دندراوى الهوارى

يدافعون عن فلسطين بـ«الرومانسية».. والفصائل منقسمة.. ثم يتهمون مصر بالتقصير!

الأحد، 03 ديسمبر 2023 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مبدئيا، تعالوا نعلى من شأن العقل واستخدم أدوات المنطق فى تناول القضايا كافة، وانطلاقا من ذلك، تعالوا نقر حقيقة ناصعة، أن السياسة لا تعترف بالعلاقات الرومانسية، وترديد عبارات الحب، وتبادل نظرات الولع والعشق، وإسداء الوعود الحالمة، وبناء القصور من الرمال على الشواطئ الجميلة، وترديد قصائد نزار قبانى ومحمود درويش، وغناء عبدالحليم حافظ وكاظم الساهر!
 
وتعالوا أيضا نقر حقيقة أن الذى دفع الثمن غاليا فى الدفاع عن القضية الفلسطينية هى مصر، بالأرواح والدم، حيث قدمت أكثر من 120 ألف شهيد، وبالمال عندما خاضت حروبا على حساب تنميتها وازدهارها، كما بُح صوت قياداتها ومؤسساتها المعنية طوال العقود الماضية، وحتى كتابة هذه السطور، بضرورة لم شمل البيت الفلسطينى، وإجراء مصالحة شاملة جامعة بين الفصائل والأطياف السياسية كافة، ولكن تلكؤ الجميع وتغليب مصالحهم الخاصة فوق المصلحة الفلسطينية العليا، ساهم فى استعار إسرائيل، ورفض كل مبادرات السلام، بحجة مع أى فصيل تجلس وتتباحث لحل القضية؟!
 
الفلسطينيون منقسمون على أنفسهم وفشلوا فى توحيد صفوفهم، وكل فصيل يحكم قطعة من الأرض، فكيف لشعب منقسم ومتشرذم على نفسه إلى فصائل وجماعات وتنظيمات، وعدم توحدهم على هدف سياسى واحد لاستعادة أراضيهم، أن يطالبوا شعوبا أخرى بالتحرك وإعلان الحرب على إسرائيل وأمريكا؟!
 
ورغم ما قدمته مصر من أرواح ودماء ودعم مادى وسياسى ودبلوماسى، واعتبار القضية الفلسطينية قضية القاهرة الأولى، لا تترك حدثا إقليميا أو عالميا إلا وزجت بأوراق القضية على طاولته، إلا أن كل ذلك قوبل بجحود ونكران فى كثير من الأمور، ويا ليت الأمر اقتصر على الجحود والنكران، وإنما فصائل غلبت مصالح جماعات فوق مصالح الدولة المصرية، وحاولت العبث بأمنه واستقراره، ومحاولة التسخيف والتسفيه والتشكيك من قدرات الجيش المصرى، وهم أنفسهم الذين يطالبون بزج الجيش المصرى فى أتون نار دون استعداد حقيقى وترتيب أوراق، فقرارات الحرب لا تندلع بالرومانسية دون حسابات دقيقة وتقديرات الموقف، محليا وإقليميا ودوليا!
 
مصر فقط، الدولة الوحيدة التى تعاملت بشرف وضحت بالغالى والنفيس من أجل القضية الفلسطينية، وحملت لواء إقامة الدولية الفلسطينية ولم ترتضى أن تستعيد كامل أراضيها إلا بعد استعادة كل الأراضى الفلسطينية التى احتلتها إسرائيل فى 1967، وبدلا من أن تناصع منظمة التحرير الفلسطينية وباقى المكونات السياسية، لصوت العقل، والجلوس على طاولة المفاوضات جنبا إلى جنب مصر، رفضوا، واتهموا مصر بالخيانة، والتخلى عن القضية، ورضخوا لحملة التجييش ضدها وقاطعوها!
 
مكر التاريخ بعد ما يقرب من 45 عاما أعاد الحق لأصحابه، ومن كان يتهم مصر بالخيانة وبيع القضية، يعضون الآن أصابع الندم على عدم الانصياع لصوت العقل، وأن مصر الكبيرة الشريفة العفيفة، كانت صادقة، وتتمتع ببعد نظر وحنكة ونضج وخبرات عميقة، تأسيسا على حضارتها وتاريخها الملتصق بوجود الكون، فهى أول دولة فى التاريخ وقعت معاهدة سلام، منقوشة على جدران معابدها، ومدونة على أوراق البردى، وهناك نسخة تحتفى بها الأمم المتحدة. 
وطوال السنوات الماضية، بذلت مصر، ممثلة فى قيادتها الحالية جهودا مضنية لتوحيد الفصائل الفلسطينية المتشرذمة، وإسداء النصائح المخلصة، بأن الفرقة تضعف من مواقفهم، إلا أن كل هذه الجهود لم تؤتى ثمارها بسبب تعنت عجيب وغريب من الفصائل، فتمزقت القضية، وانقسم القرار الفلسطينى على نفسه، وغاب الوعى، ومع ذلك يطالبون بوحدة الصف العربى للوقوف خلف القضية الفلسطينية، وهو مطلب حق، ولكن ينقصه أن الفصائل نفسها منقسمة ومتشرذمة، فكيف تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم! 
 
نعم.. الوضع صعب، لكن ما آلت إليه الأوضاع فى فلسطين كان بمحض إرادة الفصائل، لعدم توحدهم والبحث عن مصالح ضيقة، بعيدا عن المصلحة العليا لفلسطين كوطن، الجميع يبحث عن مغانم، رغم أن فلسطين محتلة!
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة