تشهد نيجيريا فى 25 فبراير الجارى، انتخابات لاختيار خليفة الرئيس محمد بخاري، والذى لا يحق له الترشح مرة أخرى بعد إكماله فترتين، وقبل نحو 7 أيام تتوجه الأنظار إلى هذا الاستحقاق كونه فى بلد من أكبر الاقتصادات الأفريقية، ويبلغ عدد سكانها 217 مليون نسمة، فضلا عن الصعوبات التى تواجه هذا الاقتراع، والذى يتنافس فيه 3 مرشحين رئيسيين هم بولا تينوبو من الحزب الحاكم وأتيكو أبو بكر من حزب المعارضة الرئيسى وبيتر أوبى من حزب أصغر على خلافة بخارى.
وقبل نحو أسبوع من الانتخابات تواجه عملية الاقتراع تحديات، فى مقدمتها تصاعد حدة الهجمات الإرهابية مع اقتراب موعدها لاسيما خلال الأسابيع الماضية، حيث هددت حركة "بوكو حرام" الإرهابية فى غرب أفريقيا، بمنع النيجيريين من التصويت، وتتزايد أيضا موجات من عمليات العنف المصحوبة بعمليات خطف وقطع الطرق، بسبب توترات دينية وعرقية.
وللتغلب على التحدى الأمنى قال المفتش العام للشرطة، عثمان القلى، إنه تم تعبئة أكثر من 300 ألف شرطى للانتشار فى جميع أنحاء نيجيريا لضمان إجراء الانتخابات بنجاح. ورغم إقرار مفوضية الانتخابات بتردى الأوضاع الأمنية فى البلاد؛ فإنها أكدت قيام الانتخابات فى موعدها المحدد. وقال رئيس المفوضية محمود يعقوبو أن جميع المسجلين سيكونون قادرين على الإدلاء بأصواتهم. ويشارك فى التصويت فى هذه الانتخابات نحو 80 مليون ناخب من مجمل تعداد السكان البالغ نحو 180 مليون نسمة، 40% منهم من الشباب دون ثلاثين عاماً.
فضلا عن الترويج لشائعات تدخل المؤسسة العسكرية فى التنافس، وهو ما دفع القيادة العامة للجيش، اصدار بيان تنفى فيه تخطيط بعض ضباطه لانقلاب عسكرى، واعتبرت القيادة العامة للدفاع، الأنباء مجرد "دعاية خبيثة لعناصر عديمة الضمير".
وبخلاف التحدى الأمنى والشائعات، تبرز الاحتجاجات الغاضبة منذ اعلان السلطات استبدال الأوراق النقدية بجيلا جديدا، كما تشهد أسواق أكبر اقتصاد فى إفريقيا نقصاً فى الكثير من المواد، ما يزيد الضغط الشعبى، وأدى نقص السيولة النقدية إلى اشتباكات الأسبوع الماضى عندما زار بخارى مدينة كانو، أحد معاقله ومراكز الاقتراع الرئيسية. وقال مسؤولون حكوميون أن قرار استبدال الأوراق النقدية القديمة من فئات ألف و500 و200 نايرا، بضرورة تجنب التزوير، وإعادة توجيه الكتلة النقدية المتداولة خارج النظام المصرفى إلى البنوك.
وعقب اسبوعين من انتهاء الاستحقاق الرئاسى، تجرى يوم 11 مارس المقبل، انتخابات حكام الولايات لاختيار حكام 28 ولاية من أصل 36 من ولايات البلاد، اختبرت اللجنة الانتخابية نظام التحقق البيومترى الخاص بالناخبين تحضيرا للانتخابات.
كما يرسل الاتحاد الإفريقى، 90 مراقبا إلى البلاد، من أجل مراقبة سير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بسلاسة، وسيؤدى الرئيس الجديد اليمين فى 29 مايو المقبل.
ويواجه الرئيس النيجيرى الجديد تحديات كبرى، من بينها ارتفاع معدلات البطالة، وعنف الجماعات المسلحة، والانفصاليين والفساد وغياب المساءلة من قبل المؤسسات الحكومية، وأزمات اقتصادية حيث تعانى البلاد من ديون قدرت فى يونيو بنحو 103 مليارات، وتصل تكلفة خدمة تلك الديون إلى نحو 102% من الإيرادات المنهكة أصلا بفاتورة الدعم السلعى التى تقدر بنحو 12 مليار دولار سنويا.
وحسب تقرير لمعهد تونى بلير للتغيير العالمى، فإنه من المرجح أن تكثف (بوكو حرام) جهودها لإفشال الانتخابات. وذكر التقرير أن حركة (بوكو حرام) سوف تصعِّد الهجمات، من خلال التفجيرات فى المدن الكبرى، وتهجير بعض المجتمعات، وضمان عدم إمكانية الوصول إلى المجتمعات النائية لإجراء الحملات الانتخابية أو إجراء الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة