تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير يحيى حقى الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم التاسع من ديسمبر عام 1992 وقد عاشت أعماله مثل "قنديل أم هاشم" و"البوسطجي" لتبقى ركنا أساسيا في الذائقة المصرية الأدبية.
وقد قال عنه أحمد المدينى في كتابه "النحلة العاملة": أو صناعة الكاتب العربي أن يحيى حقى اتجه تدريجيًّا إلى صياغة سجل أدبي غير مسبوق، هو ما سيمثل في العقود الأولى من القرن العشرين النسيج المستحدَث في الأدب العربي، ممثلًا في أجناس دخيلة، وأنماط وأساليب تعبيرية بِنْت زمانه
في حصيلة عُمر، هي بمثابة سيرته الذاتية، يعدد صاحب "قنديل أم هاشم" مصاعب واجهها مع جيله المؤسس للكتابة الحديثة، أولها يراه في الأسلوب، انظر كيف يصف الصعوبة من هذه الناحية، كالتالي: "كان علينا في فن القصة أن نفك مخالب شيخ عنيد شحيح، حريص على ما له أشد الحرص، تشتد قبضته على أسلوب المقامات، أسلوب الوعظ والإرشاد والخطابة، أسلوب الزخارف والبهرجة اللفظية والمترادفات أسلوب الحدوتة التي لا يقصد بها إلا التسلية".
واستعان المدينى بما ذكر يحيى حقى في كتاب "قنديل أم هاشم"، مع سيرة ذاتية للمؤلف، الصادر عن الهيئة لمصرية العامة للكتاب الصادرعام 1990: "قد أكتُب الجملة الواحدة ثلاثين أو أربعين مرة حتى أصل إلى اللفظ المناسب الذي يتطلبه المعنى وأهمية هذه الدعوة ترجع إلى أنها تُعوِّد الذِّهن على عدم استعمال ألفاظ عائمة، معانيها غير محددة، وموضوعة في مكانها بلا سبب واضح فمثل هذه الألفاظ لا تُخلُّ بالمعنى فقط، بل تشل قدرة الذهن على التفكير الناضج المحدد ولذلك أضيق أشدَّ الضيق باستهانة الكُتَّاب باللفظ واستخدامهم كلمات بلا معنًى".
وفى موضع آخر يقول يحيى حقى واصفا أسلوبه "ولست أخجل من القول بأني منذ أمسكتُ بالقلم وأنا ممتلئ ثورة على الأساليب الزخرفية، متحمِّس أشد التحمُّس لاصطناع أسلوب جديد أسميه الأسلوب العلمي الذي يهيم بالدِّقَّة والعُمق والصدق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة