أثناء تدشين فعاليات المعرض الدولي للصناعات العسكرية- ايديكس 2023- صباح الاثنين الماضي في دورته الثالثة على أرض مصر وأمام الرئيس عبد الفتاح السيسي راعي المعرض، وبحضور حشد من كبار الضيوف الدوليين من كبار العارضين والشركات العالمية في مجال التسليح والصناعات الدفاعية والأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ..وقف الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع ليلقي كلمة من المهم للغاية قراءتها بشكل جيد وعدم تمرير رسائلها في كل اتجاه دون التوقف أمامها
الكلمة كانت في غاية القوة والوضوح تحذيرا للأعداء وكل من يحاول المساس والاقتراب من السيادة المصرية وتهديد الأمن القومي المصري، وتنبيها للأصدقاء والأشقاء من خطورة الأوضاع وضرورة اتخاذ مواقف واضحة ومحددة، ثم تطمينا للشعب المصري على جيشه وقواته المسلحة القوية والقادرة على الردع وحماية مقدرات الوطن في البر والبحر في ظل ظروف بالغة الحساسية والتعقيد تمر بها المنطقة والعالم.
نتوقف أمام أهم ما جاء في كلمة وزير الدفاع :
- لابد للسلام من قوة تحميه وتؤمن استمراره فعالمنا اليوم ليس فيه مكان للضعفاء وهذا واقع نشهده جميعًا. فنحن نعيش في عالم لا يحترم الا الأقوياء
-أن القوات المسلحة ستظل حارسًا وحاميًا لهذا الوطن محافظة على أمنه واستقراره، ساعية لامتلاك القوة لدحر أي عدوان على أرض مصر الغالية في تعاون وثيق مع الدول المحبة للأمن والسلام، وأنه ليس أمامها من سبيل إلا بالأخذ بأسباب العلم والقوة والتحلي بالمبادئ السامية التي تحفظ للأمم والشعوب وحدتها واستقرارها لنحافظ جميعا على حاضرنا ومستقبلنا.
- القوات المسلحة المصرية كانت ولا تزال الحصن الأمين لمقدرات هذه الأمة، فعلى الدوام سعت لامتلاك أحدث منظومات التسليح للحفاظ على أمن الوطن وسلامته في عالم يموج بالصراعات، واضعة نصب أعينها أن من يمتلك مفاتيح القوة هو القادر على صنع السلام.
-لا وجود للتنمية إلا بتوافر الأمن والاستقرار
-مصر كانت ولا تزال نقطة التلاقي لكافة شعوب الإنسانية المحبة للخير والسلام من أجل توحيد الجهود واحتواء وتيرة الصراعات لإرساء السلام وصياغة حاضر مشترك ننعم فيه بالعيش الآمن المبني على المحبة وتحقيق المصالح المشتركة.
الكلمة جسدت ما سعت وتسعى اليه مصر وخاصة في السنوات العشر الأخيرة لامتلاك وتوطين صناعة السلاح محليا، الى جانب الشراكات والتعاون الدولي مع الدول الصديقة والحليفة، وهو المشروع الحلم الذي بدأ من 70 عاما الذي استمر دون توقف رغم بعض التحديات والعثرات ورغم ذلك أثبت قدرة كبيرة على تصنيع وتطوير سلاحنا سواء بأيادي مصرية 100% أو بالتصنيع المشترك مع دول آخرى من خلال الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي وما يتبعها من حوالي 16 مصنعا ضخما وبنية تحتية تكنولوجية وتصنيعية وبشرية على أعلى مستوى.
الصناعة العسكرية في مصر هي الأكثر أهمية في العالم العربي عبر الشركات والهيئات المملوكة للدولة، وهي الأقوى في الشرق الأوسط ويغطي انتاجها كافة الاتجاهات والاحتياجات من دبابات وصواريخ جوية ومركبات وعربات مدرعة وذخائر وأسلحة المشاة الخفيفة ومصر تضخ استثمارات ضخمة في هذا المجال، وحققت مصر تقدما كبيرا في مجال صناعة السلاح وتسابق الزمن للوصول الى معدلات أعلى في الإنتاج والتصدير ومواكبة التطورات والتقنيات الحديثة في مجال التسليح. ومصر تستهدف من الصناعة المحلية هو تأمين الحاجات الفعلية المصرية وقت السلم أو الحرب لجيشها وخدمة الأمن القومي المصري.
المعرض الذي يقام في مصر منذ 6 سنوات ويحظى باهتمام ورعاية القيادة السياسية، كان كاشفا أمام العالم لحجم التطور الذي وصلت اليه مصر في صناعة السلاح ودخولها نادي الكبار في صناعة الفرقاطات البحرية و الطائرات الحديثة بدون طيار
الفرقاطة الجبار وراجمة الصواريخ رعد 200 أكبر دليل على التطور وتكثيف التوطين لصناعة التسليح في مصر في العشرية الأخيرة. ومن بين المعروضات الذخائر الجوية، والتي كانت تستورد في الخارج، وأصبحت الآن تصنع في مصر، بتصميم مصري 100%، وهذه القنابل الجوية تتراوح أوزانها ما بين 500 إلى 2000 رطل، وقدرتها على اختراق التحصينات الخرسانية حتى 180 سم، وكانت تستورد من الخارج سابقا، ومن ثم تم توفير الكثير من العملة الأجنبية. ولمجرد العلم والتذكير فان مصر تنتج محليا، مسدسات حلوان، وسلاح كلاشينكوف، ومجموعة من طائرات التدريب، المدرعة "فهد"، وعائلة مدرعات "تمساح" متعددة الفئات. بالإضافة إلى تصنيع دبابات أبرامز الأمريكية بنسبة تتخطى 90%. ودخول عالم الرادات وتصنيع رادار ثلاثي الأبعاد للإنذار المبكر بمدى 450 كيلومترا، صنع محليا بالكامل، وهو في مستوى الرادارات العالمية، وتأتي أهميته كونه يمثل بوابة مصر الجديدة نحو امتلاك تكنولوجيا تصنيع الرادارات.
ونجح الجيش المصري أيضا في إنتاج أول رشاش متعدد، يطلق 900 طلقة في الدقيقة الواحد، بكفاءة تعادل الرشاش المستورد، دون مساعدة فنية من دولة أجنبية.
وتمكنت مصر أيضا ولأول مرة تصنيع أول طائرة مسيرة من إنتاج مصانع طائرات الهيئة العربية للتصنيع، وهي من طراز "نوت"، المجهزة لمهام الاستطلاع أو التدريب، حملت اسم "30 يونيو"، وهي طائرة استطلاع وتنفيذ مهام قتالية محدودة تصل سرعتها إلى 218 كم في الساعة، ويمكنها البقاء في الجو لمدة 60-70 ساعة.
كما تصنع مصر طائرات التدريب "ka 8" الصينية، بعد حصولها على ترخيص من الشركة الصينية بتصنيعها محليا.
رسالة المعرض في حضور الرئيس السيسي وكلمة وزير الدفاع والمفاجآت المصرية في إنتاج السلاح والكشف عن التطور الجديد كان مطمئنا للمصريين ومحذرا للأعداء أو من تسول له نفسه من محاولة الاقتراب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة