أسبوع من آلام الفقد وبحث الأهالى عن أبنائهم والأطفال عن ذويهم، هذا هو حال الأتراك والسوريين بعد أن عصفت بهم محنة الزلازل الذى ضرب البلدين فجر الاثنين الماضى، وبمرورالدقائق والثوانى تتضاعف أعداد الضحايا حتى بلغت الـ 36 ألفا ، منهم 31 ألفا و643 شخصا فى تركيا، وفق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية،و 4 آلاف و581 شخصا فى سوريا، مع توقعات بالمزيد، ومع مرور سبعة أيام على أعمال الإنقاذ، أعلنت الفرق المشاركة أنها بدأت تفقد الأمل فى إمكانية إنقاذ من هم لا يزالوا تحت الأنقاض، فعلى الرغم من نجاحهم فى انتشال الكثيرين إلا أن الأرقام تشير إلى أعددا كبيرة من السكان لا يزالوا فى انتظارالإنقاذ فى وقت تتعذر فيه طرق الوصول إليهم.
جلسة مجلس الأمن
المشهد فى الشمال السورى ( اللاذقية وحلب وإدلب)، يبدو أكثر قتامة ، مع إعاقة إيصال فرق الإغاثة بسبب الأوضاع السياسية فى البلاد، ما دفع السوريين للتعبير عن غضبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مستغثين بالمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان
فى هذا السياق أطلقت الأمم المتحدة تصريحات تعرب فيها عن عجزها عن الوصول لتلك المناطف فى سوريا لمد يد العون للضحايا وذويهم ، سواء بالمواد الطبية أو الإغاثية، دفع الوضع المتأزم جراء الزلزال مجلس الأمن لإعلانه انعقاد جلسة الأسبوع المقبل لبحث الوضع الإنسانى وتحديد الاحتياجات فى ضوء تلك المعطيات .
وعلى صعيد متصل، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن تعازيها وتعازي الاتحاد الأوروبي، على الخسائر الكارثية في الأرواح والدمار الناجم عن الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي وبحثت الخطوات التالية في دعم أنقرة على تخطي الأزمة.
وأكدت فون دير لاين، أنه منذ اللحظة الأولى، وقفت المفوضية الأوروبية إلى جانب الشعب التركي مع دعم واسع النطاق تم تقديمه بسرعة كبيرة في أعقاب الزلزال المدمر، وقدم الاتحاد الأوروبي بالفعل دعمًا كبيرًا لتركيا من خلال آلية الحماية المدنية التابعة له، ونشرت 21 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وثلاث دول مشاركة في UCPM 38 فرق استجابة، تتألف من 1651 شخصًا و106 كلاب بحث وإنقاذ.
وذكرت أن 12 دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي قدمت أيضًا مستلزمات مأوى تتكون من 50 ألف خيمة شتوية عائلية و100 ألف بطانية و50 ألف مدفأة، وقام مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للمفوضية بتعبئة 500 وحدة سكنية إغاثة من احتياطي وحدة الإنقاذ التي تستضيفها السويد، بالإضافة إلى ألفي خيمة و8 آلاف سرير من قبل رومانيا لنشرها في تركيا.
وأضافت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي وافق على نشر فريق الحماية المدنية التابع له والمكون من 11 خبيرًا لدعم السلطات المحلية والوطنية، في تنسيق المساعدة القادمة من الاتحاد الأوروبي، كما زار المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات جانيز لينارتشيتش منطقة غازي عنتاب بجنوب شرق تركيا لتفقد آثار الزلزال المدمر وللتأكد من كيف يمكن للاتحاد الأوروبي زيادة عمليات الإغاثة في تركيا.
وأبلغت فون دير لاين الرئيس أردوغان أن المفوضية الأوروبية ستحشد دعمًا إضافيًا وستستجيب لطلب تركيا الأخير لمزيد من أدوات المأوى - لا سيما الخيام والبطانيات والمدافئ، كما ستعمل المفوضية على حث القطاع الخاص لزيادة القدرة على تقديم الدعم اللازم بأسرع ما يمكن، وإلى جانب المساعدة الطارئة السريعة ستستضيف المفوضية الأوروبية مؤتمر للمانحين، مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، لحشد الأموال من المجتمع الدولي لدعم شعبي تركيا وسوريا وسيتم تنظيم المؤتمر بالتنسيق مع السلطات التركية وسيعقد في بروكسل في مارس بحسب البيان.
عمليات الإنقاذ
ومن جهة ثانية، تستمر عمليات الإنقاذ، حيث قال متحدث باسم وزارة الطوارئ الروسية إن فريقا من عمال الإنقاذ من روسيا وبيلاروسيا وقرغيزستان انتشل أحد الناجين من الزلزال التركي من تحت الأنقاض بعد 160 ساعة من وقوع الكارثة.
وقال المتحدث، إن "الجهود المشتركة لعمال الإنقاذ من وزارة الطوارئ الروسية وبيلاروسيا وقرغيزستان، مكنت من إنقاذ رجل خلال أنشطة البحث والإنقاذ في تركيا، وتم إنقاذه بعد مرور أكثر من 160 ساعة من الزلزال".
وقدم الأطباء الروس الإسعافات الأولية للرجل حتى قبل أن يتم سحبه من تحت الأنقاض، وقالت وزارة الطوارئ الروسية في وقت سابق إن رجال الإنقاذ انتشلوا خمسة ناجين من تحت الأنقاض في تركيا وثلاثة آخرين في سوريا.
وفى السياق نفسه، تم انتشال طفل يبلغ من العمر 3 أعوام من تحت الأنقاض في مدينة كهرمان مرعش فى تركيا، وذلك بعد 158 ساعة على وقوع الزلزال. وفق المكتب الصحفي للجنة طوارئ طاجيكستان، وذكر المكتب أن رجال الإنقاذ من طاجيكستان قاموا في 11 فبراير الجاري بانتشال رجل ورضيع بالغ من العمر 6 أشهر من تحت الأنقاض، وذلك بعد أن أمضيا هناك 6 أيام في انتظار المساعدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة