سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 ديسمبر 1882.. التحقيقات في "المؤامرة الحليمية" تكشف خطة الأمير حليم شقيق إسماعيل باشا للجلوس على كرسي الخديوية بخلع الخديو توفيق

الأربعاء، 06 ديسمبر 2023 02:02 م
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 ديسمبر 1882.. التحقيقات في "المؤامرة الحليمية" تكشف خطة الأمير حليم شقيق إسماعيل باشا للجلوس على كرسي الخديوية بخلع الخديو توفيق الخديو توفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رواد حلم الجلوس علي كرسي الخديوية الأمير حليم، شقيق الخديوي إسماعيل، في حال نجاح الثورة العرابية بقيادة أحمد عرابي في خلع الخديوي توفيق من كرسي العرش الذي شغله بعد عزل والده إسماعيل باشا، فدبر "حليم" الأمر في سرية تامة بواسطة شخصيات معدودة، وكان المال سلاحا فعالا فيها بالإضافة إلي وسائل أخري، حسبما يأتي في كتاب "كيف دافعنا عن عرابي وصحبه"، تأليف المحامي الإنجليزي "برودلي"، ترجمة "عبدالحميد سليم".
 
تولي "برودلي" مهمة الدفاع عن أحمد عرابي ومعه قادة الثورة العرابية أثناء محاكمتهم أمام المحكمة العسكرية بعد فشل الثورة، ويكشف في كتابه أسرار كثيرة عما دار في الكواليس وقتئذ حول مجريات محاكمة عرابي ورفاقه ومن ضمنها ما عرف تاريخيا باسم "المؤامرة الحليمية"، نسبة إلي الأمير حليم.
 
يذكر "برودلي" أن "حليم" وأخته رأيا أن تبنيهما لأفكار عرابي وثورته من شأنها أن تقربهما  إلي طموحهما الذي إن نجح سيعودان من مقر إقامتهما في تركيا إلي مصر، ويتولي "حليم" السلطة فيها، علي أكتاف "الحزب الوطني" وهو الحزب الذي أسسه أحمد عرابي، ونتيجة لذلك صار أمرا بالغ الأهمية لهما أن يدخلا في نوع من المفاوضات مع الزعماء الوطنيين لضمان الوصول إلي هدفهما، ووجد "حليم" ضالته في "عثمان باشا فوزي" الوكيل العام للأميرة زينب (ابنة الخديو إسماعيل) في القاهرة، وأؤتمن علي جس نبض عرابي وإخوانه.
 
تغير حال "عثمان باشا" بعد اتصال الأمير حليم به، يؤكد برودلي:"صار عثمان باشا (التركي الأصل) من تلك اللحظة وطنيا متحمسا في كل المظاهر، ولم يكن هذا بكاف، إذ كان هناك أمر ضروري تماما علي عثمان باشا القيام به وهو أن يبحث عن وسيط يمكن الاعتماد عليه ليقوم بدور الوساطة في المفاوضات مع رؤساء الحزب الوطني، وكان "حسن موسي العقاد" هو هذا الوسيط".
 
يذكر "برودلي" أن حسن موسي العقاد كان منفيا في السودان، وعاد من منفاه قبل اندلاع الثورة العرابية بشهور، ونادي علانية بولائه لأحمد عرابي، ويراه "برودلي" قائلا :"لم يكن حسن موسي لا أكثر ولا أقل من مغامر سياسي شديد الذكاء، له عين حادة يبصر بها الفرصة السانحة، وكان ذا عزم قوي لتحويل التعقيدات القائمة إلي أحسن تيسير مستطاع، وبالرغم من أنه كان رجلا له أساليب خطيرة، إلا أنه كان يتطلع إلي السياسات علي أنها وسيلة لزيادة ثرواته، وكان نقطة ضعيفة في درع عرابي".
 
بعد أن اطمأن "عثمان فوزي" إلي أنه وجد حسن موسي العقاد وسيطا، بدأت المراسيل بين الأمير حليم من تركيا بعثمان فوزي في مصر الذي كان بدوره ينقل ما فيها من أخبار وآراء ومطالب إلي "حسن موسي"، وكانت الخطابات بشفرة يعجز أي حد أن يفك طلاسمها، يؤكد "برودلي" أن عرابي لم يكن يعلم أي شيء عن هذه الصفقة"، ولم تكن له علي الإطلاق في أي فترة من فترات حياته أي اتصالات أوعلاقات مع الأمير حليم، أو بأي شخص من الأشخاص الآخرين الذين لهم اهتمامات في مؤامرة القصر"، وحين تم القبض علي "عرابي" وقادة الثورة، بحثت جهات التحقيق وكان اسمها "قومسيون التحقيق" عن أي دليل يثبت عندهم هذه القضية التي اعتبروها "خيانة عظمي".
 
يذكر "برودلي" أن جهات التحقيق عثرت علي الخيط في بيت "حسن موسي" بالقاهرة، فأثناء تفتيشه وجدوا أوراقا كثيرة عبارة عن خطابات مكتوبة بنوع من الشفرة طريف جدا، كانت "فيها أسود ونسور وزهور وعندليبات، وشخصيات تاريخية، امتزجت في خلط لا أمل في كشف ما وراءه، ويؤكد "برودلي":"وسط كل هذه الحثالة من الأوراق، وجدت قائمة طويلة لكمبيالات بمبالغ ضخمة تلقاها حسن موسي من عثمان باشا فوزي، وبعد العثور عليها، اضطر "موسي" و"فوزي" إلي توكيل "برودلي" كمحامي لهما، وذهب إلي كل واحد منهما في زنزانته ليستمع إليهما، وكان هم كل منهما أن لا ينكشف سر هذه الكمبيالات.
 
بدأ "قومسيون التحقيق" في مواجهة الاثنين، 6 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1882، يؤكد برودلي: "من كافة الأشخاص الذين مثلوا أمام التحقيق خلال مباشرتهم أعمالهم، كان حسن موسي أكثرهم ذكاء إلي حد كبير وأقلهم اختلاطا، التزم موقف الجهل التام أو الموقف المتروي، التزم في إجابته من البداية إلي النهاية بعبارة :"أنا لا أتذكر"، رفض علي الإطلاق الإجابة علي أية أسئلة محرجة أوتورطه هو نفسه أو أي شخص آخر".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة