فرق إنقاذ دولية تعمل على مدار الساعة لانتشال الضحايا من بين الركام، وما بين صرخات آلاف المنكوبين والأنقاض المتراكمة فوق مئات الجثامين، تستمر مأساة سوريا وتركيا التى وقعت جراء الزلزال الأخطر فى العالم وضرب البلاد الاثنين الماضى ، بينما أكدت إدارة الكوارث التركية أن الهزات الارتدادية ما زالت مستمرة وتترواح بين 4 و6 درجات، ما يضاعف حجم المأساة .
ويصنف الزلزال حاليا في المرتبة السابعة بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكا هذا القرن، متجاوزا زلزال وتسونامي اليابان عام 2011 ومقتربا من إجمالي ضحايا زلزال وقع في إيران المجاورة في 2003 وأودى بحياة 31 ألف شخص.
تحذير مفوضية اللاجئين
وفى السياق نفسه، حذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين الجمعة من أن الزلزال قد يكون شرد 5.3 ملايين شخص في سوريا، وقال ممثل المفوضية في سوريا سيفانكا دانابالا خلال مؤتمر صحفى عقد في جنيف وشارك فيه من دمشق "هذا رقم ضخم لدى شعب يعاني أساساً من نزوح جماعي".
ومن جانبه يقوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بزيارة إلى المناطق المنكوية فى سوريا بدأها أمس الجمعة من مدينة حلب. طبقا لرئيس مكتبه في جنيف.
آلام بين الركام
وعلى الجانب الآخر لا تزال محاولات الإنقاذ للمئات الذين مازالوا تحت الأنقاض مستمرة، ومن بين الناجين الطفل فاخر فخرى الذى روى قصته قائلا : "بقيت صابراً تحت الأنقاض وأنا أتحمّل الألم، وصرخت بصوتٍ عالٍ؛ ما لفت انتباه الناس الذين أخرجوني"، مضيفا: "وجدت ثياب أبي وأخذتهم إلي بيت جدي.. إني أخبئهم". وفق وسائل إعلام محلية .
بدوره عطا فخري، ناجٍ من الزلزال فقد عائلته في الزلزال بمدينة أرمناز بريف إدلب، يقول: "كنا 3 عائلات واستيقظنا لتناول السحور من أجل الصيام، وفُوجئنا بالهزة قبل أن ينزل البناء فوقنا"، ويتابع: "طمرنا بالرُكام وتُوفي أخي وأبناؤه، مجموع المتوفين من عائلتي يبلغ 9 أشخاص". ويضيف: "عند وقوع الزلزال حاولت إخراج عائلتي من البناء، وبعد حدوث الزلزال لم أعرف ما حدث قبل أن أستيقظ في المستشفى".
كما نجحت إحدى ففرق الإنقاذ فى إخراج امرأة بعد بقائها نحو 104 ساعات تحت الأنقاض فى بلدة كرخان بولاية هاتاي.
تواصل المساعدات الدولية
وعلى صعيد متصل، تواصل الدول العربية تقديم مساعداتها لتركيا وسوريا، بهدف مساعدة المتضررين من الزلزال المدمر، الذي خلف خسائر بشرية ومادية هائلة في البلدين، وفى مقدمتهم مصر .
وقد واصل فريق الإمارات للبحث والإنقاذ ضمن عملية "الفارس الشهم / 2" أعماله الإغاثية في تركيا ضمن جهوده لتخفيف آثار الزلزال و أمر رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري، إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي.
ووجه نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بمساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين في سوريا جراء الزلزال بقيمة 50 مليون درهم، من خلال "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".
ووصلت مطار غازي عنتاب في جمهورية تركيا، الجمعة، الطائرتين الإغاثيتين الرابعة والخامسة من السعودية ، وتقلان فريق البحث والإنقاذ السعودي مع جميع التجهيزات التي يحتاجها من الآليات والمعدات والمضخات والأدوية الطبية والتجهيزات الفنية وغيرها.
ويباشر الفريق عمله وفق أساليب عملية وعلمية روعي فيها طبيعة الحدث للتعامل معه بالطرق المثلى، والمساهمة في عمليات إنقاذ المحتجزين والمتضررين والبحث عن المفقودين.
وتضم الفرق المشاركة فريق البحث والإنقاذ السعودي من المديرية العامة للدفاع المدني، وفريق طبي من هيئة الهلال الأحمر السعودي، وفرق ميدانية تطوعية من جميع التخصصات.
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية إقلاع أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي، ناقلة المستشفى الميداني، الذي قامت بتجهيزه القوات المسلحة الأردنية وسيكون موقعه في قرية بازارتشيش في تركيا.
ويضم المستشفى الميداني طاقما مكونا من 108 أطباء والممرضين والإداريين، وبسعة 24 سريرا وغرفة عمليات ومختبرات وغرفة عناية حديثة، بالإضافة إلى صيدلية وتخصصات أخرى.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، أعلنت عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 6 أشهر، وذلك فيما يتعلق بتحويل الأموال من وإلى سوريا، للسماح بتقديم المساعدات اللازمة لها لمواجهة تداعيات الزلزال.
فيما قدمت الحكومة الجزائرية، مساعدة مالية بقية 45 مليون دولار إلى تركيا وسوريا، وذلك تنفيذا للتعليمات التي أسداها عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، وسيجري تقديم مساعدات مالية قدرها 30 مليون دولار لجمهورية تركيا، و15 مليون دولار للجمهورية العربية السورية.
فيما قالت الولايات المتحدة، إنها ستوفر مساعدات إنسانية عاجلة قيمتها 85 مليون دولار لتركيا وسوريا، من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأضافت الوكالة الأمريكية في بيان أن "هذا التمويل الجديد يدعم شركاء (الإغاثة) الإنسانية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتوصيل مساعدة ضرورية للغاية إلى الملايين في تركيا وسوريا".
وتعتزم ألمانيا زيادة المساعدات الإنسانية التي تقدمها في سوريا إلى 26 مليون يورو (28 مليون دولار) لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين بعد الزلزال المدمر.
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية البريطانية، إن بريطانيا تتعهد بتمويلات إضافية، تبلغ ثلاثة ملايين جنيه إسترليني (3.65 مليون دولار) على الأقل، لدعم عمليات البحث والإنقاذ ومساعدات الطوارئ في سوريا.
وأعلنت الصين عن تقديم مساعدات إنسانية طارئة بقيمة 30 مليون يوان (4.4 مليون دولار) بعد الزلزال.
وتعهد رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو بتقديم عشرة ملايين دولار كندي (7.5 مليون دولار) مساعدة فورية لتركيا وسوريا، وقال إن كندا ستواصل تقديم الدعم مع تطور الوضع.
وقالت أستراليا إنها ستقدم عشرة ملايين دولار أسترالي (سبعة ملايين دولار) كمساعدات وتنشر فريق بحث وإنقاذ بالمناطق الحضرية من 72 فردا إلى تركيا.
وأعلنت ستوكهولم التي ترأس الاتحاد الأوروبي، في الوقت الحالي، التبرع بنحو 650 ألف دولار لتركيا وسوريا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر.
مساعدات البنك الدولى
من جانبه قال البنك الدولى إنه بصدد تقديم مساعدات إلى تركيا بقيمة 1.78 مليار دولار لتمويل أعمال الإغاثة والتعافي.
أضاف البنك في بيان أنه سيتيح 780 مليون دولار لأنقرة على الفور، إذ سيجري تحويل الأموال ضمن مشروعي قرض قائمين للبنك الدولي في تركيا. وقال متحدث باسم البنك إنه يجري إعداد مساعدات بقيمة مليار دولار أخرى لأعمال التعافي وإعادة الإعمار في تركيا لكن ترتيبها سيستغرق مزيدا من الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة