يبدو أن التداعيات الكبيرة لعملية "طوفان الأقصى"، والتي يرجع تاريخها إلى السابع من أكتوبر الماضي، لم تقتصر على العدوان العسكري، الذي يشهده قطاع غزة، وإنما تمتد إلى تأثيرات مباشرة على سلوك الإسرائيليين، في ظل مخاوف كبيرة جراء تكرار مثل هذه العمليات، مع عجز حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن التعامل معها.
ففى تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف عن دراسة تؤكد ارتفاعا كبيرا في عدد الإسرائيليين الذين يستخدمون الحبوب المنومة والحشيش والكحول والأدوية المسببة للإدمان منذ العملية، وهو ما يحمل آثارا عقلية بعيدة المدى على الإسرائيليين.
ورصدت الدراسة ارتفاعا ملحوظا في استهلاك المواد المسببة للإدمان بعد بداية الحرب، حيث أشار 16% من المشاركين إلى زيادة طفيفة في تعاطي النيكوتين، بينما أشار 10% إلى زيادة في استهلاك الكحول، وأبلغ 5.5% عن زيادة في تعاطي القنب، كما شهد استخدام العقاقير الطبية التي قد تؤدي إلى الإدمان ارتفاعا كبيرا، مع زيادة استخدام المهدئات بين 11% من المشاركين، والحبوب المنومة بين 10%، ومسكنات الألم بين 8%.
التقرير ليس الأول من نوعه، فهناك تقارير أخرى جاءت لتعكس التداعيات الكبيرة لطوفان الأقصى على الإسرائيليين، منها ما رصدته دراسة أجرتها جامعة يافا، بأن 60% من المجتمع الإسرائيلى بات يعانى من اضطرابات التوتر الحاد، بعد عملية طوفان الأقصى.
وقالت سفيتلانا فيزالينسكى المشرفة على الدراسة من جامعة يافا، لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن المعدل المذكور من حالات التوتر الحاد غير مسبوق عبر مختلف الحروب التى دخلتها إسرائيل.
وأوضحت الدراسة أن المصابين بالتوتر الحاد الذين تعنيهم الدراسة هم من غير المتأثرين مباشرة بالحرب، إذ لم يسقط أحد أقاربهم بين القتلى أو تعرضت ممتلكاتهم للدمار ضمن عملية طوفان الأقصى.
وذكرت الدراسة أن من أعراض التوتر الحاد: "الاكتئاب، والكوابيس، ومحاولات الهروب من الواقع، وأعراض جسدية كتسارع ضربات القلب وكثرة إفراز هرمونات التوتر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة