الشعب المصري العظيم دائماً هو المعلم والنموذج والقدوة في حب الوطن والانتماء والولاء، في كل مناسبة وطنية يكون حاضراً بقوة، وفي أي أزمة يكون أول من يلبي نداء الوطن، لا يتخاذل ولا يتقاعس عن دعمه ومساندته لوطنه، هكذا هو الشعب المصري في أي وقت وفي كل ظروف.
الجميع راهن على وعي الشعب المصري في الانتخابات الرئاسية المصرية التي تجرى على مدار ثلاثة أيام انقضى منها اليومين الأول والثاني ونعيش يومها الثالث اليوم، وكالعادة فاق الشعب المصري توقعاتنا جميعا، وكان على قدر المسئولية ملبيا للواجب الوطني، وأبهر العالم بوعيه الكبير ومشاركته غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية، ليضرب الشعب المصري العظيم المثل في الوعي والممارسة الديمقراطية.
هذا الإقبال غير المسبوق للمشاركة في الانتخابات الرئاسية ما هو إلا مرآة تعكس وعي الشعب المصري وإدراكه بأهمية ممارسته لحقوقه الدستورية والقانونية، ومباشرة حق أصيل من حقوقه السياسية وهو الانتخاب لاختيار رئيس مصر القادم لست سنوات من 2024 إلى 2030.
احتشد الملايين من الشعب المصري بمختلف فئاته وأطيافه أمام اللجان الانتخابية، واصطفوا في طوابير ممتدة في مشهد حضاري وملحمة وطنية في حب مصر، ورأينا طوابير الناخبين تتسابق أمام صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المصرية، والمشاركة الواسعة للمرأة المصرية والشباب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المحافظات، حتى المرضى لم تمنعهم ظروفهم الصحية من القيام بواجبهم الوطني وحقهم الدستوري في الانتخاب.
رأينا أيضاً ملايين المصريين يحتشدون في لجان الوافدين التي خصصتها الهيئة الوطنية للانتخابات للمغتربين في كل محافظات مصر، مما ساعد العاملين والطلبة والشباب الذين يتواجدون في محافظات غير محافظاتهم على الإدلاء بأصواتهم، فشهدت نحو 360 لجنة وافدين ازدحام وتكدس غير طبيعي من قوة إقبال الناخبين لدرجة نفاذ بطاقات الاقتراع في عدد من اللجان بعد ظهر اليوم الأول للتصويت.
طوابير المصريين أمام مراكز الاقتراع والتي ضمت مختلف الفئات العمرية ومشاركة كبيرة للشباب والمرأة، تدعو للفخر والاعتزاز وتؤكد أنها ملحمة وطنية متكاملة تعبر عن وحدة الصف المصري وتأكيد الإرادة الحرة في اختيار رئيس مصر القادم والرغبة في المشاركة بفعالية في هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن، وتعكس وعي الشعب المصري وإدراكه لما تواجهه الدولة من تحديات داخلية وخارجية، ووعيه بأهمية صوته والتعبير عن إرادته في الصندوق، وبناء ممارسة ديمقراطية قائمة على التعددية واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي.
المشهد في الانتخابات الرئاسية المصرية يؤكد أن هناك حالة من التلاحم والترابط التي تجمع الشعب المصري على هدف واحد وهو المصلحة الوطنية والحفاظ علي أمن واستقرار الدولة المصرية، خاصة أن المرحلة الراهنة التي تعيشها البلاد تتطلب تكاتف الجميع والالتفاف حول الدولة، وهذه المشاركة التاريخية في الانتخابات الرئاسية تليق بحجم الدولة المصرية ومكانتها أمام العالم.
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى الهيئة الوطنية للانتخابات التي بذلت أقصى جهود ممكنة في إدارة العملية الانتخابية والتيسير على الناخبين في الإدلاء بأصواتهم وضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، فوقفت على مسافة واحدة من جميع المرشحين - قولاً وفعلاً - وتدير العملية الانتخابية وفقًا للمعايير الدولية للشفافية والنزاهة وإعمالا لأحكام الدستور والقانون دون الانحياز لأي مرشح، مما طمأن الشعب المصري على حماية صوته ونزاهة العملية الانتخابية، حيث تُجرى الانتخابات بإشراف قضائي كامل، وبمتابعة المنظمات الدولية والمحلية، ووسائل الإعلام الدولية والعربية والمصرية، وقد أشادت كافة المنظمات المتابعة للعملية الانتخابية بانتظام سير الانتخابات ولم ترصد أي تجاوزات أو مخالفات تؤثر على سير العملية الانتخابية.
أخيراً.. أقولها وكلي فخر.. شكراً الشعب المصري العظيم الذي يضرب أروع الأمثلة دائماً في دعم بلده والاصطفاف الوطني.. شكراً الشعب المصري الذي وجه بمشاركته غير المسبوقة رسالة للعالم كله وللمشككين وأصحاب الدعوات الهدامة والمغرضة بأن مصر لديها شعب واعي وصاحب إرادة لا تلين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة