ثمة اعتمادٌ كلى ورئيسٌ فى التسليح العسكرى على الدول المتطورة فى هذا المجال، ودول العالم بغض النظر عن اقتصاداتها تنفق على هذا الأمر؛ بغض النظر عن مدى تأثير هذا الإنفاق على مجالات التنمية المختلفة؛ لتتمكن من الدفاع عن مقدراتها وتحقق ماهية الأمن القومى فى بُعده العسكرى والأمنى على السواء.
وفى المقابل تمارس الدولة المنتجة والمصدرة للسلاح العسكرى شروطها وتفرض إملاءاتٍ بعينها على الدول المستوردة للسلاح، كما تمارس ضغوطًا وسياساتٍ سلبيةً حال تعارض المصالح مع دولٍ أخرى، يضاف لذلك التنافس الواضح بين الدول المصدرة للسلاح، كون هذا الأمر يشكل موردًا رئيسًا لميزان مدفوعاتها.
وهناك العديد من المتغيرات التى يصعب تناولها تجعل استيراد الأسلحة أمرًا يشكل معوقاً ومقيداً لحرية الدول فى سياساتها الداخلية والخارجية؛ إذ تفرض الدول المصدرة على المؤسسات العسكرية والأمنية وضعياتٍ نسميها بكل صراحةٍ بالتنازلات سواء ارتبطت بالحرية أو إرادة التصرف، وصولًا للتنازل عن قسطٍ من السيادة الخاصة بالدولة.
وبفضل القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية الرجل الشجاع صاحب الرؤية الثاقبة والبعيدة المدى تحقق حلم المصريين؛ فصارت مصر نحو نهضةٍ مكتملةٍ فى أركانها وأبعادها؛ فنالت الصناعات العسكرية اهتمامًا بالغًا؛ فهناك الهيئة العربية للتصنيع المصرية قاطرة الصناعة والتى تشكل إحدى ركائز الصناعة العسكرية.
ومن ملامح التطور الصناعى العسكرى المصرى وبرعايةٍ مباشرةٍ من القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى أقيم المعرض الدولى للصناعات الدفاعية (إيديكس 2023) فى دورته الثالثة والذى نظم فى الفترة من (4 – 7 ديسمبر) بمركز مصر الدولى للمعارض والمؤتمرات الدولية بمشاركة البارزين من شركات التسليح والصناعات الدفاعات والأمنية على المستوى الإقليمى والعالمي.
لقد استندت رؤية القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على تعضيد الأمن القومى المصرى بصناعاتٍ عسكريةٍ تجعل الدولة فى موقف قوةٍ تحافظ على أمنها وآمانها وتعزز من قدراتها العسكرية والأمنية، وتخرجها من حالة العوز لحالة الاستقلال التام، وصولًا لمرحلة التصدير للدول الأخرى.
وتحمل فعاليات المعرض الدولى الثالث للصناعات الدفاعية والعسكرية (إيديكس 2023) العديد من الرسائل والتى منها الإرادة والتحدى؛ فمصر بقيادتها السياسية الحكيمة تسير على الطريق الصحيح وتحقق إنجازاتها بخطى ثابتةٍ وواضحةٍ فى ضوء معدل الأداء المرسوم والمخطط لها برغم التحديات الكبرى التى تحدق بالمنطقة والعالم بأسره.
وكأن لسان الحال يقول للمدعين ومروجى الشائعات الخبيثة أن مصر تمتلك الصناعة العسكرية فى صورتها الاحترافية والمتنوعة؛ فكثيرًا ما أشيع بأن مصر لا تستطيع أن تصنع رصاصةً؛ فها هى تتخطى كل التوقعات وتنافس كبرى الدول فى المنتجات العسكرية وتواصل تقدمها وريادتها فى هذا المجال مما أعلن منه وما لم يعلن.
لقد أخذ القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية على عاتقه مسئولية تطوير وتسليح المؤسسة العسكرية الدرع الحامى للدولة المصرية، واهتم بتزويدها بأفضل الخبرات، وأمدها بأحدث الأسلحة المتطورة، ليس بغرض الاستخدام وحسب، بل ليطلع الخبراء فى المجال على كل ما هو جديدٌ؛ لتبدأ رحلة التصنيع التى أبهرت الحاضرين بالمعرض الدولى الثالث للصناعات الدفاعية والعسكرية.
إن رسالة الدولة المصرية واضحةٌ من خلال هذا المعرض؛ إذ تؤكد أنها دولةٌ تمتلك قرارها السياسى، ولديها المقدرة التامة فى الدفاع عن نفسها ودحر أى تهديداتٍ تحاك بها، ولا تقبل تدخلاتٍ وإملاءاتٍ خارجيةَ فى شئونها، ومن ثم تمارس دورها السياسى على المستوى الخارجى بكفاءةٍ وشفافيةٍ ونزاهةٍ منقطعة النظير.
ومن الرسائل المهمة لمعرض (إيديكس 2023) تعضيد المكانة الإقليمية والدولية للدولة المصرية العظيمة؛ فتلبية الاحتياجات العسكرية والمتعلقة بالصناعات الدفاعية أمرٌ يحقق الاكتفاء الذاتى، ويوجه للاستثمار فى المجال، ويغير من معادلات الضغط الخارجي؛ لتصبح معادلات توازن فى القوى على كافة المستويات؛ فمن يمتلك الصناعة العسكرية يمتلك قطعًا مستلزمات التشغيل وأدواته المختلفة من ذخائرٍ وقطع غيارٍ وغيرها.
ومنطق القوة التى يبرهن عنها معرض (إيديكس 2023) يؤكد على أن تحالفات الدولة المصرية من منطلق قوةٍ من كافة النواحى، سواء على مستوى القدرات البشرية صاحبة الكفاءة القتالية المتميزة أو ما يشمل الترسانة العسكرية المتطورة والتى شغل منها التصنيع المحلى قسطًا متنوعًا فى القتال البرى والبحرى والجوى، بما يحفظ الأمن القومى المصرى بصورةٍ متكاملةٍ.
والتصنيع العسكرى له مراحلٌ يدركها ويفقهها خبراء المجال، ورسالةٌ معرض (إيديكس 2023) أكدت على أن الدولة المصرية بفضل الله ورعاية القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية قد وصلت إلى مرحلة التصنيع الذاتى التى تشمل البحث والتصميم والإنتاج للأسلحة والمعدات فى ضوء تكنولوجيا متقدمةٍ، وتلك مرحلةٌ تضمن نجاح واستمرارية التصنيع المحلى العسكرى الذى نفخر به جميعًا.
حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر.
