أثيرت مخاوف بشأن المواقع الأثرية القديمة بعد زلزالين ضربا تركيا وسوريا يوم الاثنين الماضى، حيث تم الإبلاغ الآن عن آلاف القتلى في تركيا وسوريا بسبب الزلزال القوي الذي بلغت قوته 7.8 درجة ، والذي هز مناطق بعيدة مثل لبنان، ويقع مركز الزلزال، على عمق 24.1 كم (14.9 ميل) ، وعلى بعد 23 كم (14.2 ميل) شرق نورداجي في مقاطعة غازي عنتاب جنوب وسط تركيا ، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وتضم المنطقة الأكثر تضررًا بعضًا من أكثر المباني التاريخية والأهمية ثقافيًا في العالم، ويكشف تقرير حديث كيف تسبب النشاط الزلزالي في إتلاف الجدران في قلعة غازي عنتاب وبالتحديد فى قبة سيريفلي كامي ، بينما قدمت وكالة فرانس برس أيضًا تقارير عن البوابة الغربية وهياكل القلعة في مدينة حلب القديمة، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnis.
وتقع قلعة غازي عنتاب في منطقة Seferpasa ، وقد تم بناؤها على تل في وسط مدينة غازي عنتاب ، وهي مصنفة كواحدة من أفضل القلاع الحجرية القديمة المحفوظة في تركيا ومنذ عام 2000 قبل الميلاد ، استخدم الجنود هذا الموقع المرتفع كنقطة مراقبة ، لكن القلعة الحجرية الأصلية شيدها الرومان في القرنين الثاني والثالث في عهد الإمبراطور البيزنطي ، جستنيان الأول (527 إلى 565 م) ، الذى يسمى "مهندس القلاع" ، وتم توسيع الهيكل بشكل كبير باستخدام دفاعات أثقل.
وخلال الحرب العالمية الأولى ، تعرضت المدينة لهجوم من قبل قوات التحالف الفرنسي. عندما انسحبوا في عام 1921 ، تمت إضافة كلمة "غازي" إلى أنتيب ، والتي تعني "قدامى المحاربين". لذلك ، تعتبر قلعة غازي عنتاب نصبًا تذكاريًا للجنود الذين قاتلوا خلال الحرب ، بما في ذلك شاهين بك ، الذي قاد قوات الدفاع ضد القوات المتحالفة وقد ذكرت شبكة CNN أن التدمير الجزئي لجدار في قلعة غازي عنتاب يشير إلى أن الآثار القديمة الأخرى في المنطقة ربما تكون قد تضررت أيضًا في الزلزال.
وتضررت أيضًا خلال الزلزال قبة مسجد "إكي شيرفلي كامي" التاريخي ، الواقع إلى الجنوب الغربي من القلعة وفي حين أن معظم المساجد تحتوي على شرفة واحدة فقط في مآذنها ، فإن هذه الشرفة بها اثنتان ، ومن هنا جاء اسمها "إكي شيرفلي كاميي" أو "مسجد الشرفة المزدوجة".
وهز الزلزال فى سوريا مدينة حلب المدرجة في قائمة اليونسكو ، والتي تعتبر أقدم مدينة مأهولة بالسكان في العالم، وكشف بيان للمديرية العامة للآثار والمتاحف السورية عن الأضرار إن "أجزاء من الطاحونة العثمانية داخل القلعة" انهارت ، فيما "تصدع وسقطت أجزاء من الجدران الدفاعية الشمالية الشرقية، داخل القلعة التي تعود للقرن الثالث عشر أيضًا ، وسقطت أجزاء من قبة مئذنة المسجد الأيوبي وتضرر مدخل الحصن نفسه.