ازدواجية المعايير بين غزة وأوكرانيا.. وول ستريت: دول الغرب وصفت قصف البنية التحتية بأوكرانيا بجريمة حرب ودعمت حرمان إسرائيل لغزة من المياه.. الخلاف حول من المسئول سبّب تعاطفا انتقائيا.. والإنسانية الخاسر الأكبر

الأحد، 03 ديسمبر 2023 04:00 ص
ازدواجية المعايير بين غزة وأوكرانيا.. وول ستريت: دول الغرب وصفت قصف البنية التحتية بأوكرانيا بجريمة حرب ودعمت حرمان إسرائيل لغزة من المياه.. الخلاف حول من المسئول سبّب تعاطفا انتقائيا.. والإنسانية الخاسر الأكبر الوضع فى غزة
كتبت نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زادت الاتهامات للولايات المتحدة وحلفائها بأنهم يتعاملون بمعايير مزدوجة تجاه الصراعين فى أوكرانيا وغزة منذ أكتوبر الماضى، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

يشكل ارتفاع أعداد الشهداء فى حرب غزة تحديا استراتيجيا للغرب الذى وضعوا دعمهم لأوكرانيا ضمن "إطار أخلاقي"، وهو ما أصبح حتى مشكلة معترفا بها داخل واشنطن.

وأصبحت أوكرانيا وغزة محور النقاش العالمى وفى السياسية الأمريكية، حيث تسبب ردود الفعل المتناقضة فى اتساع الفجوة بين الديمقراطيات الغربية وبقية الدول، بعد أن أدت الاتهامات المتبادلة بالمعايير المزدوجة إلى تأجيج المشاعر.

فى بداية الحرب الأوكرانية فر الملايين من المدنيين حيث الجسور المدمرة والمبانى المهدمة بسبب القصف الروسى، وفى مشاهد مشابهة شهدت غزة موجات نزوح جماعى للفلسطينيين من شمال القطاع بسبب القصف الإسرائيلى.

وفقا لوول ستريت جورنال، بطبيعة الحال مثلما لم يبدأ الصراع فى أوكرانيا فى عام 2022 وله جذور تاريخية مع روسيا، فإن الصراع فى إسرائيل الذى بدء فى السابع من أكتوبر أيضا كذلك حيث يوجد تاريخ من العنف الإسرائيلى الفلسطينى يعود إلى حركة الاستيطان الصهيونية فى القرن التاسع عشر، حيث طرد مئات الآلاف من الفلسطينيين مما يعرف الآن باسم إسرائيل عندما تأسست الدولة اليهودية فى عام 1948.

وبحسب الصحيفة هناك أوجه تشابه أساسية بين الحربين الأول، حجم معاناة المدنيين، حيث سقط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، والثانى، المأزق المشترك الذى يعيشه الملايين من الأوكرانيين والفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكرى.

ويشير التقرير إلى تواجد استقطاب حول "من يتحمل المسؤولية عن كل حرب؟" لتظهر موجة من الغضب والتعبئة السياسية الخاضعة لولاءات جيوسياسية، الأمر الذى تسبب فى نوع من "التعاطف الانتقائي"، ليصبح المدنيون الأوكرانيون والفلسطينيون والإسرائيليون مثل "أسلحة فى معركة أيديولوجية أكبر داخل المجتمعات الغربية، وبين الغرب والمنافسين مثل الصين وروسيا.

 

الإنسانية أولا
 

أعربت المحامية الأوكرانية المعنية بحقوق الإنسان والحاصلة على جائزة نوبل للسلام، أولكسندرا ماتفيتشوك، عن أسفها لما يحدث، وقالت فى تصريحات للصحيفة الامريكية: "إن فكرة الإنسانية لم تصبح بعد أساسية لسياسة الدولة، وقبل كل شىء لتفكيرنا.. عندما يناقش الناس الحرب فى الشرق الأوسط، فإن السؤال الأول: إلى أى جانب تقف؟ ولكن يجب علينا أن نقف مع الإنسانية"

وتابعت: "كل حياة لها قيمة، حياة فى إسرائيل، وحياة فى فلسطين، وحياة فى أوكرانيا".

وقال السيناتور الديمقراطى، كريس كونز: "هناك قلق من أن الولايات المتحدة تستنكر ما اتخذته روسيا وتقول إنها غير مقبولة وغير مسموح بها، ومع ذلك لم تكن فعالة فى غزة".

وقالت وول ستريت إن الهجوم الذى نفذته المقاومة الفلسطينية، فى 7 أكتوبر، يمثل أكبر خسارة فى أرواح اليهود منذ المحرقة، وهو ما دفع قادة الولايات المتحدة وأوروبا إلى تقديم دعم فورى وغير مشروط للحملة العسكرية التى تشنها إسرائيل مع تذكير باتباع القانون الإنسانى الدولى، من دون أى تحذير علنى من العواقب إذا تجاهلتها إسرائيل.

وفى غزة أبلغت الأمم المتحدة عن مقتل حوالى 15 ألف شخص، فيما تقدر الأمم المتحدة أن عدد المدنيين الذين قتلوا فى أوكرانيا بـ10 آلاف قتيل مشيرة إلى أن الرقم أكبر

وتقول الصحيفة أن القادة الغربيين الذين وصفوا الاستهداف الروسى لمحطات الطاقة وشبكات المياه الأوكرانية أنها "جريمة حرب" هم من أيدوا التحركات الإسرائيلية لحرمان سكان غزة من الكهرباء ومياه الشرب والوقود.

وقالت وول ستريت انه على الرغم من أن فصائل المقاومة تريد أو تسعى إلى "قتل أو طرد جميع اليهود الإسرائيليين" وأن روسيا تريد محو الدولة والثقافة الأوكرانية، إلا أن أوجه التشابه هذه "معيبة"، إذ تحاول أوكرانيا استعادة أراضيها المعترف بها دوليا، وعلى النقيض تحافظ إسرائيل على احتلالها العسكرى للأراضى الفلسطينية، حيث تواصل عملية توسيع المستوطنات فى الضفة الغربية.

وحتى مع تحكم المقاومة بقطاع غزة، تعتبر الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر أن القطاع أرض محتلة إذ أن إسرائيل تحتفظ بالسيطرة الشاملة على الحدود والمياه والمجال الجوي.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة