تعد أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى، من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ خاصة بعد تعرض الدول لجفاف والحرائق وكوارث الفيضانات، بالاضافة إلى تعرض العديد من المناطق للحرائق والتى كانت أخرها تشيلى ، مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأمطار.
تشيلى
وفى تشيلى ، فإنها تعتبر من ابرز الدول التى تأثرت بتغير المناخ من ارتفاع واضح فى درجات الحرارة وجفاف شديد ادى الى اندلاع أكثر من 300 حريق فى الغابات خلال اسبوعين ، وأفادت الخدمة الوطنية للوقاية من الكوارث فى تشيلى (SENAPRED) أن رجال الإطفاء فى تشيلى لا يزالون يكافحون 79 حريقًا خارج نطاق السيطرة فى الغابات من بين حوالى 300 حريق لا يزال نشطًا فى سبع مناطق من البلاد، حسبما قالت صحيفة "التيمبو" التشيلية.
وفقًا للتقرير، فهناك 39 حريقًا خارج نطاق السيطرة فى لا أراوكانيا، و19 فى روبل، و12 فى بيوبيو، وأربعة فى مولى، وثلاثة فى لوس ريوس، وواحد فى أوهيجينز، وواحد فى لوس لاجوس، وتسببت حرائق الغابات التى عصفت بالعديد من مناطق البلاد لمدة أسبوعين فى مقتل 24 شخصًا، ودمرت 1478 منزلًا، وتركت 5945 بلا مأوى، وفقا للصحيفة.
وأفادت السلطات أن هناك ما مجموعه 289 حريقًا فى جميع أنحاء البلاد، تمت السيطرة على 168 منها، و42 تحت المراقبة، بالإضافة إلى 79 حريقًا سبق ذكرها وهى الأكثر إثارة للقلق.
وبحسب نائب وزير الداخلية مانويل مونسالف، فقد تمكنوا بين يومى السبت والأحد من السيطرة على 19 حريقا، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك حرائق معقدة فى مولى ويوبله وبيوبيو ولا أراوكانيا ".
وأشارت صحيفة "التيمبو" التشيلية إلى أن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ فى المناطق التى اندلعت فيها الحرائق، كما أنها طلبت مساعدات دولية لمواجهة الأزمة.
وقالت وزارة الداخلية التشيلية أن الأرقام تتغير كل دقيقة، مشيرة إلى أن هناك التزام من قبل العاملين بالدولة بأكملها حتى لا يزيد هذا العدد.
وأشارت إلى أن من بين المصابين البالغ عددهم 554 شخصا هناك 16 حالة خطيرة للغاية، وتم نقل الكثير إلى مراكز الرعاية، كما أن هناك 1429 شخصا يتم إيواؤهم و32 لا مأوى لهم، كما طالت 15 مؤسسة تعليمية ومركزين طبيين.
الارجنتين
اما فى الارجنتين فقد فرضت الحكومة حالة الطوارئ والتأهب القصوى بسبب ارتفاع درجات الحرارة لأعلى مستوى لها منذ عام 1961، حيث تجاوزت درجة الحرارة فى البلاد الـ40 درجة ، وهى غير مسبوقة فى العديد من المناطق فى الأرجنتين خاصة فى الفترة بين نوفمبر ويناير، مما يجعل هذه الفترة الأكثر دفئا على الإطلاق.
وقالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية، إن خدمة الارصاد الجوية أكدت ان الأرجنتين تسجل الموجة الثامنة من ارتفاع درجات الحرارة، وهى غير مسبوقة على الاطلاق فى الفترة بين نوفمبر وفبراير، مشيرة إلى أن عدد الموجات التى اعتادت عليها الارجنتين تصل إلى 5 موجات من ارتفاع درجات الحرارة فقط.
وقال خبير الطقس ايجناثيو لوبيز "نحن نقارن عدد محطات الطقس وهو ما يجعل هذا العام الاول منذ عام 1961 من حيث ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل فى البلا ، فهو الأكثر دفئًا في التاريخ لأنه لم تكن هناك ثماني موجات حر فى السنوات السابقة.
وأكد أن "ارتفاع درجات الحرارة تعود لتركيزات غازات الاحتباس الحرارى نتيجة للأنشطة البشرية ، ولا سيما المتعلقة بحرق الوقود الاحفورى.
كما تسبب موجات الجفاف فى الأرجنتين فى المزيد من الأضرار، والتى كانت آخرها نفوق الآلاف من الأسماك التى ظهرت على ساحل بحيرة لاجونا ديل بلاتا، فى مقاطعة سانتا في، وذلك بعد انخفاض مستوى المياه بشكل ملحوظ مع ارتفاع فى درجات الحرارة.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينة إلى أن البحيرة أصبحت مجرد بقايا مياه ضحلة متراكمة على الأرض، وهو ما أدى إلى نفوق الأسماك، التى ماتت أيضا نتيجة انخفاض مستوى الأكسجين بسبب الظروف المناخية السائدة فى المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أيضا بحيرات مثل الباللمار والكريستال ، تعانى من جفاف المياه بسبب قلة الأمطار .
بيرو
اما فى بيرو ، فأكد عدد من العلماء أن بيرو تعد من الدول المهددة بخطر الفيضانات الكارثية الناجمة عن ذوبان الجليد، حيث أنه مع ارتفاع درجة حرارة المناخ ، تنحسر الأنهار الجليدية وتتراكم المياه الذائبة في المنخفض الناتج عن النهر الجليدي ، وتشكل البحيرات، يمكن لهذه البحيرات أن تنفجر على ضفافها فجأة وتحدث فيضانًا عنيفًا ، تدفقًا سريعًا يمكن أن يمتد إلى أكثر من 120 كم من الموقع الأصلي.
وقالت راشيل كار ، عالمة الجليد في جامعة نيوكاسل والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "هناك أعداد هائلة من الناس حول العالم معرضون لتأثيرات هذه الفيضانات".
ويؤكد الباحثون أنه في بيرو ، هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من التحقيقات في خطر حدوث جلوف في جبال الأنديز بسبب ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من بحيرة جليدية وقدرتهم المحدودة على التعامل مع تأثير أحد هذه البحيرات.
المكسيك
وبدأ عام 2023 بتأثر 80%من الأراضى المكسيكية بالجفاف ونقص المياه ، وفقا لمرصد الجفاف فى المكسيك.
في التقرير الذي أصدرته خدمة الأرصاد الجوية الوطنية (SMN) ، ثبت أن 20.49 % من سطح البلاد ليس له آثار بسبب موسم الجفاف و 79.51 % من مساحة البلاد تعانى من الجفاف.
ويشير التقرير إلى أنه في النصف الأول من يناير 2023 ، سجل جزء كبير من جمهورية المكسيك حالات نقص في هطول الأمطار ، "لوحظت الأشد على طول سلسلة جبال سييرا مادري الغربية ، والشمال الشرقي والجنوب من فيراكروز وشمال أواكساكا".
في السنوات الأخيرة ، عانت بعض مناطق أمريكا اللاتينية من فترات ندرة شديدة في المياه أدت إلى إدانة المحاصيل وفرضت العطش وانقطاع التيار الكهربائي، بعد ثلاث سنوات من الجفاف في سان خوسيه دي لا إسكينا بالأرجنتين ، يخشى المزارعون في المنطقة من انخفاض محصول عام 2023 بشكل كبير.