هناك فرق بين «الهبد» الجاهل وبين المعلومات المدسوسة والمغسولة، فالهبيد عادة يريد كسب لايكات أو مشاهدات فيبذل الغالى والنفيس و«الاستربتيز» ولديه استعداد لتقديم أكثر الفقرات استعراضا وبهلوانية ليجذب الجمهور، وهؤلاء يعملون لصالح أنفسهم وأرباحهم بصرف النظر عما يقدمونه، ومن هؤلاء من يمكن توظيفه واستعماله، لتوظيف الهبد لصالح أى طرف جاهز للدفع.
أما منصات وتنظيمات الإخوان، فهؤلاء يخوضون معركة ضد الدولة والشعب، بوضوح ويضعون أنفسهم وتنظيمهم فوق كل شىء. ويستأجرون نوعا من المرتزقين، يوظفونهم للقيام بدور وظيفى على طريقة من يستأجرون قتلة محترفين لاغتيال خصومهم، وهناك نوع ثالث لديه استعداد لتقديم خدماته لمن يدفع، يصدر ما يسميه مهنية بينما يقدم فقرة «البهلوان» ليسلى الجمهور ويخدم مموليه بكل إخلاص، فإذا انتهت المصلحة ينتقل العطاء الى أى «كيس».
وبالرغم من أن تنظيم الأكاذيب يفشل فى عمله طوال سنوات، يحتفظ الممولون بنفس الكتائب رهانا على تحقيق نتائج، واعتادت منصات التمويل طوال سنوات إطلاق الشائعات والأكاذيب والخوض فى بالوعات الضجيج الفارغ، من دون نتيجة.
منصات الكذب اعتادت عملا روتينيا فى إنتاج أكاذيب تفتقد للمنطق، يكررون نفس الطريق ويريدون نتائج أفضل، والطريق إنتاج أكاذيب غير محبوكة وتفتقد إلى المنطق والعقل والحد الأدنى من التماسك، يوزعونها على اللجان لصنع «حالة»، وطبعا يصيبهم الهياج ويتصرفون بهستيريا مع كل نجاح يحققه المصريون، وقد فشلت كل حملاتهم الممولة بمئات الملايين.
أصاب الحضور الواسع للمصريين فى انتخابات الخارج فريق «كل واشكر» بالهياج بعد أن بذلوا جهودا على مدى أسابيع فى ترويج العكس، وعجزوا عن إنتاج أى أكاذيب فلجأوا إلى الحيلة القديمة فيديوهات من دول أخرى أو أحداث أخرى يعيدون إنتاجها رهانا على أن هناك من يصدق هذا العبط، وكالعادة ظهروا فى صورة العبيط الكذاب.
ومع هذا يكررون الفعل وينتظرون نتائج أخرى، يستأجرون لجانا يدفعون لهم ليشتموا ويهاجموا ويروجوا الهراء التافه لتنظيم فشل فى السلطة وفشل فى المعارضة وفشل فى كل شىء، وتحول إلى التسول العالمى والعمل فى خدمة أى جهاز أو أى تمويل وهذا باعتراف من خرجوا عنهم وتمردوا على المنصات والقنوات ذات الرائحة، وبعضهم أصبح مجرد ممسحة لهذا الجهاز أو ذاك ليضمن التمويل والإقامة. ويحرص كل منهم على عرض أكثر إضحاكا أو جذبا أو بهلوانية حتى يحظى برضا الممولين، ومع هذا فشل البهلوانات فى عروضهم وانصرف عنهم الجمهور.
نفس الأمر مع أحداث غزة، حيث تصر منصات إنتاج الكذب على إطلاق تحليلات وتفسيرات واختراع فيديوهات أو تركيب أصوات على صور، ليبرروا ويروجوا أكاذيبهم، فشلوا فى تسويق كذبهم للتقليل من دور الدولة المصرية، وكان تحول مصر إلى قبلة لدول العالم ومركزا للمواجهة والحل، عاملا فى مضاعفة الهستيريا والهرش لدى منصات الكذب.
اعتدنا على مدى سنوات أن نعمل ولا نهتم بمنصات وقنوات، تنشر الشائعات وتخترع الأكاذيب، لأنهم يقومون بوظيفة يحصلون مقابلها على رواتب وينفذون تعليمات الممول، أيدوا الإرهاب وحرضوا على قتل المصريين، وكانوا يحتفلون بكل عملية إرهابية، واليوم اتضح أن تنظيم داعش كان هدفه انتزاع أرض لإقامة دولة خلافة وهمية يتم تسليمها خالصة لصالح تصفية القضية الفلسطينية، والآن يتضح أن داعش كان يعمل لصالح مخططات التهجير وإعادة التوطين ولما هزم داعش فى مصر تراجع فى كل المنطقة واختفى التنظيم إلى حين.
ومن كان يؤيد داعش ويشكك فى قدرة الجيش المصرى على مواجهته وهزيمته خسروا الرهان، وهم أنفسهم الذين روجوا أن مواجهة الإرهاب هى قمع وإخلاء وإبعاد لأهالى سيناء، روجوا لهذا بهدف إحباط المصريين، وهم أنفسهم الذين روجوا لصفقات وهمية تم حسم موقفها بخطوط حمراء وبحسم لا يقبل المناقشة، يسقطون فى كل مرة، ومعهم تنظيمات «الحشرات الإلكترونية».
وإذا كان هذا حال تنظيم الإخوان، وهذا حالهم وهدفهم، العداء والحقد والكراهية والطائفية، فإن هؤلاء أولهم وآخرهم معروف، فاشلون وممولون، لكن الجديد هو ما ينطلق من منصات «البهلوانات الجدد»، ممن يسعون إلى تمرير معلومات وتقارير مغسولة، مثل ما روجه «المفكس» غطاس مع «بهلوان الحكاية»، حيث اخترع هبدة لا علاقة لها بالعقل او المنطق، وصمت عنه «البهلوان»، وهى ليست المرة الأولى التى يسعى فيها للتلاعب والإيحاء والمبالغة، وتوظيف العين والحاجب، على طريقة القرداتى، والهدف صناعة حالة من الشك، أو تمرير أكاذيب وشائعات، وسط كلام يبدو جادا وهو مجرد «هجص». وهو دور معروف لنموذج «القرداتى» الذى يصفق فى كل «مولد» ويعمل لصالح جهات وأطراف غامضة.
وطبعا هناك فرق بين طالب لايكات وفلوس ومشاهدات وبين طالب «دولارات» لا يشبع ولا يتخلى عن دور القرداتى، صاحب الوجوه والجنسيات المتعددة، وفى النهاية يذهب كل هؤلاء إلى «المخلفات» وتنتصر الحقيقة على كل البهلوانات، الغاطس والكاذب والبهلوان.