يؤدي الإعلام المصري الصادق دوره المنوط به بآليات عمل منظمة؛ حيث تقوم فرق الإعلام على جمع البيانات والمعلومات عن قضية ما بواسطة أدوات مختلفة موثوق فيها، وهذه البيانات والمعلومات لها طابع كمي، أو كيفي، مكتوبة أو مصورة أو مسجلة، ويتم انتقاء البيانات والمعلومات المرتبطة بالقضية محل التناول بدقة والتي تشغل الرأي العام المصري، وفي ضوء معايير متعارف عليها، تبدأ بالرجوع للمصادر الرسمية بالدولة، وتعمل على تشخيص الواقع، يتخلله تحديدٌ دقيقٌ لنقاط القوة بغرض دعمها، وحصر لنقاط الضعف أو المشكلات بغرض علاجها.
وما تناولته جلسة الأكاذيب في فقرة برنامج من يسمى بالإعلامي عمرو أديب، ومن يوسم بأنه باحث ويدعى سمير غطاس، إنما تحمل جملة من الافتراءات والتقولات التي لا تمت للحقيقة والواقع بصلة، كما تحمل سياجًا من الأكاذيب والأباطيل والادعاءات المقيتة ضد الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية، وهذا ما تعشقه أبواق الخزي والعار ومنصات الجماعات الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار بالوطن الحر.
وهذا الكذب البواح يتنافى مع ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني، الذي أعدته نقابة الإعلاميين وفقا لأحكام القانون 93 لسنة 2016 الخاص بإنشاء النقابة، والذى نشر بالجريدة الرسمية في عددها رقم "287"، الصادر بتاريخ 20 ديسمبر لسنة 2017، يعد الخريطة الصحيحة لمسار الإعلام، والتي تتوافق مع استراتيجية الدولة المصرية (2030) بصورة إجرائية، باعتبار أن الرسالة الإعلامية ينبغي أن تؤكد على الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، ومسؤوليتها نحو دفع الجهود نحو التنمية المستدامة في وطننا الغالي.
إن الدولة المصرية ذات سيادة وتدير مقدراتها وتتحكم في حدودها بشكل مطلق، ولا تتقبل أن يملي عليها كائن من كان أية إملاءات، وهذا يدحض كذب الباحث غير الصادق في قوله الذي أشار فيه أن إجراءات عودة المصريين من قطاع غزة إلى مصر عبر بوابة رفح التي تديرها مصر يسبقها الحصول على إذن من الجانب الإسرائيلي؛ فالناظر لحجم المساعدات التي تدخل والسماح لمزدوجي الجنسية بدول الأراضي المصرية ييقن كذب المقولة والافتراء على الإدارة المصرية.
وتؤكد المهنية الإعلامية في صورتها الصحيحة على أمر مهم، يتمثل في إشاعة الحب ورأب الصدع بين أطراف النزاع إذا ما كانت قضيتهم واحدة؛ لكن الإعلامي المأجور أعطى الفرصة لضيفه صاحب الزيف والكذب البواح أن يعضد الانقسام بين الفلسطينيين في سياق حديثه، كما أنه ردد أكاذيب متوالية حول آلية خروج المواطنين المصريين من غزة، مدعيًا أن سفارة مصر لدى رام الله تنسق مع إسرائيل في هذه العملية الخاصة بسفر المصريين من القطاع، وأغفل حقيقة مفادها أن التمثيل الدبلوماسى المصرى فى الأراضى الفلسطينية يعمل وفق ضوابط وقوانين الدولة المصرية ويقتصر تنسيقه وعمله فقط مع وزارة الخارجية.
وفي سياق متصل يعاب على عمرو أديب أنه تجاهل ميثاق الشرف الإعلامي وما تضمنه من المبادئ العامة، والحقوق، والواجبات، ومدونة السلوك المهني للأداء الإعلامي، والتي تستوجب صورة صريحة حتمية رجوعه إلى مصادر الدولة الرسمية للوثوق من صدق المتحدث، وأن المتحدث يتكلم عن بينة وشاهد ودليل؛ فتلك هي حرفية الإعلامي؛ حيث في مقدرته وبراعته في الحصول على المعلومات والبيانات من مصادرها الرسمية، وليس على افتراءات وأكاذيب مفضوحة للسامع والمشاهد؛ فهذا سفور إعلامي يوصف بالمقيت.
إن جملة الأكاذيب بهذا البرنامج دحر بشكل صريح ماهية المهنية الإعلامية واستبدلها بتصريحات وأكاذيب خسيسة تريد النيل من هيبة الدولة وتقلل من جهود القيادات المصرية تحت إشراف إعلامي يفتقد للمهنية بصورة تامة؛ فمصر دولة مواقفها لا مزايدة حولها، وسيادتها قائمة ولن تسمح بتهديد أمنها القومي.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.