مهنة العمل الإعلامي ليست بالأمر الهين، إذ أنها تتطلب إدراكا حقيقيا بالمسئولية في توضيح وكشف الحقائق عبر المنابر الإعلامية المختلفة، فلدينا رموز استطاعوا عبر تاريخهم الإعلامي رفع الوعى وتوسيع مدارك الفهم وعرض القضايا بطريقة موضوعة صحيحة، بناء على معلومات موثقة ومن مصادر رسمية، وخصوصًا ما إذا كانت تتعلق بالأمن القومي ومصلحة الوطن.
ولكن ما نشهده خلال الوقت الحالي على يد الإعلامي عمرو أديب ينسف كل ما يتعلق بالمهنة والوطنية معًا، فقد تعود على الترويج للشائعات بأسلوب مفتعل لا يتبعه إلا هو، ظنًا أن ذلك من صميم المهنية الإعلامية وأداة لجذب المشاهدين، فمؤخرًا روج لأكاذيب لا يعلم مصدرها إلا هو، مما يؤكد أنها أكاذيب لا يراد بها إلا بث الفتنة، وزعزعة الشأن المصري الداخلي والخارجي.
فما ذكره الإعلامي عمرو أديب يدل على أن هناك جهلا بمواقف مصر ومكانتها العظيمة عبر التاريخ، إلى جانب عدم اتباع القواعد المهنية الصحيحة في ترديد معلومات غير صحيحة منسوبة لجهة أو أفراد لا يتمتعون بصفة رسمية، وهو ما يخالف العمل الإعلامي.
ولتوضيح الأمر قال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن مكتب التمثيل المصرى لدى السلطة الفلسطينية فى رام الله، والقطاع القنصلي بوزارة الخارجية، يتلقيان أسماء والوثائق الخاصة بالمواطنين الراغبين فى العودة إلى أرض الوطن، حيث يتم إعداد كشوف تفصيلية بها لموافاة السلطات المصرية المعنية بها تمهيداً لتسليمها للقائمين على معبر رفح الحدودى من الجانبين المصرى والفلسطينى لتسهيل عملية عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضى المصرية.
فما تم ترويجه عبر برنامج الإعلامي الشهير عمرو أديب ما هو إلا حملات ممنهجة ومفتعلة لترويج الشائعات ضد مصر، للتأثير على استقرارها، ولكن هذا لا يجدى نفعًا، لأن الشعب المصرى يقف خلف قيادته السياسية الحكيمة في جميع القضايا، ويمتلك الوعي الكافي بدور الدولة المصرية تجاه أبنائها في الداخل والخارج، بخلاف دفاعها وتضامنها منذ عام 1948م مع القضية الفلسطينية، كما نرى جميعًا خلال الأيام الماضية موقفها الحاسم دفاعًا عن الشهداء والجرحى من أجل نصرة قضيتهم، والحرص على توفير كافة المساعدات الإنسانية للوقوف مع الشعب الفلسطيني.
ومن يستطيع أن ينكر دور مصر في حماية شعبها داخليًا وخارجيا؟ ومن يستطيع أن ينكر موقفها تجاه الأشقاء العرب؟ ومن يستطيع أن يراهن على حب مصر في قلوبنا؟ ومن يستطيع أن يغير موقفنا تجاه قيادتنا السياسية الحكيمة؟ لا أحد يستطيع وستظل مصر دائمًا رغم أنف كل حاقدٍ أو حاسدٍ أو مُستَغِلٍ أو مُستغَل، كما قال إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.. حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وجيشها.. تحيا مصر