تعرضت سياسية كينية بارزة إلى حملة "كراهية شرسة" عبر منصات التواصل الاجتماعي أن ظهرت في جلسة لمجلس الشيوخ في بلادها، وقد لطخت ملابسها بصبغة حمراء تظهر أنها في فترة الحيض، وفقا لما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وكان رئيس مجلس الشيوخ الكيني قد طلب من السيناتور، غلوريا أروبا، مغادرة الجلسة بعد أن اعترض العديد الزملاء على تواجدها بحجة مخالفة "قواعد اللباس".
وتقوم أروبا، المرشحة لمنصب رئاسة مجلس الشيوخ، بحملة شعبية ورسمية من أجل توفير فوط صحية مجانية للنساء والفتيات، كاشفة عزمها عن طرح مشروع قانون بهذا الصدد في الأيام الأشهر القادمة.
وأوضحت السيناتور في تصريحات صحيفة عقب خروجها من قاعة المجلس إن زميلاتها ذوات النوايا الحسنة كن قد هرعن لمساعدتها على ""ستر نفسها" عندما وصلت إلى مبنى البرلمان في نيروبي وهي ترتدي بزة رسمية بيضاء، ولكن البنطال كان ملطخا بتلك الصبغة الحمراء والتي بدت كأنها دماء الدورة الشهرية.
وأضافت: "أعتقد أنه محاولة زميلاتي تغطيتي كان بحسن النية، ولكن هذا أيضا يؤكد وصمة (الدورة الشهرية) التي تعاني منها النساء وأنه شيء لا ينبغي رؤيته".
ولاقى تصرف أروبا دعما واستحسانا كبير من قبل العديد من المنظمات النسائية والحقوقية، وأثنوا على شجاعتها في سعيها لتأمين الفوط الصحية التي تحرم منها الكثير من النساء والفتيات ولاسيما في القرى والمناطق الفقيرة.
وفي مقابل تعرضت أروبا إلى حملات تنمر وكراهية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وصف الكثير أفعالها بـ"المخزية والاستعراضية"، بالإضافة إلى تلقيها لسيل كبير من رسائل البريد الإلكتروني التي تهدد بتعرضها إلى"العنف الجنسي"، أو تشكك في إمكانيتها بأن تكون قائدة سياسية.
وشهدت كينيا الكثير من الحوادث المؤسفة بسبب عدم قدرة النساء والفتيات الحصول على الفوط الصحية، ففي العام 2019 انتحرت فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا بعد أن تعرضت للسخرية من قبل أحد مدرسيها عقب تلطخ ملابسها بدماء الحيض.
كما دفع عدم توفر الفوط الصحية أو القدرة على شرائها الكثير من الفتيات إلى اعتزال الذهاب إلى المدرسة خوفا من "الفضيحة ووصمة العار".
وكانت كينيا قد ألغت الضرائب على المنتجات الصحية الخاصة بالدورة الشهرية في العام 2004.
وفي العام 2017 صدر قانون يطالب الحكومة بتوفير تلك المنتجات بشكل مجاني لطالبات المدارس، ولكن بسبب الفساد وضعف الميزانية المخصصة لذلك فقد جرى مساعدة عدد ضئيل من الفتيات.
وتشير أرقام وزارة الصحة لعام 2020 إلى أن حوالي 65% فقط من النساء والفتيات في المناطق الحضرية، و46% في المناطق الريفية يمكنهن الحصول على فوط الحيض التي تستخدم لمرة واحدة.
وقد أدى التضخم وقلة الإنتاج المحلي إلى تضاعف أسعار تلك المنتجات بشكل كبير، لدرجة أن هناك فتيات يتعرضن لابتزاز جنسي مقابل الحصول عليها.
ومع سعيها لتأمين تلك المنتجات بشكل مجاني لجميع النساء، تقول أروبا: "يجب على النساء أن لا يشعرن بالخجل إذ تلوثت ملابسهن ببعض الدماء وأن لا يخشين التنمر أو محاولة الاختباء بعيدا عن الأنظار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة