وكان من بينهم، مغنية الراب الشابة السنغالية أومى جاى والشهيرة باسم OMG، نشطت فى العمل المناخى بعدما دمر ارتفاع منسوب مياه البحر موطن أجدادها فى بارجنى شرق العاصمة السنغالية داكار، وتتعاون حاليا مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) لمناصرة القضايا الإنسانية فى منطقة الساحل، وتشارك فى مشروع (ساحلي) مع خمسة فنانين آخرين من المنطقة، حيث أطلقوا معا مقطوعة موسيقية يتم تقسيم عائداتها بين الفنانين المساهمين والصندوق الإنسانى لغرب ووسط أفريقيا الذى يديره مكتب الأوتشا.
ووصفت جاى، المأزق المتزايد الذى يمر به أقرانها فى الوطن، أنه يؤدى ارتفاع درجات الحرارة ومستويات سطح البحر إلى تدمير سبل العيش والمنازل، مما يزيد الفقر والعنف والهجرة، والشباب يجازفون بالسفر عن طريق البحر من أجل تحسين وضعهم" المعروفة بالهجرة غير الشرعية ويفقد بعضهم حياتهم، الأمر الذى يشكل مأساة لفى مجتمعاتهم ومستقبل بلدانهم.
فيما تتجه الأنظار فى مؤتمر المناخ فى دبى صوب التأثير الإنسانى لأزمة المناخ، حيث أطلق مكتب الأوتشا حسابا للعمل المناخى كوسيلة إضافية لتمويل الاستجابات الإنسانية للكوارث المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات والجفاف والعواصف والحرارة الشديدة، وبناء القدرة على الصمود، وسيكون الحساب الجديد جزءا من الصندوق المركزى لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة الذى يديره مكتب الأوتشا والذى يصرف ما بين ربع إلى ثلث تمويله بالفعل على مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ.
وشددت جويس مسويا، نائبة منسق الأمم المتحدة للإغاثة فى حالات الطوارئ، خلال جلسة تسريع العمل المناخى التى عقدت على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) بالامارات، على أهمية زيادة هذا التمويل، فوفقا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، يعيش نحو 3.5 مليار شخص، أى ما يقرب من نصف البشرية، فى مناطق معرضة بشدة لآثار تغير المناخ.
وطبقا لتقرير "متحدون فى العلوم" الذى تقوده المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن تكلفة الظواهر المناخية الشديدة مذهلة، حيث أشار التقرير الذى نشر فى وقت سابق من هذا العام أنه بين عامى 1970 و2021، تسببت حوالى 12 ألف كارثة مرتبطة بالمناخ فى خسائر اقتصادية بقيمة 4.3 تريليون دولار - معظمها فى البلدان النامية.
ومن أجل دعم البلدان الضعيفة فى مواجهة أسوأ عواقب التغيرات المناخية، تم تفعيل صندوق الخسائر والأضرار فى افتتاح مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، والذى كانت الدول قد وافقت عليه فى مؤتمر الأطراف السابع والعشرين فى شرم الشيخ، ويعتبر هذا أول إنجاز كبير لمؤتمر دبى وتم الترحيب به باعتباره أداة رئيسية لحقيق العدالة المناخية.
وأشارت تقارير إلى التعهد بأكثر من 650 مليون دولار حتى الآن لتمويل الصندوق، وشدد المدافعون عن المجتمعات الضعيفة المشاركون فى المؤتمر على ضرورة ضمان استفادة الأشخاص الأكثر تضررا من التمويل، فإنه يمكن للكوارث المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات أن تؤدى إلى مجموعة من المشاكل الصحية.
نظمت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وشركاؤهما فعالية خلال المؤتمر سلطت الضوء على المدافعات عن النساء من المجتمعات المتضررة، مؤكدة أن هناك أكثر من 110 ملايين شخص حول العالم نزحوا قسرا من منازلهم، وتُضطر نسبة متزايدة منهم للفرار بسبب المخاطر المناخية.
ووصفت جويل هانجى، من منظمة المنتدى العالمى للعمل المدنى، التحديات التى واجهتها أثناء إقامتها فى مخيم كاكوما فى كينيا كلاجئة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، قائلة:" أن الافتقار إلى الوصول الموثوق والمستدام إلى الكهرباء كان من بين أكثر الأمور إلحاحا، وهو واقع يواجهه أكثر من 94 فى المائة من النازحين، ويمكن تخفيفه من خلال زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة".
وأضافت خلال كلمتها : "الظلام يعنى أنك لست آمنا وتتعرض لكثير من المخاطر، لقد رأيت العديد من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من اغتنام الفرص التى يمكن أن تغير حياتهم فقط بسبب عدم توفر الكهرباء، وأنها حاليا على تغيير هذا الواقع للنازحين، والمساعدة فى تحسين اتصالهم بالإنترنت ودعم التحول إلى خيارات الطهى النظيفة".
كما دعا الناشطون فى مجال المناخ إلى التحول إلى "عمل إنسانى أكثر شمولا وابتكارا" يستفيد من تجربة النازحين فى تطوير الحلول وتساعد على "إنهاء دائرة الاعتما" ومنهم بيرنهارد كواتش، رئيس برنامج تسريع الابتكار التابع لبرنامج الأغذية العالمى الذى أكد أن "الابتكارات يمكن أن تظهر بارقة أمل أيضا على المدى القصير وتثبت أن التغيير ممكن الآن".
وقال بيرنهارد:" أن هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمار فى الابتكارات عالية التأثير التى يمكن أن تساعد فى تخفيف العواقب الأكثر خطورة لتغير المناخ، ومن الأمثلة على ذلك مشاريع برنامج تسريع الابتكار التى تستخدم التأمين الخاص لصالح المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، أو تمكنهم من اتخاذ قرارات للتكيف مع المناخ، استنادا إلى صور الأقمار الصناعية والذكاء الاصطناعى، إلى جانب قروض التمويل الصغيرة للمزارعات ورائدات الأعمال الأكثر تضررا من الكوارث المناخية واللواتى يتم استبعادهن من الحصول على تمويل تقليدي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة