الصحة العالمية تحذر: عرقلة فرق نقل المرضى من غزة أدى لحدوث وفيات

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023 12:49 م
الصحة العالمية تحذر: عرقلة فرق نقل المرضى من غزة أدى لحدوث وفيات مدير عام منظمة الصحة العالمية
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كررت منظمة الصحة العالمية دعوتها لحماية الرعاية الصحية والمساعدة الإنسانية في غزة، في أعقاب التأخير عند نقاط التفتيش العسكرية واحتجاز الشركاء الصحيين خلال مهمة لنقل المرضى المصابين بأمراض خطيرة وتوصيل الإمدادات إلى مستشفى في شمال غزة، وخلال المهمة، ورد أن أحد المرضى توفي.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان اليوم، إنه في 9 ديسمبر، قام فريق من منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وبدعم من إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن (UNDSS) ، أكملت مهمة عالية الخطورة إلى المستشفى الأهلي في مدينة غزة لتوصيل الإمدادات الطبية وتقييم الوضع في المستشفى ونقل المرضى المصابين بإصابات خطيرة إلى مستشفى في الجنوب.

وأضافت، إن البعثة قامت بتسليم الإمدادات الجراحية ومستلزمات علاج الصدمات إلى المستشفى، والتي تكفي لعلاج 1500 مريض، كما نقلت 19 مريضًا في حالة حرجة مع 14 مرافقًا إلى مجمع ناصر الطبي في جنوب غزة، حيث يمكنهم الحصول على مستوى أعلى من الرعاية.

وفي الطريق شمالاً، تم تفتيش قافلة الأمم المتحدة عند نقطة تفتيش وادي غزة، واضطر أفراد طاقم الإسعاف إلى مغادرة المركبات للتعرف عليها، وتم احتجاز اثنين من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لأكثر من ساعة، مما زاد من تأخير المهمة، ورأى موظفو منظمة الصحة العالمية أحدهم يُجبر على الركوع تحت تهديد السلاح ثم يُؤخذ بعيداً عن الأنظار، حيث ورد أنه تعرض للمضايقة والضرب والتجريد من ملابسه والتفتيش.

وعندما دخلت البعثة مدينة غزة، أصيبت شاحنة المساعدات التي كانت تحمل الإمدادات الطبية وإحدى سيارات الإسعاف بالرصاص.

وفي طريق العودة إلى جنوب غزة، وعلى متنها مرضى من المستشفى الأهلي، توقفت القافلة مرة أخرى عند حاجز وادي غزة، حيث اضطر موظفو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومعظم المرضى إلى مغادرة سيارات الإسعاف لإجراء التفتيش الأمني، وقام جنود مسلحون بتفتيش المرضى ذوي الحالات الحرجة المتبقين في سيارات الإسعاف.

وتم نقل أحد موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اللذين كانا معتقلين مؤقتا في وقت سابق في طريقهما للاستجواب للمرة الثانية، وقامت البعثة بمحاولات عديدة لتنسيق إطلاق سراحه، ولكن في النهاية - بعد أكثر من ساعتين ونصف الساعة - اضطرت إلى اتخاذ القرار الصعب بمغادرة المنطقة شديدة الخطورة والمضي قدمًا، من أجل سلامة ورفاهية المرضى والعاملين في المجال الإنساني، (كانت  3 سيارات إسعاف تحمل مرضى في حالة حرجة قد واصلت رحلتها في وقت سابق، في حين بقيت 3 سيارات إسعاف مع القافلة).

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد ذلك أنه خلال عملية النقل، توفي أحد المرضى المصابين، نتيجة لجراحه التي لم يتم اجراءها.

وتم إطلاق سراح الموظف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت لاحق من تلك الليلة بعد جهود مشتركة للأمم المتحدة، وقد التقى به بالأمس فريق منظمة الصحة العالمية، وكذلك والده والمشرف عليه وزملائه.

 وقال إنه تعرض للمضايقة والضرب والتهديد والتجريد من ملابسه وتعصيب عينيه، وقد تم تقييد يديه خلف ظهره وعومل بطريقة مهينة، وبمجرد إطلاق سراحه، تُرك ليسير باتجاه الجنوب ويداه لا تزالان مقيدتين خلف ظهره، وبدون ملابس أو أحذية، وحدثت اعتقالات في السابق خلال مهمات إنسانية في غزة.

وفي 18 نوفمبر، تم اعتقال 6 أشخاص من وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خلال مهمة قادتها منظمة الصحة العالمية لنقل المرضى من مستشفى الشفاء، ولا يزال أربعة أشخاص - ثلاثة من وزارة الصحة وواحد من موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني - رهن الاعتقال بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع، ولا توجد معلومات عن سلامتهم أو مكان وجودهم، هذا غير مقبول.

 وتشعر منظمة الصحة العالمية، إلى جانب أسرهم وزملائهم وأحبائهم، بقلق بالغ بشأن سلامتهم، ونكرر دعوتنا لاحترام حقوقهم القانونية والإنسانية.

وقالت المنظمة، إن عرقلة سيارات الإسعاف والهجمات على العاملين في المجال الإنساني والصحي أمر غير معقول، إن الرعاية الصحية، بما في ذلك سيارات الإسعاف، محمية بموجب القانون الدولي. ويجب احترامهم وحمايتهم في جميع الظروف.

وتوضح الصعوبات التي تواجهها هذه البعثة تقلص المساحة المتاحة للجهات الفاعلة الإنسانية لتقديم المساعدات داخل غزة، على الرغم من أن هناك حاجة ماسة إلى الوصول للتخفيف من الوضع الإنساني الكارثي، على النحو الذي دعا إليه القرار الذي اعتمده أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في 10 ديسمبر.

تظل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها ملتزمين التزامًا راسخًا بالبقاء في غزة ومساعدة السكان، ولكن مع تزايد الأعمال العدائية في جميع أنحاء غزة، وعجز المساعدات عن تلبية الاحتياجات، أصبح نظام الدعم الإنساني على وشك الانهيار.

وأضافت، إن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو وقف إطلاق النار المستمر، حتى تتمكن منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من العمل بأمان ودون عوائق لتعزيز النظام الصحي المتدهور، وتجديد الإمدادات الحيوية من الوقود والأدوية وغيرها من المساعدات الأساسية، والوقاية من الأمراض والجوع والمزيد من المعاناة في غزة. يجرد.

وأوضحت، إنه خلال البعثة المذكورة أعلاه إلى مدينة غزة المدمرة بشدة، شاهد موظفو منظمة الصحة العالمية مئات الأشخاص، بمن فيهم النساء وكبار السن والشباب والأطفال، الذين بدوا متفاجئين لرؤية عمال الإغاثة في المنطقة نظرًا للوضع المتقلب للغاية وانعدام الأمن.

ووصف موظفو منظمة الصحة العالمية المستشفى الأهلي بأنه في حالة “فوضى عارمة ومنطقة كوارث إنسانية”، وهو مكتظ للغاية بالعديد من النازحين وأكثر من 200 مريض، في حين أنه لا يملك سوى موارد كافية لدعم 40 سريراً - أي نصف سعته الأصلية من الأسرة، وقد تعرض المبنى لأضرار جسيمة بسبب الأعمال العدائية.

وقال الأطباء إن الوضع "خارج عن السيطرة" حيث يواجهون نقصًا في الوقود والأكسجين والإمدادات الطبية الأساسية، فضلاً عن نقص الغذاء والماء للمرضى وأنفسهم، إن قدرة الطاقم الصحي محدودة للغاية، والرعاية التمريضية محدودة للغاية، ويعتمد المستشفى بشكل كبير على المتطوعين.

في مواجهة أعداد كبيرة من مرضى الصدمات داخل المستشفى وخارجها في الشارع، يضطر الأطباء إلى تحديد أولويات من يتلقى الرعاية ومن لا يتلقى، حيث يعالجون العديد من الحالات الخطيرة في أروقة المستشفى، وعلى الأرض، وفي مصلى المستشفى، وحتى في الشارع، ويعاني المستشفى من نقص حاد في عدد الموظفين، ويفتقر إلى القدرة على إجراء عمليات الأوعية الدموية، يتم اتخاذ قرار بتر الأطراف كملاذ أخير لإنقاذ الأرواح.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة