<< أستاذ العلاقات الدولية السورى : الزلزال المدمر أحدث مآسي إنسانية واجتماعية واقتصادية
<< الصين تحث الولايات المتحدة لرفع العقوبات على سوريا
<< نائب مدير الأكاديمية العسكرية السورية سابقا: الحصار الشديد الذى فرضه الغرب على سوريا شكل عامل كبير في إضعاف سوريا
<< إعلامى سورى: آليات كثيرة توقفت بعد ساعات من العمل لعدم وصول قطع غيار منذ 11 عاما
<<أستاذ علوم سياسية : الغرب يكيل بمكيالين ولديه معايير مزدوجة
بعد أكثر من أسبوع من تعرض سوريا وتركيا لزلزالا مدمرا، وصلت قوته إلى 7,8 درجة بمقياس ريختر، انعقد مجلس الأمن، الإثنين 13 فبراير، لبحث سبل إرسال المساعدات إلى سوريا، أكثر من أسبوع وهناك مشردين وآلاف القتلى والمصابين، وعائلات بلا مأوى، وسط صرخات الشيوخ والأطفال والنساء للمجتمع الدولى بضرورة التدخل لإنقاذهم من هذه الكارثة الطبيعية، وضرورة رفع الحصار المفروض على الشعب السورى منذ سنوات عديدة.
تأخر تجاوب الغرب مع الكارثة السورية
إذا قارنا بين موعد انعقاد مجلس الأمن بعد الكارثة التي حلت بسوريا وتحرك المجتمع الدولى لمحاولة حل الأزمة، وبين سرعة تحرك مجلس الأمن بعد العملية العسكرية التي شنتها روسيا على أوكرانيا، فالغزو الروسى بدأ في 24 فبراير 2022، وجلسة مجلس الأمن انعقدت في 27 من ذات الشهر، أي بعد 3 أيام فقط، وصوتت 10 دول حينها على مشروع قرار يدعو لجلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العملية العسكرية، ففي الحالة الأوكرانية وجدنا هرولة لمواجهة الأزمة والتي لم تكن كارثة طبيعية، بينما على الجانب السورى والذى شهدت كارثة طبيعية، وجدنا ثباتا عميقا، وعدم سرعة في إرسال المساعدات على عكس الدول العربية التي سارعت في إرسال العديد من المساعدات للشعب السورى للتخفيف من معاناته ودعم عمليات رفع الأنقاض وإنقاذ المتضررين.
زلزال سوريا
كعادة مجلس الأمن، فجلساته غالبا إن لم يكن جميعها لا تخرج بنتيجة، فالخلافات دائما هي من تسود المشهد، وهو ما حدث بالفعل رغم أكثر من أسبوع على كارثة الزلزال، ولكن موقف باهت وغير قوى وخلافات تنشب بين الأعضاء في مجلس الأمن حول طرق إرسال المساعدات في سوريا، خاصة بعدما أعلن نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر المعبرين اللذين فتحتهما دمشق، لا يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولى.
مجلس الشعب السورى يدعو المجتمع الدولي بضرورة الرفع الفوري والعاجل للحصار
مجلس الشعب السورى
الخميس الماضى، 9 فبراير، ناشد مجلس الشعب السورى، المجتمع الدولي بضرورة الرفع الفوري والعاجل للحصار الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، وتقديم يد العون والمساعدة للحد من آثار الزلزال المدمر الذي تعرضت له سورية، إلا أن تحرك الغرب لرفع الحصار لا يرتق لمستوى الكارثة الإنسانية التي يعانى منها السوريين بسبب هذا الزلزال الذى دمر منازل الآلاف منهم.
وحتى كتابة هذه السطور، فإن عدد الضحايا في سوريا وصل إلى 5801 قتيلا، والمصابين إلى 7396، فيما يعترف مسئولون أمميون بأن هناك حالة إخفاق دولي في إيصال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال إلى سوريا، فهذا مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، اعترف في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر" بأن الوكالة الأممية خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا، قائلا إن السوريين يشعرون عن حق بأنهم متروكون.
الدعم العربى لسوريا يتواصل
الدعم العربى للشعب السورى في تلك المحنة كان على قدر المستوى، فمصر والإمارات والمملكة العربية السعودية، والجزائر وتونس، ومختلف الدول العربية، هرعت لتقديم المساعدات للشعب السورى، فبالنسبة لمصر، بعد إرسال طائرات تحمل المساعدات لسوريا منذ اليوم الأول للكارثة، خرج الدكتور رامي الناظر المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصرى، يوم الأحد 12 فبراير ليؤكد أن الشحنة الثانية من المساعدات المصرية لسوريا في أعقاب الزلزال المدمر ستصل في غضون ساعات، موضحا أن المساعدات معنية بالأساس بتوفير المخيمات ودور الإيواء والمراتب والبطاطين والمستلزمات الطبية وأدوات الإسعافات الأولية.
سوريا
الرئيس عبد الفتاح السيسى، أكد خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات التي أقيمت في دبي بالإمارات، في 13 فبراير أنه طالب من الشيخ محمد بن زايد مزيدا من الدعم، قائلا: "إمبارح كانت قاعد مع اخويا الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة وقولت هطلب منك طلب.. قالي خير.. قولته سوريا.. علشان خاطر ربنا ساعدوا سوريا.. قالي.. والله العظيم إحنا بنبعت 8 طيارات كل يوم.. قولتله أكثر.. طب ممكن الشعب الإماراتي يزعل من ده.. اوعوا تزعلوا ابدا.. بالعكس.. تفتخروا وتتشرفوا وتسعدوا أنكم عملتوا ده وبتعملوا ده.. ودي النقطة المضيئة الأولي".
مجلس الوزراء السعودى، أكد خلال اجتماعه يوم الثلاثاء 14 فبراير، وقوف المملكة ومساندتها للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا لتجاوز تداعيات الزلزال المدمر الذى ضربهما الأسبوع الماضى، حيث ناقش المجلس تطورات الأوضاع الإنسانية جراء الزلزال، وجهود المملكة فى التخفيف من آثاره على شعبي تركيا وسوريا من خلال المشاركة في أعمال الإنقاذ وإرسال المساعدات الطبية والإيوائية والغذائية واللوجستية، حيث جاء ذلك بعدما أمرت السعودية، خلال اليوم الأول للكارثة، بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات وتنظيم حملة شعبية عبر منصة "ساهم" لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا، وهبطت، الثلاثاء 14 فبراير، أول طائرة من السعودية في مطار حلب الدولي تحمل مساعدات إغاثية لمنكوبي الزلزال ، حيث تعد هذه أول طائرة آتية من السعودية تهبط على الأراضي السورية منذ أكثر من عشر سنوات.
من جانبها واصلت دولة الإمارات لليوم التاسع على التوالي إرسال المساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال لسوريا وتركيا وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 2" عبر تسيير 30 طائرة شحن إلى سوريا، وكذلك 30 طائرة شحن إلى تركيا ليصبح إجمالي الرحلات 60 رحلة حتى الآن حملت على متنها 1375 طنا من المواد الغذائية والطبية وخيم لإيواء المتضررين، فيما شكر الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله الأحد - 12 فبراير - وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق، دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية الضخمة التي قدمتها لسوريا منذ الزلزال المدمر.
هذا ينطبق على باقى الدول العربية الأخرى، التي لم تقف ثابتة لتشاهد معاناة السوريين، بل أسرعت في إرسال المساعدات، ووفقا للأخر تحديث لتلك المساعدات يوم الإثنين 13 فبراير، ووصلت إلى مطار حلب الدولي طائرة عراقية محملة بمساعدات إغاثية للمتضررين من الزلزال، على متنها 10 أطنان من المواد الإغاثية والغذائية والطبية للمتضررين من الزلزال، وذلك إلى جانب المساعدات الأردنية واللبنانية والتونسية والجزائرية ودول الخليج.
أستاذ العلاقات الدولية السورى: الزلزال لن يؤدي إلى وقف العقوبات الأمريكية
كل هذه المشاهد تطرح تساؤلات عديدة على رأسها، هل تكون هذه الكارثة الإنسانية دافعا لدى الغرب لرفع الحصار عن سوريا من أجل تخفيف معاناة السوريين؟ أم سيظل الغرب يكيل بمكيالين ويتحرك فقط عندما تكون الأزمة تتعلق بأحد الدول الأوروبية؟
الدكتور علي اسماعيل أستاذ العلاقات الدولية السورى، يقول إن الزلزال المدمر أحدث مآسي إنسانية واجتماعية واقتصادية، ودمار شامل وكامل للعديد من الأبنية أدى لموت الألاف من أبناء شعبنا السوري، موضحا أن هذا الزلزال المدمر له تداعيات سياسية خطيرة على دول المنطقة والإقليم مرة ثانية، وأثبت الشعب السوري القدرة على تجاوز المحن والكوارث والأزمات والعقوبات الاقتصادية والضغوطات الأمريكية .
في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من سوريا، يضيف أستاذ العلاقات الدولية السورى، أن وقوع الزلزال المدمر أحدث وحدة وطنية مشرفة من قبل كافة أبناء الشعب السوري في المساعدة وتقديم المساعدات للمتضررين من الشعب السوري الذى لم يعلق الآمال على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في تقديم المساعدات الانسانية للمتضررين.
زلزال مدمر بسوريا
ويتابع : نحن على يقين أن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والناتو أعداء الشعب السوري وقيادته الوطنية، ويعملون ليلا نهارا لإسقاط الدولة الوطنية السورية لخدمة التوجهات الامبريالية بالمنطقة، فالولايات المتحدة الأمريكية ترفع شعارات الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان من أجل تضليل شعوبنا العربية والإسلامية، فشعارات حقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة والعدالة وسيلة رخيصة لتهديم الأخلاق والقيم الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان، وهى أساليب مزيفة ضد شعوبنا للتدخل بالشؤون الداخلية للدول والشعوب لتحقيق مصالحهم وأهدافهم الاستعمارية.
ويوضح أستاذ العلاقات الدولية السورى، أن الزلزال الذي وقع على الأراضي السورية والتركية لن يؤدي إلى وقف العقوبات الأمريكية على سورية وكل ما قامت به واشنطن خلال الساعات الماضية لن يرقى إلى المستويات الانسانية المطلوبة والتزامات أمريكا الأخلاقية تجاه الشعوب، متابعا :"معاناة شعبنا سببها التدخلات الأمريكية".
الدكتور على إسماعيل قال إن العالم قبل الزلزال ليس كما بعد الزلزال، لأن الكلام الأمريكي يتناقص مع الواقع والحقيقة والدقة على الأرض، موضحا أن السياسة الأمريكية بارعة في هندسة الحروب الأهلية والنزاعات والاضطرابات لإحداث الفوضى والدمار والتهجير والخراب والقتال في سورية لكنها عاجزة عن إدخال المساعدات للشعب السورية، فهى تستطيع سرقة النفط السوري والحبوب ولا تستطيع إدخال المساعدات الانسانية .
وقدم أستاذ العلاقات الدولية السورى، الشكر للدول العربية قائلا :"نقدم الشكر للدول العربية الشقيقة التي سارعت بتقديم المساعدات للشعب السوري وعلى رأسهم جمهورية مصر العربية"، موضحا أن العقوبات الاقتصادية العدوانية الأمريكية على شعبنا، إلا أن شعبنا أفرغها من أهدافها ومضمونها.
وتابع :" الولايات المتحدة الأمريكية تنافق من خلال الأزمة الأوكرانية، والأهداف الحقيقية للسياسة الأمريكية في سوريا لمحاربة الإرهاب هو ادعاء نفاق وتضليل سياسي وإعلامي للرأي العام العالمي والاقليمي للاساءة للديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان، وشعبنا سوف يسقط العقوبات الاقتصادية وغيرها وينتصر على الإرهاب".
الصين تحث الولايات المتحدة لرفع العقوبات على سوريا
في 13 فبراير الجارى، حثت الصين الولايات المتحدة الأمريكية، على رفع كل العقوبات أحادية الجانب المفروضة ضد سوريا للحيلولة دون وقوع كوارث إنسانية بعد الزلزال الذى ضرب سوريا، وعلى لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، خلال مؤتمر صحفي قال إن الولايات المتحدة ينبغي أن تضع الحسابات الجيوسياسية جانبا وتنهي على الفور كل العقوبات التي اتخذتها ضد سوريا بدلا من هذه التمثيلية السياسية بتخفيف العقوبات بشكل مؤقت.
وانج ون بين
وفى تصريحات خاصة من مدينة شنغهاى الصينية، يفسر الدكتور جاد رعد، الخبير فى الشأن الصينى، موقف الصين من أزمة الزلزال فى سوريا ومطالبة بكين برفع العقوبات الأحادية المفروضة على دمشق، قائلا إنه عندما يتحدث المسئول الرسمى باسم الخارجية الصينية بمؤتمر صحفى يوما يتحدث عن شىء تسعى الصين لتنفيذه ويعبر عن سياساتها، ونحن نأمل تنفيذ مطالب الصين، وأن يكون هناك تجاوبا بشكل جيد.
ويضيف الدكتور جاد رعد، أنه بطريقة واضحة المتحدث باسم الخارجية الصينية يقول إن العقوبات على سوريا لم تعد معمول بها بالنسبة إلى الصين، ويدعو إلى حل يوافق عليه كل الأطراف، وإذا حدث سيكون جيدا، وإذا لم يحدث ذلك ستواصل الصين العمل مع سوريا باعتبار العقوبات ليست موجودة إذا رضى الغرب أو لم يرضى.
ويوضح أن سوريا وقعت منذ عام على مبادرة حزام وطريق ومن الدول التى تأخرت فى توقيع المعاهدة، ومن الملاحظ الخطوات التنفيذية تتسارع فى سوريا أكثر بكثير من الدول المحيطة، مضيفا: "وبالمقارنة بين لبنان وسوريا، نجد لبنان وقع على المعاهدة منذ 4 سنوات، ولكن مع سوريا هناك خطوات عملية تتحقق على الأرض من قبل شركات كبيرة فى سوريا".
وتابع: "هذا ما أفهمه مما قاله الناطق باسم الخارجية الصينية، وهذا يعنى أن الصين ستنفذ ما تريده، ولن تعترف بالعقوبات على سوريا سواء إذا ما رغب الغرب أم لا، فالصين تقول هذا ما نريده، ومن الممكن أن نفعل ذلك بشكل فردى أو معا والأفضل أن نكون معا".
الاتحاد الأوروبى يرفض رفع العقوبات
الاتحاد الاوروبى
الموقف الرسمي الغربى وبالتحديد من الاتحاد الأوروبى حول إمكانية رفع العقوبات عن سوريا صدر يوم الإثنين – 13 فبراير * من مسئولين بالاتحاد الأوروبى قائلين :" نرفض رفع العقوبات المفروضة على دمشق جزئياً أو مؤقتاً، فتلك العقوبات لا تشمل بأي حال المساعدات الإنسانية، وهناك 10 دول أوروبية مستعدة للمساهمة في مساعدة السوريين عبر الآلية الأوروبية".
اللواء محمد عباس نائب مدير الأكاديمية العسكرية السورية سابقا، قال إن الغرب يمارس النفاق والكذب ووسائل إعلامه توجه الاساءة لسوريا، والعقوبات التي فرضها الغرب كان لها تأثير كبير على السوريين خاصة بعد الزال، حيث لا توجد أى واسطة من الدفاع المدنى جديدة بعد عام 2011 والعربات تعانى من عدم وجود الوقود، ومعطلة لأن الغرب يعتبر أن سيارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ والدفاع المدنى ذات نظام مزدوج ويمنع تصديرها إلى سوريا.
ويضيف اللواء محمد عباس، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من سوريا، أنه يوجد حجم خسائر وضحايا كثيرة تحت الانقاض وحجم الخسائر كبيرة فى حلب واللاذقية وإدلب وحماة، متابعا :"هناك من أرسل مساعدات ونحى كل من ساعد سوريا وحجم المهام كبير جدا بسبب الزلزال والإمكانيات قليلة جدا ونناشد العالم العربي لإعادة اعمار سوريا، فهناك من خرج من المنزل بملابسه ولا يملك شيئا وحتى بطاقة الهوية ولا يحملون اموالا فى جيوبهم وخرجوا تحت المطر والجو قاسى ومؤلم جدا، فقد عانيت أنا وأسرتى من شر الزلزال الذى أدى إلى وفاة آلاف الأرواح من السورين، وهناك ما يزيد عن 5 مليون مواطن سورى بلا مأوى".
نائب مدير الأكاديمية العسكرية السورية سابقا: الغرب يمنع تصدير سيارات الإنقاذ والدفاع المدنى إلى بلادنا
ويوضح نائب مدير الأكاديمية العسكرية السورية سابقا، أن أكثر من 70% من جهاز الدفاع المدنى ومن سلالم ومنظمات إخلاء ورعاية دمرت بفعل الإرهاب ومعظم عربات الإسعاف والاطفاء مدمرة بيد الإرهاب، ومعظم المستشفيات ومصانع الأدوية والجسور والمعابر مدمر، مستطردا :"لا يتوفر لدينا المازوت والبنزين وكل أنواع الزيوت التى تحتاجها العربات الثقيلة غير متوفرة اليوم بسوريا وهناك صعوبات، والمساعدات الغربية ضئيلة لغاية، فنتائج الحصار الغربى لسوريا أدى للخراب، فعلى الغرب أن يعيد حساباته ويرفع الحصار ويزيد من المساعدات لسوريا لأن الفاجعة كبيرة".
ولفت إلى أن الحصار الشديد الذى فرضه الغرب على سوريا شكل عامل كبير في إضعاف سوريا فنيا وتقنيا وتكنولوجيا فى مواجهة الأزمات والكوارث سواء كانت تهديدات طبيعية أو الحرب على سوريا، موضحا أن أثار الزلزال خطيرة على البنية التحتية والمجتمع والمؤسسات.
وحول ما إذا كان تحرك الغرب البطئ في تقديم المساعدات لسوريا يكشف ازدواجية الغرب قال نائب مدير الأكاديمية العسكرية السورية سابقا، إن المسألة مزدوجة لدى الغرب، ففي أوكرانيا نجد دور أمريكى وغربي واضح ومسألة تقديم المساعدات العسكرية والفنية والتقنية لدعم أوكرانيا ضد روسيا لأن الحرب فى أوكرانيا، بينما في سوريا فالغرب يصم عينه عما يحدث فى سوريا ويحاول ديما أن يسئ لسوريا، متابعا: تحدثت مع مسئولين فى محافظة إدلب منذ وقوع الزلزال عن طبيعة الموقف فقال لى المسئولين نحن جاهزون والسيارات تقف والعربات مأمنة ولكن جبهة النصرة لا تسمح لهم بالدخول، فالمساعدات تدخل للمتضررين ولكن جبهة النصرة منعت وصول المساعدات وننتظر قرار بإدخال المساعدات.
وبشأن الدعم العربى لسوريا، يقول اللواء محمد عباس :"أسجل بكل احترام الموقف العربي وهذا كنا ننتظره وهناك اتصالات من الملوك وأصحاب الجلالة ورؤساء العرب الذين أكدوا مع بشار الأسد على تضامنهم مع الشأن السوري ووزير الخارجية السعودية تتضامن مع سوريا وهذا مؤشر ايجابي ونحن ننتظر من الأخوة العرب مزيد من التضامن والمساعدات، لأن سوريا عانت من حرب استمرت أكثر من 12 عاما استنفذت طاقتها ونحن بحاجة حقيقة لمن يمد يد العون لتهديد شديد الخطورة وهو الزلزال، ولقد بدأت تنتشر أمراض الكوليرا بسبب الجثث ووجود مشردين بمراكز الإيواء وهناك صعوبة للامدادات الطبيعية وهناك مشاكل حول كيف يمكن تقييم مستوى المخاطر وكيف يتم المعالجة، ونوجه التحية لكل الدول العربية التى قدمت وجه المساعدات لسوريا وكشفت هذه الكارثة تعاضض الأخوة فى مواجهة الكوارث والتحديات".
ووجه نائب مدير الأكاديمية العسكرية السورية سابقا، رسالة للمجتمع الغربى قائلا :"نواجه خسائر لا تحص ولا تعد وسوريا ضحية الزلزال الذى جاء لكى يزيد من معاناة الشعب السوري وعلى العالم أن يعيد النظر في حساباته تجاه سوريا ويتأكد أن الكوارث لا تستثن أحد، فمنذ فترة كان هناك فيضانات وبراكين وزلازل ضربت العالم، والمجتمع الإنسانى عليه أن يقف بقوة مع سوريا، ويعيد حساباته بما يضمن القول أن الانسانية واحدة لا تتجزأ والمواطن فى سوريا وتركيا واحد والكوارث تصيب الإنسان فى أى مكان، وعلى الجميع أن تتكاتف وتتضامن وأن تتجاهل الخلافات السياسية".
سياسى سورى: حل الأزمة السورية لا يكون بيد الدول الغربية
وبشأن هل يقدم الغرب على رفع الحصار عن سوريا بعد أزمة الزلزال قال الدكتور أنور المشرف ، مستشار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إن حل الأزمة السورية لا يكون بيد الدول الغربية ولكن حل الأزمة يكون بتوافق بين الدولتين المسيطرتين على المشهد في العالم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإذا لم يكن هناك إرادة دولية لن يكون هناك أي حل للازمة السورية.
ويضيف الدكتور أنور المشرف، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من سوريا، إنه بالنسبة لحل الأزمة السورية فإن الأمر قبل التوجه للغرب لابد أن يكون هناك تحرك عربي، موضحا أن مصر دولها لها ثقلها، متابعا : نحن كسوريين نعتبر مصر والشعب المصري والسوريين شعب واحد"، ومصر تقود المبادرات لحل الوضع في سوريا وإيجاد حل سياسي، متابعا :"مصر لديها علاقتها دبلوماسية الواسعة مع الدول العربية كاملة ومع الدول الغربية، ولها ثقل ومكانة في المنطقة ونحن نعول كثيرا على مصر".
ويتابع : " رغم مأساة الحرب تأتي الكارثة الطبيعية على الشعب السوري فالشعب عانى من أزمات اقتصادية وجاء الزلزال، فلابد أن ينتهى هذا الوضع ولن ينتهى إلا بتحرك عربي أو اقليمي لإنهاء هذه الأزمة، ونحن نشكر جميع من وقف مع الشعب السوري بهذه الأزمة وهذا الامر لا نقول أنه أمر غير متوقع، فنحن نعرف أن الشعوب العربية كلها تقف إلى جانب بعضها البعض في الأزمات والأمور الانسانية، وهذا الامر لم يكن بالنسبة لنا مفاجئة ليكشف لُحمة العرب ونحن نوجه الشكر لكل من وقف ولو كان بكلمة وهذا الأمر لنا كسوريين يشكل شيء كبير ومقدر لدينا من جميع هذه الشعوب ".
إعلامى سورى: الزلزال أظهر بشكل واضح أثار العقوبات الكارثية
وحول تأثير تلك العقوبات الغربية على سوريا بعد الزلزال، يقول يعرب خيربك الإعلامى والخبير السياسى السورى، إن هذا الزلزال أظهر بشكل أوضح أثار هذه العقوبات الكارثية ونحن كنا في جميع مواقع العمل نجد آليات قديمة لم يتم تبديلها منذ 11 عاما وفي آليات كثيرة توقفت بعد ساعات من العمل بانتظار قطاع الغيار التي لم تصل منذ 11 عاما وأدوات غير تقنية ومعدات طبية وخصوصا الإسعافية متهالكة وآليات الحفر بدون قدرة على رصد أو كاميرات حرارية أو أجهزة صوت وكان الحفر عشوائي بآليات ضخمة.
ويضيف يعرب خيربك، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، من سوريا، أن هذا الزلزال أظهر الجريمة المتروكة في مجتمع محاصر 11 عام اقتصاديا وتكنولوجيا وسوف يصبح مجتمع هش وملء بالألغام ما أن تدوس على أي لغم تجد النتيجة أضعاف وكان حجم الانقاذ من قبل منقذين لو أن هناك أجهزة حقيقية ووصلت المساعدات، لكان عدد الناجين على الأقل أربع أضعاف ما تم إنقاذه ، متابعا: "الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من خلال حصارهم لسوريا مسئولين مسئولية مباشرة عن قتل نصف عدد الذين تم تسجيلهم ضحايا على أقل تقدير، لذلك الزلزال عرى وأظهر حجم الجريمة الأمريكية بالحصار وأظهرها للعالم كله معاداة أساسيات القانون الدولي الذي يجرم الحصار لأسباب سياسية اي دولة من دول العالم بشكل منفرد وهو يمنع هذه الوسيلة".
وكشف حجم تأثير العقوبات الغربية على سوريا، قائلا إن الولايات المتحدة الأمريكية وحصارها بالتعاون مع الغرب على سوريا، مسئولين مسئولية مباشرة عن قتل نصف عدد الذين تم تسجيلهم ضحايا على أقل تقدير نتيجة الزلزال، لذلك الزلزال عرى وأظهر حجم الجريمة الامريكية بالحصار وأظهرها للعالم كله معاداة أساسيات القانون الدولي الذي يجرم الحصار لأسباب سياسية أي دولة من دول العالم بشكل منفرد وهو يمنع هذه الوسيلة، متابعا :"هذا الأمر شكل نوع من الإحراج للغرب، ومثل ضغط على هذه الدول واعتقد أنه عرى المجتمع الدولي، من كل ما كان يدعيه من إنسانيات وعرى الدول الغربية وبالأخص اي امكانية للاعتماد على الأمم المتحدة".
وحول الموقف العربى تجاه مساعدة سوريا قال يعرب خيربك إن التعويل السورى على شعوب العالم والدول الصديقة، متابعا :"ما قامت به مصر والجزائر والإمارات وهي أمور في الحقيقة أكثر من إنقاذ للضحايا وكان لها أثر مباشر وهي إعادة الأمل بالحياة، أن هناك انتماء إنساني ولا نقول عروبي وهذا تمام ما أظهرته العقوبات والزلزال لم يكن سبب في وقف الحصار ولكن أظهر الشكل الحقيقي لحصار بما يحمله من جريمة حقيقية ضد الإنسانية".
وأوضح أن هناك تلاحم بين العرب بسبب أزمة زلزال سوريا، مشيرا إلى أن هذه الأزمة أظهرت انتماءا كبيرا للعرب وأعطت نوعا مما يسمى الأمن الانسانى والمجتمعى، وأعاد النظر فى الكثير من الرؤية العربية، متابعا :"أعلام مصر رفعت فى أكثر من موقع فى اللاذقية وكان هناك هتافات لمصر كثيرة، بجانب الموقف المتيمز من الإمارات والجزائر، فقد كان هناك جسر من المساعدات من الإمارات، بالإضافة إلى العراق ولبنان، حيث حضرت عشرات اللبنانيين الذين لم يناموا فى المواقع المنكوبة وساهموا في رفع الأضرار.
على جانب متصل يرى الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الحديث عن فرع الغرب حصاره عن سوريا بعد الزلزال الذى ضرب الأخير ما زال مبكرا، حيث يقول في تصريحات خاصة إنه من المبكر أن نقول أن الغرب قد يرفع الحصار لأن البعد إنسانى فبالتالى الخلاف حول دخول المساعدات والذى تم بموافقة مع روسيا وليست سوريا.
أستاذ علوم سياسية: هذا العالم جائر ولا نتوقع فك الحصار فى الوقت القصير
ويضيف الدكتور طارق فهمى، أن ما تشهده سوريا صعب للغاية ولكن ما يقوم فى سوريا هو قانون قيصر بمعنى لا يكون هناك اتفقا على إنهاء هذا الحصار على سوريا، متابعا :"نجد دول تساعد بقوة فى استمرار المشهد والأزمة في سوريا والحدود التى رسمت بالدم باقية وبالتالى لن يكون هناك تعاملات بصورة او بأخرى بشأن رفع الحصار".
ويتابع :"الغرب يكيل بمكيالين ولديه معايير مزدوجة عكس ما يحدث فى اوكرانيا ويدعمها ولا يدعم سوريا وهناك أزمة أخلاق سياسية، فالمجتمع الغربي يدعم باستمرار الحرب فى اوكرانيا وحول هذا الدعم بصورة كبيرة بإرسال أنظمة دفاعية ونقل دبابات والموضوع سيأخذ بعض الوقت وروسيا حذرت كل من يحاول استهداف مناطقها ولكن سوريا حالة مختلفة وسوريا ليست الدولة القديمة ولكن سوريا الدولة الحديثة، وفى كل الأحوال المأساه الإنسانية في سوريا كبيرة وخطيرة ولها تداعيات وتم تسيس الأزمة فى سوريا، والموقف العربى قوى في دعم سوريا، ومصر تدعم سوريا بشكل كبير، وطالبنا بعودة سوريا للجامعة العربية ، فهذا ملف مهم للغاية".
وحول توقعه متى يمكن للغرب أن يرفع الحصار عن سوريا يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة :"هذا العالم جائر ولا نتوقع فك الحصار فى الوقت القصير ولكن تفعيل بنود قانون قيصر".