اسمه محمد بن يزيد بن ماجة الربعى وكنيته أبى عبد الله، ولد عام 209 هجرياً بقزوين وهى بإيران، وهى مدينة فتحت فى عهد عثمان بن عفان.
كان ابن ماجة محباً للعلم منذ الصغر، يتردد على مجالس الشيوخ وعلماء الحديث فحفظ القرآن الكريم وذهب إلى حلقات ومجالس المحدثين التى كانت موجودة فى مساجد قزوين، و بعد فترة من تلقى العلم فى مدينته قرر الارتحال لجمع الحديث الشريف.
عندما ترك ابن ماجة مدينته كان فى عمر 22 من عمره، وذلك فى سنة 230 هجرياً فذهب إلى خراسان والبصرة والكوفة ودمشق وبغداد ومكه والمدينة ومصر وغيرها واستمرت رحلته خمسة عشر عاماً ثم عاد إلى قزوين واستقر لتدوين ما أثمرته تلك الرحلات ولتعليم أبناء وطنه ويدرس السنن والحديث لهم فكان يأتى إليه الطلاب من شتى الأمصار ليتتلمذوا على يديه.
قام ابن ماجة بتدوين كل ما تعلمه برحلاته بها، وألف العديد من المؤلفات لم يصل إلينا إلا كتاب السنن.
كتاب السنن
أحد كتب الحديث الستة، وهو أحد أصول السنة النبوية الشريفة، فى هذا الكتاب وقام ابن ماجة بترتيب الأحاديث على أبواب، وقد اختلف العلماء حول منزلة الكتاب من كتب السنة الصحيحة الستة، وبسنن ابن ماجة يوجد الصحيح والحسن والضعيف وأيضاً المنكر والموضوع ولكن الأحاديث الموضوعة قليلة بالنسبة إلى جملة الأحاديث الموجودة بكتابه والتى تزيد عن4341 ألف حديث، اشتركت مع الأحاديث الأخرى فى كتب الحديث الخمسة الأخرى ولكنه انفرد عنهم بحوالى 1339 حديثاً.
بدأ أبن ماجة فى هذا الكتاب بمقدمة عن السنة واتباعها ليعلم الطالب أن يتبع هذه السنن وأن يتمسك بها.
وبعد ذلك ذكر ابن ماجة بقية الكتاب فى هيئة كتب ابتداء من كتاب الطهارة وصولاً لآخر كتاب وهو كتاب الزهد، وكان آخر حديث فى هذا الكتاب قال فيه ابن ماجة: حدثنا أبو بكر بن شيبة وأحمد بن سنان قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال: [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مامنكم من أحدٍ إلا له منزلان منزل فى الجنة ومنزل فى النار، فإذا مات فدخل النار، ورث أهل الجنة منزله، فذلك قوله تعالى: [ أولئك هم الوارثون].
وتوفى ابن ماجة فى شهر رمضان عام 273 هجرياً بقزوين وصلى عليه أخوه أبو بكر وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبو عبد الله وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد.
