ليس آخرهم "سامر أبو دقة".. مصور صحفى فلسطيني يصف لـ"اليوم السابع" ويلات العمل تحت تهديد أسلحة الاحتلال وصولًا للاستشهاد..ويؤكد: السترة المدون عليها "press" لا تحمينا.. نتعرض للاعتداءات ومنازلنا تُنتهك

السبت، 16 ديسمبر 2023 09:21 م
ليس آخرهم "سامر أبو دقة".. مصور صحفى فلسطيني يصف لـ"اليوم السابع" ويلات العمل تحت تهديد أسلحة الاحتلال وصولًا للاستشهاد..ويؤكد: السترة المدون عليها "press" لا تحمينا.. نتعرض للاعتداءات ومنازلنا تُنتهك
حوار إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ المصور الصحفى حمد طقاطقة: منعوا سيدة حامل من الوصول للمستشفى لتضع مولودها 

ـ نعيش أقسى المراحل ونتعرض لأبشع انواع الظلم منذ بدء حرب غزة ..لا نستطيع النوم ومشاهد الدماء حاضرة بأذهاننا دائما 

ـ بعض من زملائى أُصيبوا بإصابات أدت إلى الشلل وبعضهم فقد بصره

ـ هناك عرقلة كبير لنقل الحالات الحرجة والنساء الحوامل مرضى الغسيل الكلوى

 

الصحفيون هم ناقلو الحقيقة وعينها الساهرة في ميادين الحروب كافةً، وهم الهدف الأول لأسلحة العدوان الذى يخشى نقل تلك الحقيقة وتعرية جرائمه وفضح قبحه أمام أعين العالم، وليس أكثر من "فلسطين" ميدانيا واسعا للمعارك الطاحنة، في مجملها بمثابة معركة البقاء لشعب حفر أحقيته في الأرض طوال سنوات بدماء فلذات الأكباد.

علَّ تعرض الصحفى وائل دحدوح مراسل الجزيرة، أمس الجمعة، للاعتداء من قبل قوات الاحتلال، وبعدها استشهاد المصور الصحفى سامر أبو دقة، أثناء تغطيته جريمة القصف الإسرائيلى على مدرسة فرحانة فى خان يونس ، يعيد أمامنا تفاصيل جريمة استهداف قوات الاحتلال الغاشم للصحفيين الفلسطينيين؛ ليس في غزة فقط بل تمتد أياديه لكافة بقاع فلسطين، في تحدٍ سافر للقوانين الدولية التي تكفل حماية الصحفيين وتجريم الاعتداء عليهم أثناء تأدية مهام عملهم .

"حمد علي طقاطقة"، مصور صحفى ميداني يعمل في الضفة الغربية وجنين، يكشف لـ"اليوم السابع" كثيرا من تفاصيل معاناته اليومية أثناء العمل في الميدان ، فيقول ، أعمل مصورا ميدانيا لسنوات طويلة ، و مهمتى توثيق جرائم الاحتلال من قصف ومواجهات واشتباكات وصولا إلى الاقتحامات الليلية لمنازل العائلات فى البلدات الفلسطينية المختلفة ومن ثم الاعتقالات التي لا تفرق بين شاب أو امرأة أو شيخ، أيضا أقوم بتغطية تشييع جثامين الشهداء الذين قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

الاعداءات الغاشمة على ناقلى الحقيقة
الاعداءات الغاشمة على ناقلى الحقيقة

 

يستطرد طقاطقة، بأنفاس غيب الألم بعضها فباتت متقطعة، هذه معاناة وتلك معاناة أخرى، أُعنى تغطية جرائم الاحتلال على صعوبتها، إلا أنها ليست كتشييع جثامين إخواننا الذين يستشهدون بلا ذنب ارتكبوه سوى أنهم يعيشون فوق أرضهم، هنا الألم تعجز عن وصفه الكلمات.

يسرد طقاطقة؛ في حديثه لـ"اليوم السابع"، مواقف حُفرت بداخله فلن تُمحيها السنون من ذاكرته، قائلاً: مشاهد استشهاد زملائي الصحفيين تؤلمنى كل لحظة.

نشاهد أثناء تغطيتنا مآسى كبيرة للعوائل التي فقدت أبنائها دون ذنب، لا يمر يوم دون انتهاك الاحتلال بالشعب الفلسطيني، لقد صورت لقطات عديدة لأم تبكى وحيدها مرتمية فوق نعشه ببكاء حار، و هو مشهد قاسٍ متكرر، وأيضًا الطفل الذى أصابه الذهول بعد أن سقط أبوه على الأرض لإصابته برصاص الاحتلال. يقول طقاطقة .

"منذ اندلاع الحرب في  السابع من أكتوبر الماضى، يتعمد الاحتلال التنكيل بالأهالى في منطقة الضفة الغربية، وتركزت على فصل المحافظات عن بعضها البعض، كذلك البلدات التابعة للمدن الكبرى، وعلى سبيل المثال (بلدة بيت فجار تقع جنوب محافظة بيت لحم بالضفة الغربية ويلبغ عدد سكانها 17 الف نسمة ومحاطة بالمستوطنات الإسرائيلية، الاحتلال قام بفصلها بشكل كامل من خلال إغلاق البلدة بالسواتر والبوابات الحديدية ويمنع الخروج منها منذ 7اكتوبر"، يضيف طقاطقة.

أم فى وداع نجلها
أم فى وداع نجلها

 

ومن القصص التي وقعت بسبب هذا الإغلاق ولن أنسى قساوة تفاصيلها ،استشهاد شاب يبلغ من العمر 17عامًا ،لم يفعل اي شي يهدد آمن الاحتلال، قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بإعدامه أثناء اقتحام بلدة بيت فجار جنوبي "بيت لحم"، في السادس من نوفمبر الماضى، ومنعوا نقله إلى المستشفى عبر سيارة الإسعاف الفلسطيني؛ مما تسبب في استشهاده وكانت الإصابة برصاص متفجر بالرأس.

ومن المواقف المؤلمة، التي حُفرت بداخلى أيضا بسبب الإغلاق منع الاحتلال سيارة الإسعاف التابعة لبلدية "بيت فجار" من نقل سيدة حامل في حالة وضع، من مرورها لدى المدخل الرئيسي للبلدة لأكثر من ساعتين، وبعد جهود كبيرة تم التنسيق مع مركبة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من خارج البلدة للقدوم على مدخل البلدة، وتم نقلها من مركبة إسعاف بيت فجار إلى مركبة أخرى تابعه للهلال الأحمر، ووصلت المستشفى في حالة خطيرة.

نحن نتعرض لأبشع انواع الظلم ونمر بأصعب المراحل، وهناك عرقلة كبير لنقل الحالات الحرجة، والنساء الحوامل مرضى الغسيل الكلوى أيضاً.

قنابل بوجه العامين فى الاعلام
قنابل بوجه العامين فى الاعلام

 

وما يُدمى القلب أيضًا ـ يضيف "طقاطقة" ـ  شهادات الأسرى الذين كانوا قد اعتقلوا بعد الحرب على غزة، ثم أطلق سراحهم مؤخرا، شهادة الأسير خالد كميل من منطقة جنين، وأطلق سراحه الأربعاء الماضى، بعد اعتقاله مدة  أسبوعين ، يقول إنه تعرض لضرب المبرح، وحرمانه من أبسط حقوقه، قام جنود الاحتلال بتجريده من ملابسه ونومه عاريا على الأرض دون غطاء، ومنعه لأيام من الأكل، ثم السماح بالطعام مرة واحدة يومياً، وحرمانه من استخدام دورة المياه أيضاً، ويقول إنه والأسرى الذين كانوا معه، كانوا يتعرضون للتنكيل يومياً، والضرب داخل مراكز التوقيف، وتم الإفراج عنهم دون سابق إنذار، وتركوهم في مناطق خالية بعيدة عن المناطق السكنية .

فى ميدان العمل
فى ميدان العمل

 

يصف "طقاطقة" مخاوفه، قائلًا: تراودنى دائما مخاوف على عائلتى، فهم لا يكتفون باستهداف الصحفيين بل يقتحمون منازل عائلاتهم، أيضا أخشى القصف، فهناك زملاء كثيرون لى لم يسلموا من رصاص أسلحة الاحتلال، واستشهدوا وآخرون معتقلون وأماكنهم مجهولة،  وبعض من زملائى أُصيبوا بإصابات أدت إلى الشلل وبعضهم فقد بصره، ومنها إصابة الزميل معاذ عمارنة والذي فقد عينه اليسرى برصاصة الغدر.

لحظة تعرض الصحفى للاعتداء من قبل قوات الاحتلال
لحظة تعرض الصحفى طقاطقة للاعتداء من قبل قوات الاحتلال

 

وعن تحديات عمله وتأثير حرب غزة على الضفة ، يقول طقاطقة، إن التحديات التي أوجهها حاليا أكثر بكثير مما كنت أواجه منذ بداية العمل الميدانى؛ ورغم أن الاحتلال يتعامل مع الصحفيين الفلسطينيين بغطرسة وعنف دائما؛ ولكننا منذ حرب "غزة" نعيش أبشع مرحلة من الاعتداء و القتل والتعذيب، وهنا الضفة الغربية تتعرض لحملة اعتقالات يوميا بين النساء والأطفال والشيوخ والمرضى .

لقد أصبحت تلك الاعتداءات أشد ضراوةً بعد حرب "غزة"، وأيضا ازداد معدل الاستهداف المباشر لنا كصحفيين نعمل في الميدان من قبل جنود الاحتلال، وقد تم الاعتداء علي وزملاء لى أكثر من مرة أثناء التغطية الميدانية والمواجهات والاشتباكات، ويستخدمون القنابل المسيلة للدموع بلا هوادة .

يشير "طقاطقة" إلى إن استشهاد زميلنا المصور سامر أبو دقة بعد أكثر من 5  ساعات ونصف من إصابته مع زميله وائل الدحدوح، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليه بمكان إصابته وتركه لينزف بمحيط مدرسة فرحانة في خانيونس جنوبي قطاع غزة، هى جريمة حرب متكاملة الأركان لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لابد من فتح تحقيق دولي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، هذا خرق للقوانين التي تكفل حمايتنا، فهذه السترة التي نرتديها ومدون عليها"press" لم يعد لها فائدة ؛ فهى لاتحمينا..نتعرض للقتل والاعتداءات ومنازلنا تُنتهك.

ويصف طقاطقة مشاعره إزاء ما يحدث في غزة، قائلاً : الصدمة تسيطر علينا، ولا نستطيع النوم، فحجم الدمار الذي نراه في قطاع غزة مرعب، صور أشلاء الأطفال عالقة بالأذهان، ومشاهد الدماء حاضرة بأذهاننا دائما ، وصور النساء الحوامل وهن تحاولن النجاة بأجنتهن يُدمى قلوبنا، مشاهد الجثث العالقة تحت الأنقاض، لم نرَ جرائم مثل تلك التي تُرتكب في قطاع غزة، والأمر الأكثر خطورة الصمت الذى يخيم على المجتمع الدولى إزاء تلك المجازر.

ويطرح "طقاطقة" تساؤلات ربما لن يجد إجابات عنها طالما المجتمع الدولى أبقى على صمته:  لماذا تُهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها الأبرياء؟ ..بأى حق لماذا يُقتل الجنين والرضيع والطفل؟ ما الجُرم الذى ارتكبه؟ ..أين المنظمات التى تتشدق بحقوق الإنسان وتتعهد بحمايتها من المطالبة الفاعلة بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم؟

وجه "طقاطقة" في ختام حديثه، رسالة قالة فيها:" انقذونا..ساهموا في نقل أصواتنا للعالم حتى يستفيق .. فلم تُعد في فلسطين أية منطقة آمنة للصحفيين او المدنيين، ويتم استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة بكل الطرق..ورغم قساوة المشهد إلا أنان لن نترك الميدان إلى تُحرر أرضنا".

 

إحصائيات ضحايا العدوان منذ بداية الحرب

ـ عدد الشهداء في الضفة الغربية 268 شهيدا في الضفة (وزارة الصحة الفلسطينية)

ـ عدد الشهداء في قطاع غزة 19088 شهيد في غزة المصدر(وفق وزارة الصحة الفلسطينية )

ـ عدد حالات الاعتقال في فلسطين منذ 7 أكتوبر حتى  الآن بلغ  4400  حالة (وفق نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين)

ـ عدد الشهداء الصحفيين 89 صحفيا منهم 11 صحفية ( وفق نقابة الصحفيين الفلسطينيين)

 

غزة (1)
 

 

غزة (2)
 

 

غزة (3)
 

 

غزة (4)
 

 

غزة (5)
 

 

غزة (6)
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة