أسدلت الهيئة الوطنية للانتخابات الستار عن الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، بالأمس، بعد إعلان النتيجة النهائية، لتكتب مرحلة جديدة في تاريخ مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي فاز بمنصب رئيس الجمهورية لدورة رئاسية ثالثة وحاز ثقة الشعب المصري، في عرس ديمقراطي حقيقي عبر فيه 44.7 مليون ناخب مصري عن إرادتهم الحرة وصوتهم، مشهد امتزج بالتنوع والتعددية والتنافس من أجل النهوض بالوطن، في ظل تحديات جسيمة داخلية وخارجية، وصراعات وتوترات تشهدها المنطقة وتحيط الدولة المصرية من كل جانب، فجاءت الانتخابات الرئاسية المصرية معبرة عن التلاحم الوطني بين كافة أطياف المجتمع المصري في حالة تعكس الوعي الكبير لدى المواطن.
إن نسبة المشاركة التاريخية في الانتخابات الرئاسية والتي تجاوزت 66.8% إنما تعكس مدى اهتمام الشعب المصري العظيم بالمشاركة في الحياة السياسية ومدى إدراكه لطبيعة ودقة المرحلة والظروف الراهنة والأزمات والتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكأن الحشود والطوابير الانتخابية التي خرجت في الاستحقاق الانتخابي تقول للعالم إن مصر دولة كبيرة جدا لها مكانتها وقيمتها وتاريخها وحضارتها العريقة، وإن الجميع في مصر يقفون صفا واحداً في خندق الوطن وعلى قلب رجل واحد يدافعون عن وطنهم ويدعمون جهود الدولة لحماية الأمن القومي المصري، وإن إرادة الشعب المصري الصلبة صخرة تتحطم عليها كل المخططات والمؤامرات.
الحقيقة الدامغة أن المكسب في هذه الانتخابات للجميع ولصالح الوطن، والصورة العامة خرجت بشكل مشرف وراقي يليق بحجم الدولة المصرية أمام العالم أجمع، لانتخابات حرة نزيهة وشفافة شهدت كل المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية التي تابعتها بنزاهتها، انتخابات تاريخية وغير مسبوقة في التنظيم والمشاركة والنزاهة والحيادية والموضوعية في إدارتها، 4 مرشحين تنافسوا على حب مصر وخدمتها وقدموا حالة من التنافس الشريف الذي يخدم عملية التحول الديمقراطي وإثراء الحياة السياسية المصرية، في مناخ سياسي وطني مبشر بأن عملية الإصلاح السياسي في الجمهورية الجديدة تسير على الطريق الصحيح.
بالتالي الأمر لم يتوقف بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، بل يجب البناء على تلك الحالة الإيجابية واستثمارها من قبل الأحزاب السياسية بما يخدم الصالح العام للوطن والمواطن؛ وأرى أن أول خطوة يقوم بها المرشحون الذين لم يحالفهم التوفيق في الانتخابات الرئاسية هى تقديم برامجهم الانتخابية إلى الرئيس المنتخب الذي فاز وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهناك برامج تتضمن أفكاراً ومقترحات جيدة وإيجابية قد تخدم مصلحة الوطن حال تنفيذها، ويجب وضعها بين يدي الرئيس لدراستها والاطلاع عليها وبحث آليات تنفيذ ما يصلح منها للتطبيق في ضوء ظروف وإمكانيات الدولة المصرية.
الأمر الآخر؛ أنه على الأحزاب السياسية استغلال واستثمار المناخ الإيجابي الذي صاحب مرحلة إجراء الانتخابات الرئاسية ومن قبلها الحوار الوطني، بأن تسعى بكل جدية لتوسيع قاعدة انتشارها تواجدها وانخراطها في الشارع واحتكاكها بالجماهير والتعريف ببرامجها وأهدافها ومبادئها، وأن تستعد جيداً للخطوات القادمة وما سوف تشهده الحياة السياسية المصرية من استحقاقات انتخابية مستقبلاً لتكون جاهزة ومستعدة للمنافسة وإثراء الحياة السياسية، فالتنوع والتعددية والتنافسية يخلقون مناخا إيجابيا في صالح الوطن والمواطن.
ولا شك أن الدولة تحرص على تعزيز مسار الإصلاح السياسي في مصر وإثراء الحياة السياسية والحزبية وأن يتم تفعيل وتقوية دور الأحزاب السياسية، بما يساهم فى طرح الأفكار والتصورات والمقترحات التي من شأنها أن تساهم في تحقيق التنمية والنهوض بالدولة المصرية والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة واستكمال مسيرة البناء والتنمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة