أعلنت الحكومة الألمانية، عدم حفر نفق دُفن فيه أكثر من 200 جندى ألمانى فى شمال شرق فرنسا، خلال الحرب العالمية الأولى، وعدم استرداد جثث الألمان الذين دفنوا فيه أحياء خلال الحرب، وبدلا من ذلك قررت الحكومة الألمانية إغلاق موقع الدفن كنصب تذكارى للحرب، ووضعه تحت حماية الدولة.
وأعلنت كل من لجنة مقابر الحرب الألمانية، فولكس بوند، والحكومة الفرنسية القرار في متحف كافيرن دو دراجون في شمال شرق فرنسا، حيث قالت لجنة مقابر الحرب، إن "جهود الإنقاذ للوصول إلى الحطام في عامي 2021 و 2022 كانت صعبة للغاية"، مضيفة أنه كانت هناك "عدة محاولات" لفتح النفق "العميق والطويل للغاية" الذي يقع فيه، كما أنه لا يزال الوضع خطرا بسبب احتوائه على ذخائر، وفقا لشبكة سى إن إن بنسختها الإسبانية.
وقالت اللجنة الألمانية إنه على الرغم من أن الفريق الفرنسي الألماني، تمكن من التقدم حتى 64 مترا (210 قدما) عبر النفق ، إلا أنهم "لم يعثروا على أي بقايا".
ودارت العديد من المعارك في الحرب العالمية الأولى بين القوات المسلحة الفرنسية والقوات الألمانية المتمركزة في "ليديز واي" ، وهي سلسلة من التلال بين وديان.
ومن خلال تخصيص الموقع كنصب تذكاري ، تأمل السلطات الألمانية والفرنسية في تكريم وحماية مكان دفن الجنود. ووفقا فولكس بوند "هذا يضمن استمرار بقاء الجنود في سلام".
وقال ديرك باكين ، الرئيس التنفيذي لشركة فولكس بوند: "على مدى السنوات والأشهر الماضية ، كنا نتعاون مع شركائنا الفرنسيين بروح الثقة".
قال مسؤولون فرنسيون وألمان إنه بمجرد استيفاء المتطلبات القانونية لموقع مقبرة الحرب ، سيبدأ التخطيط لموقع النصب التذكاري ، الذي قد يفتح في وقت مبكر من العام المقبل.
كيف ماتوا؟
في 5 مايو 1917، أطلق الفرنسيون قصفاً مدفعياً استهدف طرفي النفق، وأرسلوا منطاداً للمراقبة للحصول على المنحدر المواجه للشمال. للمرة الأولى كان القصف هائلاً، ما أدى إلى مزيد من الانفجارات في الذخيرة التي كانت مخزنة هناك، ما تسبب في سحابة من الأبخرة القاتلة التي تجمعت عند فتحة النفق، فيما أغلقت القذيفة الأخرى مخرجه.
في الداخل، حوصر رجال الفرقة العاشرة والحادية عشرة من فوج الاحتياط 111 على مدى الأيام الستة التالية مع نفاد الأكسجين، وعلى الأرجح أنهم اختنقوا أو انتحروا، في حين طلب البعض من رفاقهم قتلهم. لم ينج من هذا الفوج سوى ثلاثة رجال بعد أن أُنقذوا عبر إخراجهم من النفق قبل يوم واحد من التخلي عن قمة الهضبة للفرنسيين.
أحد الناجين ويدعى كارل فيسر قال، "عندما أغلق علينا النفق كان الجميع يطلب رشفة ماء، ولكن عبثاً لم يكن هناك ماء، وكأن حارس الموت يقف عند بوابة النفق، لذلك لم يستطع أحد الهروب، أذكر أن أحد رفاقي اضطجع على الأرض بجانبي وصرخ على آخر وسلمه مسدسه وطلب منه أن يقتله".
انهار مدخل النفق خلال الهجوم ونجا ثلاثة جنود فقط من أصل أكثر من 200 جندي ، واختنق الباقون أو ماتوا من العطش أو أطلقوا النار على أنفسهم.
على مر السنين ، كانت هناك محاولات عديدة ، بما في ذلك المحاولات غير القانونية ، للعثور على مدخل النفق المدفون في غابة فوكلير الحكومية.
في مايو الماضي ، بعد أكثر من قرن من الحدث وبعد سنوات من العمل ، استخدمت فولكس بوند وشركاؤها الفرنسيون الحفر الدقيق لتأكيد موقع النفق ، وكشفوا عن تجويف كبير في أعماق الأرض ، مع بقاء موقع الدفن سليمًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة