مشاهد تصدر الشباب لانتخابات الرئاسة المصرية 2024 مفرحة وتاريخية وتدعو للفخر والاعتزار، خاصة أن كثيرا كان يتوقع عزوفهم عن المشاركة إلا أنهم ضربوا المثل وحققوا المفاجأة، وأعتقد أن هذا لم يأت من فراغ ولا محل صُدفة إنما حدث تحولا كبيرا في قناعات الشباب منذ 2014 بعد أن اهتمت الدولة بهم توعويا واقتصاديا واجتماعيا.
وظنى، أن مشاركة الشباب القوية ترجع لوعيهم بحجم التحديات والأخطار المحيطة بدولتهم، إضافة إلى حرص الدولة على تمكينهم في ظل الجمهورية الجديدة والذى أصبح حقيقة وليس شعارًا.
نعم تمكين الشباب بات حقيقة وليس شعارا، لأنه ببساطة الدولة وضعت عدة آليات لهذا التمكين، مثل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، وكذلك إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التي صدرت بقرار جمهوري في 2017 بإنشائها بهدف الارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، والدفع بهم في مناصب القيادة والمسئولية، وتدشين مبادرة شباب بلد، وادماجهم بشكل عملى للمشاركة فى مبادرات تنموية كبرى كمبادرة حياة كريمة ومبادرة ابدأ ومشروعك فى قريتك، فكل هذا ساهم بقوة فى تغيير قناعات الشباب بأن الدولة تنظر إليهم، وأن الحاضر ملكهم وأنهم هم من يصنعون مستقبلهم.
ونموذحا على حقيقة هذا التمكين، هو تمثيل الشباب في السلطة التنفيذية من خلال تعيين عدد كبير منهم في مناصب نواب الوزراء، والمحافظين، وكذلك العمل على تمثيلهم في مجلسى النواب والشيوخ بأعداد كبيرة من الجنسين.
ونهاية.. لكى تعرف أن هذا التمكين بات حقيقيا وليس شعارا، ولماذا أقبل الشباب على المشاركة بقوة فى الانتخابات الرئاسية هو أن معدلات البطالة فى 2024 - رغم التحديات والأزمات العالمية - باتت 7.5% بعد أن كانت وصلت إلى 13% قبل 2013، لذا أدرك جميع المصريين وعلى رأسهم الشباب أن قوة الأوطان فى وحدتها الوطنية، وأن الوطن يعلو ولا يعلوا عليه، وأنه الخيار الوحيد للبقاء أحياء فى سطور التاريخ.. حفظ الله مصر بشبابها ..