حكايات زينب.. الضيف والولى.. اللى اتخطفوا فضلوا أحباب صاحيين فى القلب كإن ماحدش غاب.. مفارقات رحيل الضيف أحمد وعلاء ولى الدين بعد السفرية الأخيرة.. وكيف تشابهت حياة ابن العمدة مع حفيد الشيخ؟

السبت، 23 ديسمبر 2023 02:00 م
حكايات زينب.. الضيف والولى.. اللى اتخطفوا فضلوا أحباب صاحيين فى القلب كإن ماحدش غاب.. مفارقات رحيل الضيف أحمد وعلاء ولى الدين بعد السفرية الأخيرة.. وكيف تشابهت حياة ابن العمدة مع حفيد الشيخ؟ علاء ولي الدين والضيف أحمد
ترويها زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 وكأن الحياة أرادت أن تربط بينهما دون أن يلتقيا، وأراد الموت المباغت أن يعوض كل منهما عن سنوات عمره القليلة ويمنحه سنوات لم يعشها، فكتب لكل منهما حياة بعد رحيله، عاشها فى عيون وقلوب الملايين.

 
لم يعش الضيف أحمد وعلاء ولى الدين حياة طويلة، لم يفصح كل منهما عن كل مواهبه، لم يحقق أى منهما كل أحلامه أو حتى نصفها، باغتهما الموت فجأة فى منتصف الرحلة، فى أوج الشهرة، فى بدايات طريق المجد، لكنهما تشابها فيما صرفه الله لهما من القبول والمحبة والبقاء ما يتجاوز حدود العمر، جعل البسمة رفيقا لاسميهما، لكل طلة نراهما فيها، لكل خاطرة يخطران فيها بالأذهان، فما السر وراء هذه الهالة، وما العوامل المشتركة التى جعلتهما يتشابهان بالرغم من عدم التشابه فى الشكل والتفاصيل الظاهرية، وكيف حين تتأمل حياة كل منهما، تجد عددا من المفارقات التى يتشابهان فيها بصورة لافتة. 
 
رحلة الضيف وميلاد الولى.. بالرغم من أن الضيف أحمد الضيف المولود فى قرية تمى الأمديد عام 1936 سمى باسم جده، فإن هذا الاسم كأنه نبوءة لحياته القصيرة، فهو الضيف الخفيف على الدنيا لم يعش فيها سوى 33 عاما فقط، ولكنه ترك خلالها أثرا ومشاهد لا تنسى، هذا الفنان النحيل الهزيل ذو الوجه المنحوت والعينين العميقتين الذى كثيرا ما استخدم صفاته الجسمانية لإضحاكنا، وهو يجسد أدوار الشاب الذى يتفاخر بقوة جسدية لا يتمتع بها، ويحاول أن يوهمنا بأنه رياضى مرددا عبارة «العقل السليم فى الجسم السليم»، وحين تتأمل وجهه ونظرته الشاردة وعينيه العميقتين، تشعر بأننا لم نعرفه حقا ولم نكتشف ما يمتلكه من مواهب، وما يخطط له من أحلام، ولكن الوقت والعمر لم يسمحا له سوى بتقديم أقل القليل.
 
فى عام 1963 كان الضيف أحمد يخطو خطواته الأولى فى عالم الفن، يشارك فى مشاهد كوميدية قليلة فى أفلام «زقاق المدق، القاهرة فى الليل، منتهى الفرح»، كان يحلم بألا يقف عند مجرد هذه المشاهد الكوميدية، فالفنان الشاب المثقف متعدد المواهب ابن عمدة قرية تمى الأمديد دقهلية، وحفيد إسماعيل أفندى حسن عضو أول مجلس شيوخ، مصرى نبت حبه للفن فى قريته، وبدأ مشوار التمثيل من مدرسته الثانوية بالمنصورة، ثم جاء للقاهرة وهو يحمل أحلاما عريضة ومواهب كثيرة وثقافة واسعة، برزت مواهبه فى المسرح الجامعى مخرجا وممثلا، حين كان طالبا بكلية الأداب جامعة القاهرة، فكان رئيسا لفريق التمثيل، وأخرج عددا من مسرحيات الأدب العالمى منها «الأخوة كرامازوف»، وحصل على الميدالية الذهبية فى مسابقة كأس الجامعات، وبعد تخرجه شارك فى عدد من الأفلام بمشاهد كوميدية قبل أن يلتقى بجورج سيدهم وسمير غانم، ليكونوا فرقة ثلاثى أضواء المسرح أشهر فرق الستينيات.
 
 فى هذه الأثناء وفى أحد منازل الدرب الأحمر، كان سمير ولى الدين ابن محافظة المنيا، الذى يعمل بمصلحة الضرائب، يستقبل مولوده الأول علاء ولى الدين، قبل أن ينتقل بأسرته بعد عام واحد، وتحديدا عام 1964، إلى شقة أخرى بمصر الجديدة، لينجب فيها ابنيه الأصغر خالد ومعتز، وتصبح هذه الشقة ملتقى لأهل الفن بعد مشاركة الأب فى عدد من الأعمال الفنية.
 
وبينما كان الضيف أحمد الضيف محمد إسماعيل حسن حفيدا لإسماعيل أفندى حسن، عمدة تمى الأمديد وعضو أول مجلس نواب مصرى، وهو المجلس الذى تشكل فى عهد الخديو إسماعيل عام 1866، وبنى دار ضيافة الشرايفة لاستقبال ضيوف القرية، كان علاء سمير سيد ولى الدين حفيدا للشيخ سيد ولى الذى درس شريعة وقانون بالأزهر، والذى تبرع ببناء أول مدرسة ابتدائية فى قرية الجندية بالمنيا.
 
وفى عام 1964 وبينما كان علاء ولى الدين طفلا يحبو ولا يتجاوز عمره عاما، كان الضيف أحمد يخطو خطواته الأولى فى مشوار النجومية، حيث قدم مع صديقيه جورج سيدهم وسمير غانم اسكتش كوتوموتو بفيلم «آخر شقاوة»، إضافة إلى عدد من الأدوار التى رشحه فيها أستاذه فؤاد المهندس، الذى تعاون معه كثيرا أثناء الدراسة الجامعية، حيث كان المهندس يعمل موظفا مسؤولا عن النشاط الطلابى ورعاية الشباب بجامعة القاهرة، فشارك الضيف فى مسرحية أنا وهو وهى، كما شارك فى الفيلم الذى حمل نفس الاسم، لينطلق بعد ذلك فى طريق الشهرة والنجومية، خاصة بعد أن اجتمع الثلاثى جورج وسمير والضيف فى عدد من الأفلام الكوميدية، وقدموا عددا من الاسكتشات التى أحدثت نجاحا قويا، وتبنى موهبتهم المخرج الكبير محمد سالم الذى عرض عليهم أن يقدموا فقرات ثابتة فى برنامج أضواء المسرح، فقدموا العديد من الاسكتشات ومنها اسكتش «دكتور الحقنى»، وكان كل منهم يظهر وحده فى بعض الأدوار من وقت لآخر، ومنها مشاركة الضيف فى فيلم «عروس النيل» فى مشهده المميز رغم صغره وهو يقول شاردا «أنا ليه، أنا إزاى، أنا إمتى..انت جيت امتى؟ وقاعد كتير؟»، وكأنه يبحث عن إجابات بالفعل للكثير من الأسئلة التى تدور فى رأسه بل عن الحكمة من الحياة كلها، عن الأحلام والخطط والطموح، وعن نهاية كل ذلك، ولكنه رحل قبل أن يجد الإجابات.
 
وفى عام 1967، تأسست فرقة «ثلاثى أضواء المسرح»، وأصبحت من أقوى وأشهر الفرق، وقدم الثلاثى فوازير رمضان للتليفزيون والعديد من المسرحيات الكوميدية والاسكتشات الغنائية، ومن أبرزها «طبيخ الملائكة، زيارة غرامية، الرجل اللى جوز مراته»، وأصبحوا ورقة رابحة فى السينما، وشاركوا فى العديد من الأفلام، ومنها «الأصدقاء الثلاثة، الزواج على الطريقة الحديثة، 30 يوم فى السجن، شاطئ المرح»، كما شاركوا فى عدد من المسلسلات التليفزيونية، وكانوا فقرة ثابتة فى كل الحفلات المهمة فى مصر والعالم العربى.
 
وفى كل هذه الأعمال، كان الضيف أحمد القائد الفنى والعقل المفكر للفرقة، وتجاوز دوره مجرد الممثل الكوميدى خفيف الظل وصاحب الحضور، ولكنه كان يقوم بدور المخرج والمؤلف، وصانع الإيفيهات والمواقف الكوميدية، وإضافة إلى ذلك كان له بعض التجارب كمؤلف فقط، ومنها كتابة فيلم «ربع دستة أشرار» الذى قام ببطولته فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى وشويكار.
 
كان الضيف يسابق الزمن، وكأنه يعلم أنه لا يملك وقتا طويلا، وأن عمره لن يسع أحلامه الكبيرة، وصفه الكاتب الكبير محمود السعدنى فى كتابه «المضحكون» قائلا: «كانت الطبيعة سخية معه، فأعطته كل ما يجعل الرجل المضحك محبوبا»، وأثنى على تجربته وثقافته وموهبته ووصفه بأنه مثل نهر النيل العظيم.
 
ومع كل هذا النجاح الذى حققه الضيف وفرقة الثلاثى، كان مرتبطا بشكل كبير بقريته وعائلته، كان والده آخر عمدة لتمى الأمديد، وتولى العمودية من سنة 1937 وحتى 1956، حيث تحولت القرية إلى مركز بعد هذا التاريخ، وبالرغم من أنه كان الابن الأوسط بين 8 إخوة وكان ترتيبه قبل الأخير بينهم، فإن بيته فى القاهرة كان مفتوحا لإخوته وأبناء عائلته وقريته، ممن جاءوا للدراسة أو العلاج أو العمل، وكان شديد الارتباط بوالدته التى عاشت معه فترات طويلة، كما عاشت مع أرملته بعد وفاته لسنوات طويلة، وورث عنها الضيف خفة الظل، واشتهرت فى العائلة بحفظ القرآن والأحاديث النبوية والأمثال الشعبية وبعض أبيات الشعر.
 
وقبل رحيله بأربع سنوات وتحديدا عام 1966، تعلق قلب الضيف بفتاة تعرف عليها عند زيارة إحدى قريباته، وتزوجها عام 1967 وعاش معها أجمل وآخر سنوات عمره، وظل بيته مفتوحا يستوعب كل أقاربه، وعاشت والدته معه وكان يصطحب زوجته فى كل مكان، أثناء التصوير والسفر والحفلات، واكتملت فرحته عندما أنجب ابنته الوحيدة رشا أثناء تصوير فيلم «شاطئ المرح».
 
كان فيلم «لسنا ملائكة» الذى عرض عام 1970 آخر أفلام الضيف أحمد، وفى هذا الفيلم يتضح تطور أدائه ويظهر فيه قدرته على أداء المشاهد التراجيدية.
 
السفرية الأخيرة.. وفى العام نفسه وقبل رحيله بأيام، سافر الضيف إلى الأردن مع سمير وجورج، حيث شاهدوا فى عمان العرض الأول لفيلم المجانين الثلاثة، واستقبلته الجماهير أروع استقبال، وبعد عودتهم إلى القاهرة توجه الضيف إلى منزله بشوق شديد لزوجته وطفلته، التى لم تتجاوز عاما ونصف العام، والتى أحضر لها العديد من الهدايا، كما أحضر هدايا لزملائه وأصدقائه، وفى الساعة التاسعة مساء، ذهب إلى المسرح لإجراء البروفة الأخيرة على مسرحية «الراجل اللى جوز مراته»، التى كان يخرجها ويشارك بالتمثيل فيها، ويؤدى مشهد رجل ميت ينام فى تابوت، ورغم علامات الإرهاق التى ظهرت عليه تحامل على نفسه، ثم غلبه التعب فعاد إلى منزله، وقد بدا الإرهاق على وجهه وشعر بالاختناق وبآلام فى الصدر، فاتصلت الزوجة بأكثر من طبيب وبالإسعاف، وعندما فشلت محاولاتها، اتصلت ببوليس النجدة، وقبل أن يصل حمل الجيران الضيف للمستشفى، وفى الطريق صعدت روحه إلى بارئها ليصدم الملايين من محبيه وزملائه، ويترك زوجته الشابة وابنته الرضيعة وأمه المكلومة وجمهوره العريض.
 
فى هذه الأثناء، كان علاء ولى الدين يبلغ من العمر 7 سنوات، يجمع أقاربه وجيرانه الأطفال فوق سطح منزله ويمثل ويقلد ويخرج ويوزع الأدوار، تعجبه الأعمال الكوميدية التى يقدمها ثلاثى أضواء المسرح، ويداعب شقيقيه خالد ومعتز مكونا معهم ثلاثى فنى فى المنزل، وكان والده الفنان سمير ولى الدين محبوبا بين زملائه فى الوسط الفنى بعد مشاركته فى عدد من الأعمال الفنية فكانوا يجتمعون فى منزله، ومنهم عادل إمام ومحمود المليجى وفريد شوقى وغيرهم من عمالقة الفن، وتعد لهم والدته الأطعمة التى يحبونها، حيث كانت معروفة بمهارتها فى الطبخ، وكان علاء يذهب مع والده إلى الاستوديوهات والتليفزيون، ومن خلال هذه النشأة تعلق بالفن منذ طفولته.
 
 لم يكد علاء ولى الدين يبلغ سن 14 وشقيقيه خالد ومعتز بعمر 11 و9 سنوات حتى بدأت أولى صدمات العائلة بوفاة الوالد بشكل مفاجئ، كما أشار شقيقه معتز ولى الدين فى حوار لـ«اليوم السابع»، حيث كان مريضا بالسكر، وتوفى وعمره 48 عاما، وأصبح علاء رغم صغر سنه رجل البيت وعائل الأسرة، وعمل فى مطاعم وفنادق وتنقل بين العديد من الأعمال لمساعدة والدته فى الإنفاق على الأسرة مع متابعة دراسته، واعتبرته والدته رجلها وسندها فى الحياة، ورفضت الزواج رغم صغر سنها.
 
نفذ علاء الذى ورث مرض السكر عن والديه، منذ كان فى المرحلة الثانوية، وصية والده بالحصول على شهادة جامعية قبل أن يتجه للتمثيل، ورغم رغبته فى الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، فإنه التحق بكلية التجارة، وبعد حصوله على البكالوريوس، سعى للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، ولكنه رفض أكثر من مرة، وعندما سأل عن السبب، قال له أحد أعضاء اللجنة: «ماتنفعش تمثل روح اشتغل بلياتشو فى سيرك»، لكن علاء تمسك بحلمه والتحق بأكاديمية نور الدمرداش.
 
بدأت صداقة علاء ورفاق جيله محمد هنيدى وعلاء مرسى وأشرف عبدالباقى وصلاح عبدالله ومحمد الصاوى، عندما تقابلوا فى كافتيريا معهد الفنون المسرحية، وكان كل منهم يساعد الآخر، فرشحه صديقه الفنان محمد الصاوى لنور الشريف فى فيلم أيام الغضب، وكانت نقطة الانطلاق، عندما شارك فى مشاهد بفيلم «الإرهاب والكباب» مع الزعيم عادل إمام، وبعدها انطلق فى مشواره هو وأبناء جيله مع النقلة التى حدثت فى السينما بسبب فيلم «إسماعيلية رايح جاى»، وما حققه من نجاح وإيرادات أكسبت هذا الجيل مزيدا من الثقة والنجومية، وقدم علاء ولى الدين فيلمى «عبود على الحدود، والناظر»، وحققا نجاحا كبيرا، وتأثر بوالدته فى تقديم شخصية جواهر بفيلم الناظر، حيث قلد حركاتها وطريقتها وكلامها.
 
كان علاء ولى الدين يتمتع بشعبية ومحبة كبيرة، ليس فقط بين جمهوره وبعد شهرته، ولكن فى منطقته وبين عائلته وأصدقائه وزملائه وأهل قريته فى المنيا، التى كان يحرص على زيارتها ليذهب إلى أكثر المناطق فقرا لمساعدة أهلها.
 
 «كان دائما عنده إحساس بأنه «هيموت بدرى»، واشترى مدفن قبل وفاته بـ6 أشهر، وقبل سفره الأخير إلى البرازيل لتصوير فيلمه الذى لم يكتمل «عربى تعريفة»، ذهب لأداء العمرة وأحضر معه عطرا ومسكا للغسل وأعطاه لأخيه خالد، وقال له: «لما أموت غسلونى بيه».. هكذا تحدث معتز ولى الدين عن أواخر حياة شقيقه، وأضاف: «علاء كان متدين وصوفى ويعشق آل البيت، ويزور الأولياء الصالحين متخفيا حتى لا يتجمهر حوله الناس، وعمل أكثر من عمرة، واصطحب أمى معه، وكان له ورد يومى لا ينام إلا بعد أن يقرأه حتى فى أشد فترات انشغاله، وحتى فى أوقات التعب كان دائما مبتسما». 
 
يحكى عن وفاة شقيقه: «لم تكن هناك مقدمات تشير إلى أنه يوشك على الموت، رجع ليلة عيد الأضحى من البرازيل بعد تصوير 18 دقيقة من الفيلم، وصلى الفجر والعيد، وبعد ذبح الأضحية دخل لينام، وبعد دقائق اكتشفنا وفاته».
 
وهكذا رحل علاء ولى الدين فى فبراير 2003 ولا يتجاوز عمره 40 عاما، بعد ساعات قليلة من عودته من السفر، مثلما رحل الضيف أحمد بعد ساعات من عودته من الأردن، وأحضر كلاهما حقيبة هدايا لزملائه رحل قبل أن يوزعها، وكانت وفاته صدمة هائلة لجمهوره وزملائه.
 
أم الضيف وأم علاء.. وكما تشابهت حياة الضيف أحمد وعلاء ولى الدين، تشابهت أيضا مأساة وحياة والدة كل منهما، فبينما ذاقت أم الضيف أحمد مرارة فقد الابن أكثر من مرة، فقبل وفاة الضيف بسنوات رحل شقيقه الأكبر صلاح فى سن الشباب، فكانت الصدمة الأولى للأم التى كانت تجد السلوان عند ابنها المقرب الضيف أحمد، فأقامت فى بيته بالقاهرة وجمعتها علاقة قوية بزوجته وارتبطت ارتباطا كبيرا بابنته رشا، وكانت الصدمة الكبرى حين رحل الضيف بشكل مفاجئ أمام عين والدته، التى تحملت هذه الصدمة بصبر كبير، وأصرت على البقاء فى بيت ابنها وإلى جوار ابنته وأرملته الشابة، التى رفضت الزواج بعده وتفرغت لتربية ابنتهما، وبعد سنوات قليلة رحل لطفى، الشقيق الأصغر للضيف، فكانت الصدمة الثالثة للأم الثكلى التى فجعت فى ثلاثة من أبنائها فى ريعان شبابهم، أما والدة علاء فكانت صدمتها مفجعة بوفاة سندها وأقرب أبنائها، ولم تصدق أنه رحل فظلت لسنوات حتى وفاتها تجهز الغداء وتناديه- كما أكد ابنها معتز- وكانت مصيبتها الثانية، حين رحل ابنها الثانى خالد وزوجته بعد سنوات قليلة من وفاة علاء فى حادث سيارة نجا منه ابنهما يوسف، وبعد هذا الحادث تدهورت صحة الأم التى لم تتحمل صدمة رحيل ابنيها، فرحلت وهى تنادى اسم علاء عام 2010. 
 
هكذا تشابهت حياة الضيف أحمد وعلاء ولى الدين، هكذا باغتهما الموت ولكن عوضهما الله بمحبة وبقاء بعد الرحيل، وكأنه ينطبق عليهما تماما أبيات الخال عبدالرحمن الأبنودى فى قصيدة «يامنة»
 
أول ما يجيك الموت.. افتح
أو ما ينادى عليك.. إجلح
 إذا جاك الموت يا وليدى
 موت على طول..
اللى اتخطفوا فضلوا أحباب
صاحيين فى القلب
كإن ماحدش غاب
 
3
 

33
 
p.8









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة