يضع بعض الرجال على قلوبهم شريحة تحتوى على ذاكرة السمكة، ما إن يلتفت أحدهم عن حبيبته ينسى أنه مرتبط فيميل قلبه لأخرى، ما إن يتركها حتى يميل قلبه لثالثة وهكذا؛ فهم فى الحقيقة ضحايا للذاكرة، إنهم ينسون ليس أكثر.
هؤلاء "المعذورون" يتنقلون بين القلوب وبنسخ مكررة من الكلام المعسول والعهود والعواطف الجياشة، كأنهم يقولونها لأول مرة، اتفقنا أنهم ينسون، ليس لنا إلا أن ندعى لهم بالشفاء العاجل الذى لا يغادر سقما.
المشكلة أن هؤلاء "المرضى" لا يعترفون بمرضهم، فالاعتراف بالداء يجلب الدواء ويسرع الشفاء، يا "معذورين"، نحن بدورنا ندعى لكم لكن عليكم أن تساعدوا أنفسكم لعل الله يشفيكم، وإلا سيأكل المرض ويشرب معكم طوال حياتكم.
على الجانب الآخر، هناك نوعية من النساء تمتلك ذاكرة سمكية، تجلب لنفسها الأذية، فبعد أن تتناول السمكة الطعم من السنارة تعود إليها مرة لتجد سنًا مدببًا ينغرس فى فمها وثوان معدودة وتكون قد فارقت الحياة وهى فى شنطة الصياد، بالهنا للآكلين.
هكذا بعض النساء تعتقد أن اليد الأولى التى مُدت إليها حبا وشوقا يستمر طوال الوقت بنفس الحماسة والحنية، فتعاود المسكينة مد يدها مرة أخرى للمصافحة لكنها تصطدم بأن اليد الممدودة لها من جديد تلتقطها لتوقعها أرضًا، كأنها حلبة لمس أكتاف، لم تعرف أن المرة الأولى كانت طُعما، هكذا نظرية السمكة والذاكرة العاطفية والصياد؛ دمتم بخير.
