسية، تزوج من مارى انطوانيت وهو فى عمر الخامسة عشر، وكانت هي تصغره بعام تقريبا، وأنجب منها لويس السابع عشر الذى مات صغيرا.
وحسب دراسة بعنوان "الثورة الفرنسية الأولى: 1789-1799"، أعدها الباحث حسن عمران، إن الأسباب التى دفعت إلى قيام الثورة والإطاحة بالملك لويس السادس عشر، وإعدامه هو وزوجته فيما بعد، بعدما عانت الخزينة الفرنسية خلال القرن الثامن عشر، نتيجة للحروب المتتالية التى خاضها ملوك البلاد، بداية من حملات لويس الرابع عشر، ختاما بلويس السادس عشر، حيث قام الأخير بتقديم كل الدعم المادى للثورة الأمريكية، ما ساهم فى إثقال وزيادة عناء الشعب الفرنسى، وخاصة الطبقة الثالثة "طبقة عامة الشعب الفرنسى الفقيرة"، بعدما قام الأخير بمغامرة غير محسوبة العواقب بحسب ما جاء بالدراسة، حين قام بتكريس خزينة الدولة المفلسة لدعم الثورة الأمريكية ضد الاحتلال البريطانى (1775-1784)، نكاية فى المملكة البريطانية، وليس تأييدًا للثورة الأمريكية، ويضيف الباحث إن من المفارقات التاريخية أن الثورة الأمريكية كانت سببا فى صعود النفس الثورى فى العالم، وتحديدًا فرنسا، فكان لويس تمامًا كمن حفر قبره بيده.
بدأت محاكمة الملك في 11 ديسمبر سنة 1792 أمام أعضاء المؤتمر الوطني جميعا، وبدأ التصويت على إدانة الملك في 15 يناير سنة 1793، فصوت 683 - بمن فيهم ابن عم الملك فيليب دورليان من بين 749 نائبا على إدانة لويس، وتم تنفيذ الحكم فى 21 يناير 1793.
وينسب إليه عدد من الباحثين مقوله يذكر أنه آخر كلمات نطق بها الملك الفرنسى لويس السادس عشر، فى مكان إعدامه في ميدان الثورة - ميدان الكونكورد - وقبل أن تهوى عليه المقصلة حاول لويس أن يتحدث إلى الجموع فقال: "أيها الفرنسيون، إنني أموت بريئا.. إنني أقول ذلك وأنا على سقالة المقصلة وسأمثل قريبا أمام الرب.. إنني أعذر أعدائي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة