فى ظل تزايد الانتقادات الدولية لإسرائيل والحرب الوحشية التي تشنها على قطاع غزة، بدأت الهوة تتسع أكثر وأكثر بين تل أبيب وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن خلافا بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد تحول إلى العلن بشأن الكيفية التي ينفذ بها جيش الاحتلال عملياته فى غزة فى ظل حربه الغاشمة على القطاع.
وكان الرئيس جو بايدن، قال يوم الثلاثاء، إن إسرائيل تخسر دعم المجتمع الدولى مع تزايد الشهداء فى غزة، والذين وصل عددهم إلى أكثر من 18 ألف خلال شهرين.
كما وجه بايدن انتقادات لرئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وقال إنه يجب أن يغير حكومته، مهاما وزير الأمن القومى المنتمى على اليمين المتطرف إيتمار بن غقير. وتابع بايدن قائلا: لا يمكنك أن تقول لا للدولة الفلسطينية، وهذا سيكون الجزء الصعب.
وقالت صحيفة الجارديان إن تصريحات بايدن تعكس انقسامات متزايدة حول ما يحدث بعد الحرب، حيث تري الولايات المتحدة أن تحكم غزة السلطة الفلسطينية، وهو الاقتراح الذى لم يلق ترحيبا فى إسرائيل.
من جانبه، قال نتنياهو إنه لا يزال هناك خلافا بين الحلفاء حول مستقبل غزة، وأضاف أنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق لكنه تعهد بعدم تكرار ما أسماه خطا أوسلو، فى إشارة إلى اتفاقات السلام الموقعة عام 1993 فى الولايات المتحدة الامريكية.. وقالت سى إن إن إن الولايات المتحدة أصبحت معزولة بشكل متزايد على الصعيد الدولى مع رفضها دعم الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار.
وفى ظل تزايد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، يتوجه مستشار الأمن القومى جيك سوليفان إلى إسرائيل اليوم الخميس، فى زيارة تستمر يومين، والتي سيتلقى خلالها مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى جون كيربى إن سوليفان سيجرى محادثات جدية للغاية مع المسئولين الإسرائيليين خلال الزياة، وسيناقش ما أسماه كيربى محاولات الإسرائيليين لأن يكونوا أكثر تحديدا وأكثر دقة لتقليل الأضرار التي يتم إلحقاها بالمدنيين.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن إدارة بايدن تسعى إلى الحصول على التزامات أكثر تأكيدا من إسرائيل بأن الأسلحة أمريكية الصنع لن تذهب إلى يد المستوطنين الإسرائيليين قبل الموافقة عل تراخيص لبيع أكثر من 20 الف من البنادق الهجومية لإسرائيل، بحسب ما ذكرت 3 مصادر مطلعة على الأمر.
وأوضحت الصحفة أن قلق واشنطن بشأن البيع المحتمل، الذى تقدر قيمته بـ 34 مليون دولار إجمالا، يأتي فى ظل ارتفاع فى أعمال العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية، وتنامى إحباط إدارة بايدن من الكيفية الت تدير بها إسرائيل الحرب فى جنوب غزة.
وفى سياق آخر، كشف تقييم استخباراتى أمريكى أن حوالى نصف ذخائر جو- أرض التي استخدمتها إسرائيل فى حربها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر كانت غير موجهة، وإنما كانت ما يعرف باسم القنابل الغبية.
وبحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن"، فإن التقييم، الذى جمعه مكتب مدير الاستخبارات الأمريكية وتحدث عنه ثلاثة مصادر لسى إن إن، قال إن ما بين 40 إلى 50% من إجمالي 29 ألف من الذخائر جو- أرض، التي استخدمتها إسرائيل كانت غير موجهة، بينما كان الباقى منها موجه بشكل دقيق.
وأوضحت الشبكة أن الذخائر غير الموجهة عادة ما تكون أقل دقة، ويمكن أن تمثل تهديدا أكبر للمدنيين، خاصة فى منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة. وربما يكون معدل استخدام إسرائيل للقنابل الغبية من العوامل المساهمة فى ارتفاع عدد القتلى المدنيين.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال يوم الثلاثاء، إن إسرائيل انخرطت فى قصف دون تمييز فى غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة