بعيدا عن تعاطى المجتمع الدولى فى التعامل مع الزلزال الكارثى بتركيا وسوريا، الذى أودى بحياة الآلاف وجرح عشرات الآلاف وتسبب فى خراب ودمار حل بحياة الملايين، هناك شعاع ضوء يؤكد أن ما زال الأمل موجودا نحو عالم عربى قادر أن يكون جسدا واحدا وأمة موحدة كما كانت، نقول هذا عندما انتفضت الدول العربية نحو تقديم يد العون للأشقاء فى سوريا غير عابئين بالعقوبات الدولية أو بقرارات الغرب وتوجهاته وتلكأه.
فكان قرار القرار بتنحية السياسة جانبا وإعلاء الإنسانية والاخوة مبدأ، ونموذجا تحركات إغاثية سريعة ليصل أول فريق إنقاذ لمنطقة الشمال السورى بمنطقة جندريس الأكثر تضررا مصريا، ثم يتسارع الأشقاء فى الإعلان عن إقامة جسور جوية لتقديم مساعدات غذائية ودوائية، والإمداد بفرق إنقاذ وبحث، وبقية ما يلزم في مثل تلك الكوارث الطبيعية.
لذلك، كان قرار اختيار الأخوة قرارا موفقا، فيكفى أنه بفضل هذا القرار تبدل الوضع تماما، ووضع المجتمع الدولى فى حرج شديد، فإذا بكل االتوجهات يتم تغييرها، فها هى الولايات المتحدة تقرر رفع قرار العقوبات ما يسمى بقيصر على سوريا لمدة ١٨٠ يوما، وتلك منظمة الأمم المتحدة تطالب بفتح الحدود والمعابر لدخول المساعدات للشمال السورى، لتحمل مشاعل الأخوة للمحتاجين والمصابين غير مرتبطة بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.
ونتمنى استمرار هذه الأخوة لتتجسد روح الأمة من جديد نحو عالم عربى واحد دون صراعات أو خلافات ونزاعات، فكفى تقسيم ودمار واختلاف، فلعل هذه الكارثة تكون بمثابة مشعل نور ينطلق من حاضر مظلم إلى مستقبل يضيئ بالأمل .. رحم الله شهداء الزلزال، واللهم شفاءا للمصابين وتعويضا للمتضررين ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة