نقوش ورسوم سطرها جنود الاحتلال البريطاني على رمال أحد الجبال فى صحراء مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، والذي عرف باسم جبل الانجليز، وأطلق عليه هذا الاسم لتمركز القوات الإنجليزية عليه خلال فترة الاحتلال البريطاني للمدينة، فى الحرب العالمية الأولى منذ حوالى 107 سنوات، حينما قام الضابط ويلمز من الجيش الإنجليزي بإنشاء مبنى يتكون من ثلاث غرف وحمام بهدف مراقبة القوات السنوسية التي كانت تهاجم الواحة آنذاك.
ويختلف جبل الإنجليز الموجو فى الخارجة عن جبل الانجليز فى الواحات البحرية و لا يعرف الكثيرون موقعه أو سبق لهم أن شاهدوه أو اطلعوا على ما يحويه من ذكريات وأطلال وكتابات لجنود الاحتلال البريطانى منذ عام 1916 فى مدينة الخارجة فى نقطة هى الأعلى فى المنطقة، واتخذته القوات البريطانية كمعسكر لها فى ذلك الوقت، وقاموا بكتابة ذكرياتهم التى ما زالت باقية حتى الآن، حيث سجل عدد من الجنود أسماءهم ورقم الكتيبة والسلاح وتاريخ الوصول أو المغادرة وبعضها فى يوم 9 أغسطس عام 1916م.
ويتميز جبل الإنجليز بقمته السوداء بسبب احتوائها علي أحجار الدوليت والبازلت وهي من الصخور البركانية التي تدل على وجود نشاط بركاني قديم بالمنطقة، وترجع أهمية موقع جبل الإنجليز السياحية بوقوعه في منتصف النطاق العمراني ويضاف إلي ذلك وجود بئر مائي روماني بقمة الجبل.
كما يضم الجبل مجموعة من الأطلال وبقايا المعدات التى كان الجنود يستخدمونها فى معيشتهم وما زالت باقية حتى الآن، ويضم ذكريات تاريخية تحكى فترة زمنية عايشتها مدينة الخارجة أثناء الاحتلال البريطانى، بينما يتوافد عدد من السياح البريطانيين على تلك المنطقة لاسترجاع ذكريات هؤلاء الجنود، والتقاط الصور التذكارية مع تلك الرسائل المحفورة على الرمال.
وكان محسن عبد المنعم، مدير عام مكتب الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالوادى الجديد، أعلن أن هذا الجبل يمثل قيمة سياحية كبيرة لما يحتويه من مجموعة من الذكريات والأطلال التى مر عليا أكثر من 107 أعوام وما زال الجبل والمناطق الممهدة للصعود إليه وبقايا صفائح الوقود والأدوات والمعدات باقية فى تلك المنطقة، بالإضافة للخربشات والذكريات المنحوتة، ولم تمحها عوامل التعرية، حيث إن هذا الجبل لم يعرفه أحد إلا المتخصصون، ولم يتم اعتماده كمحمية طبيعية شأن جبل الإنجليز فى الواحات البحرية على الرغم من أهمية الموقع وما يحويه من بقايا المعسكر الإنجليزى فى تلك المنطقة.
كما نظم فرع الهيئة رحلات للسياح الوافدين إلى المحافظة إلى تلك المنطقة للتعريف بمدى التنوع فى المواقع السياحية بالمحافظة ويحزنه ما يشاهده من عبث بتلك المنطقة، وإزالة البقايا والأطلال الخاصة بالجنود والكتابة بطريقة غير لائقة على الصخور ممن يقومون باستكشاف المنطقة من الرحالة دون إدراك لأهمية هذا الموقع التاريخية، حيث يطالب المختصين بضرورة الاهتمام بتلك المنطقة وإدراجها كموقع سياحى معتمد بالمحافظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة